أكثر من 50 مدربا تداولوا على أندية القسم الأول في أطول موسم

إذا كانت أندية القسم الأول قد طوت أطول موسم مراطوني في تاريخ الجزائر، فإن مخلفاته السلبية كانت كثيرة ومؤثرة، فعلاوة عن تنشيط بقية الجولات تحت أشعة الصيف المحرقة، فإن المسيرين ورؤساء الفرق ظلوا أوفياء لسياسة الإقالات والاستقالات، ما جعل أكثر من 50 مدربا يتداولون على أندية القسم الأول منذ بداية الموسم.

بقيت بطولة القسم الأول وفية لمنطق الإقالات والاستقالات، بالنظر إلى العدد الكبير من التغييرات التي عرفتها الأطقم الفنية لمختلف الأندية، بحجة أزمة التعثرات أو نتيجة توتر العلاقة بين المسيرين والمشرفين على الطاقم الفني، حيث يعد الوصيف وفاق سطيف الفريق الوحيد الذي صنع الاستثناء بحفاظه على الاستقرار الفني للموسم الثاني على التوالي، بعد وضع الثقة في خدمات المدرب التونسي نبيل الكوكي الذي ضيع لقب البطولة لكنه ساهم في تشكيل فريق شاب سمح ببروز مواهب كروية خطفت الأضواء، بعضها خاضت غمار الاحتراف، آخرها الموهبة عمورة الذي تنقل إلى الدوري السويسري، في الوقت الذي عبثت بقية الأندية بمنطق الاستقرار، حتى إن بعض الفرق تداول عليها 4 مدربين، على غرار مولودية وهران (كازوني، بلعطوي، ماضوي، بوعزة) وجمعية الشلف (موسي، لكناوي، إيغيل مزيان، زاوي). وفرق أخرى لم يقل عدد المدربين الذين اشرفوا عليها عن ثلاثة، في صورة اتحاد بلعباس ونادي بارادو ونصر حسني داي وجمعية عين ميلة واتحاد بسكرة ونجم مقرة وأهلي البرج واتحاد الجزائر وغيرها، ما يعني أن المدرب هو الحلقة الأضعف في البطولة الوطنية، حيث يتم التضحية به بسهولة بمجرد تراجع النتائج أو ضغط الأنصار أو مجرد سبب تافه يتم ترقيعه بالتخلي عن خدمات المشرف على العارضة الفنية.

وإذا كانت بعض التغييرات قد منحت الإضافة، على غرار ما قامت به إدارة نجم مقرة التي صنعت مسارا مميزا مع المدرب عزيز عباس الذي ساهم في ضمان البقاء بشكل مريح، ناهيك عن تنشيط نهائي كأس الرابطة، وكذلك المدرب لافان مع شبيبة القبائل، بحكم إحرازه كاس الرابطة وتنشيط نهائي كأس الكاف، والكلام ينطبق نسبيا على شبيبة الساورة التي فضلت وضع الثقة في المدرب الشاب جاليت مباشرة بعد التخلي عن خدمات إيغيل مزيان، وكذا آيت جودي الذي وفق فيضمان البقاء مع اتحاد بسكرة، فإن الكثير من التغييرات إما كانت متسرعة أو لم يكن لها ما يبررها أصلا، وهو ما يعكس في نظر بعض المتتبعين سوء اختيار المدربين في بداية الموسم، ما يؤدي بالتضحية بهم بعد جولات من انطلاق الموسم، ناهيك عن غياب مشروع عمل مبني على الاستقرار والاستمرارية، حيث أكد وفاق سطيف هذه المرة أنه النموذج المهم الذي عرف كيف يستثمر في استقرار العارضة الفنية بقيادة التونسي نبيل الكوكي للموسم الثاني على التوالي، فيما بالغت بقية الأندية في التغيير من أجل التغيير، وما يصاحبها من صرف أموالا باهظة ناجمة عن التعويضات، وفي النهاية يشتكي رؤساء الأندية بارتفاع حجم الديون، على غرار خرجة المسؤول على إدارة مولودية الجزائر عمار براهمية الذي أطلق تصريحات غريبة حين أكد أن ديون الفريق فاقت 200 مليار في الوقت الذي لم يحقق الفريق النتائج المرجوة منه، رغم حيازته على الإمكانات المادية والبشرية التي تمكنه من تحقيق نتائج تكون في مستوى تطلعات الأنصار وأسرة النادي، والكلام ينطبق على شباب قسنطينة وعديد الأندية التي تتوفر على ممولين فاعلين لكن النتائج كشفت أمورا صادمة فوق الميدان.

وضعية الطواقم الفنية لأندية القسم الأول

مدرب واحد

وفاق سطيف (الكوكي)

مدربان

شبيبة الساورة (إيغيل مزيان، جاليت)، شباب بلوزداد (دوما، بختي مؤقتا، زروان مانولوفيتش)، شباب قسنطينة (عمراني، حمدي). مولودية الجزائر (نغيز، عمراني ثم عودة نغيز)، سريع غليزان (شريف الوزاني، مدرب مؤقت).

3 مدربين

اتحاد بلعباس (بوغرارة، بن خدة مؤقتا، بوعكاز، سليماني). نادي بارادو (حكيم مالك، لوبار بيريك، شريف الوزاني)، نصر حسين داي (لكناوي، دزيري، يعيش). أولمبي المدية (حجار، بكلي ومقاتلي مؤقتا، ماروك)، جمعية عين مليلة (يعيش، شيحة، لكناوي)، وداد تلمسان (عباس، بن شاذلي، عمراني). اتحاد بسكرة (بوعكاز، حوحو مؤقتا، آيت جودي). شبيبة القبائل (الزلفاني، بوزيدي، لافان). نجم مقرة (محمد باشا، لطرش، عباس). شبيبة سكيكدة (افتسان، بوعلي، حجار). أهلي البرج (دزيري، بوصبيعة، شردود). اتحاد الجزائر (تشيكوليني، فروجي، زغدود).

4 مدربين

مولودية وهران (كازوني، بلعطوي، ماضوي، بوعزة). جمعية الشلف (موسي، لكناوي، إيغيل مزيان، زاوي).