الرأي

أكذوبة “ماكانش مشكل”!

جمال لعلامي
  • 3909
  • 3

قال لي أحد المواطنين: اتصلنا برئيس البلدية الجديد، لتذكيره علّ الذكرى تنفع المؤمنين من الأميار والمنتخبين، بعد ما كان قد وعدنا وتعهّد لنا، خلال الحملة الأخيرة، لكن “السيّد الرئيس” رفض استقبالنا، ووكـّل موظفا “كحيانا” للحديث معنا وإبلاغنا رسالة مفادها: “الله غالب.. الحلّ ما راهوش عند المير”!

هذه القصة التي وجّعت لي قلبي عبر الهاتف، والعهدة على الراوي طبعا، هي ليست غريبة ولا سبقا ولا عجبا، وقد تكون مجرّد قصة من عشرات أو مئات القصص المشابهة، عبر 1541 بلدية عبر 48 ولاية، ولأن الاقتراع انتهى وفاز من فاز، فمن البديهي أن يتهرّب الآن هؤلاء -باستثناء البعض منهم ممّن “يخافوا ربي”- يتهرّبون من الوفاء بالوعود والعهود!

نعم، “الهدرة ساهلة”، فأولئك وعدوا وتعهّدوا وأطلقوا الأرانب خلال “الهملة”، أسكنوا العزاب والشيّاب والشباب، ووظفوا “الشومارة”، وأدخلوا “السكارى” الجنة، وحلّوا جميع مشاكل المقنوطين، ومنهم من قال كلاما لا يصدقه العقلاء، وكلاما آخر لا يقوله إلاّ السفهاء، ومنهم من ناقض نفسه، وسار ضدّ تيار القانون، لأن الأمر كان يتعلق بحملة للكلام والأحلام والأوهام!

الآن، انتهت الحملة، وانقضت الانتخابات، وتمّ إبرام التحالفات، والفرصة الآن لإبرام الصفقات، ولذلك، لا غرابة إن تنصّل البعض من المنتخبين الحاليين، المترشحين السابقين، من التزاماتهم، وادّعوا زورا وبهتانا بأن ما يطلبه منهم المواطنون ليس من مهامهم ولا صلاحياتهم!

الكثير من الملفات التي فتحها مترشحو الأحزاب خلال فترة الحملة، كانت أكبر منهم، وبعيدا عن وظائفهم وصلاحياتهم، لكن هدف الوصول إلى رئاسة البلدية، تحديدا، جعلهم يقولون ما لا يفعلون، والدليل، بداية تهاطل شكاوى المواطنين، ممّن بدأوا يصطدمون بردود وتبريرات أميار بدّلوا حديثهم ونظرتهم للأشياء، وعقـّدوا الحلول بعد ما استسهلوا كلّ شيء في الحملة!

ليس عيبا أو عارا، لو صارح المترشحون المواطن، وقالوا له بأن حلّ تلك القضية، ليست من صلاحياتهم، وهي تتجاوزهم، وهي مثلا من مهام رئيس الدائرة أو الوالي، ومع ذلك سنسعى إلى التدخل عندهما من أجل مصلحة بلديتنا وساكنيها، أمّا أن يعد المترشح ويستعمل مفتاح “ماكانش مشكل”، فإن ذلك يثبت اليوم -إلا في حالات شاذة ومعزولة- بأن أغلب المترشحين استخدموا أساليب الكذب و”الهفّ” من أجل المرور فقط!

هذا الأسلوب هو الذي نفّر وسيواصل في تنفير “بقايا” الناخبين من المواعيد الانتخابية، فكثرة “الفستي” سدّت شهية المواطنين، وجعلتهم لا يصدقون الأحزاب ومرشحيها، حتى وإن قالوا الحقيقة، ولذلك لا عجب في ما يحدث وسيحدث على مستوى المجالس المخلية خلال 5 سنوات كاملة!

مقالات ذات صلة