أمريكا تتعمد إطالة عمر الحرب للقضاء على المقاومة.. ولدينا كل الإمكانات للمواجهة

يقدم عضو قيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج سامي أبو زهري، تقييما واسعا لمعركة طوفان الأقصى التي دخلت شهرها الثاني على المستوى السياسي والدبلوماسي والعسكري والإنساني، ويؤكد أن المقاومة قادرة على حرب طويلة في مواجهة العدو الصهيوني وحلفائه الغربيين.

ويقول أبو زهري في هذا الحوار مع “الشروق”، إن طوفان الأقصى أحدث حالة فرز على المستوى الدولي، وتحدث عن حكومات عربية لها رغبة دفينة في التخلص من “حماس”، وبالمقابل أشاد بمواقف الجزائر وتحركاتها الدبلوماسية.

ما هي النتائج التي أفرزنها عملية طوفان الأقصى إن على المستوى السياسي والعسكري والإنساني؟
طوفان الأقصى عملية ذات أبعاد إستراتيجية أسهمت في زعزعة هذا الكيان المحتل وضرب نظرية الأمن الصهيوني في العمق، وكشفت حقيقة هذا الاحتلال وحجم هشاشته وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يٌقهر وأعادت الأمل لشعبنا وأمتنا أننا قادرون على تحقيق النصر على هذا الاحتلال وتحرير القدس بإذن الله تعالى.
بلا شك أن هذه المعركة لها أثمانها ولكن هذا الثمن طبيعي ما دمنا نخوض مشوار التحرير، وكل الشعوب التي تحررت لم تنل حريتها بدون دفع ثمن، المهم أن نواصل المقاومة وأن نضغط على الاحتلال، وعلينا أن ندرك أن شعبنا يُقتل بالسلاح الصهيوني والأمريكي والغربي، وأن جرائم الاحتلال لم تبدأ مع هذه الحرب وأنها بدأت منذ الاحتلال الصهيوني على أرضنا منذ عام 1948.
مجازر هذا الاحتلال لم تتوقف ولن تتوقف، والمقاومة في كامل جهوزيتها لمواجهة هذه الجرائم وحماية شعبنا وللضغط على الاحتلال للرحيل عن أرضنا الفلسطينية.
حركة حماس لا تواجه الاحتلال بمفرده، الحركة تواجه الاحتلال والتحالف الغربي بقيادة الإدارة الأمريكية الداعمة للاحتلال الصهيوني، وهذه الأطراف شريكة في العدوان من خلال تزويده بالسلاح والعتاد، وتزويده بالمرتزقة والمقاتلين وكل أشكال الطيران القتالي.
أيضا قادة هذه الدول الذين وصلوا إلى الأراضي المحتلة ووفروا كل الدعم السياسي والمعنوي للاحتلال الصهيوني، والإدارة الأمريكية مشاركة بطريقة مباشرة من خلال وجود طيرانها الذي يحلق في سماء غزة ووجود جنرالات كبار يشرفون على العمليات القتالية مع المحتل.

ما تقييكم لمواقف المجتمع الدولي تحديدا المواقف العربية والغربية وما صدر من حكومات لاتينية؟
هنالك دول أجنبية أخذت قرارات قوية مثل كولومبيا والهندوراس وبوليفيا باستدعاء سفرائها من الكيان الصهيوني، وطرد السفراء الصهاينة، وهذه خطوة جيدة.
وعلى العموم الحراك في الشارع الغربي قوي وغير مسبوق، ونتوقع أن يُسهم في الضغط على صناع القرار في الغرب بعد التمادي في دعم الاحتلال، وهذا لوقف العدوان.
ونعتقد أنه بالنسبة للدول العربية والإسلامية هنالك حراك واسع وقوي وغير مسبوق من حيث الحجم والكثافة والاستمرارية، ولكن علينا أن نشير إلى أن هذا الحراك مع أهميته وأهمية استمراره ولكنه لم يعد كافيا في ظل حجم المجزرة التي تتعرض لها غزة.
نؤكد أنه من الضروري أن يتصاعد الفعل العربي والإسلامي والضغط على الإدارة الأمريكية لوقف هذا العدوان.

هل أظهرت عملية طوفان الأقصى تجاهلا عربيا للقضية الفلسطينية في اعتقادكم، أم أنها فرصة للبعض حتى يتم الإجهاز على المقاومة وتحديدا حماس، الحديث هنا للدبلوماسي الأمريكي السابق دينيس روس؟
النظام العربي الرسمي ليس شيئا واحدا، هنالك تفاوت، نعتقد أن هنالك حكومات لها رغبة دفينة فيما يجري، وأن ما يجري فرصة لاستئصال حركة حماس والاستراحة من وجودها وإن كانت لا تظهر ذلك للعلن، وهنالك أطراف تقوم بدور دبلوماسي جيد ومن بينها الجزائر وتركيا وقطر، ولكن علينا التأكيد أن ما يجري في غزة هو شيء غير طبيعي وغير مسبوق وشيء استثنائي، والمطلوب أن تكون هنالك مواقف استثنائية لذلك حتى مواقف الدول التي لها إرادة في احتضان الموقف الفلسطيني والدفاع عنه المطلوب تصعيد مواقفها وتطويرها واتخاذ مواقف أكثر قدرة وأكثر نجاعة لوقف العدوان على غزة.

ما واقعية المخطط الذي يتم الترويج له بخصوص بسط السلطة سيطرتها على القطاع؟
بالنسبة لما يتم الحديث عن مرحلة ما بعد معركة طوفان الأقصى، هنالك محاولات أمريكية حتى لا تكون حماس ضمن المشهد مستقبلا، وتعليقنا عليه أن هذا كلام فارغ وليس له قيمة أصلا.
على هذه الأطراف أن تدرك أن أي طرف محلي أو إقليمي يأتي على دبابة أمريكية أو إسرائيلية لن يكون مرحبا به ونعبر عن ذلك في الميدان، ونؤكد أن أي أطراف دولية تكون موجودة في غزة أو على حدودها هي أطراف معادية نتعامل معها كما نتعامل مع الاحتلال الصهيوني، حكم فلسطين أو أي بقعة فيها هو شأن فلسطيني داخلي يتوافق عليه الفلسطينيون ولا يمكن القبول بأي تدخل أجنبي خارجي.

ما قدرة الحركة على مواصلة المقاومة، وهل مازالت الحاضنة الشعبية للمقاومة مستمرة في القطاع؟
معركة طوفان الأقصى ستأخذ وقتا أطول في ظل القرار الأمريكي برفض أي وقف لإطلاق النار، وهدفها من إطالة عمر الحرب هو القضاء على حماس، ونحن لدينا الاستعداد للاستمرار في المعركة مهما أخذت من وقت، وفي نفس الوقت نبذل كل الجهد لتخفيف الألم عن شعبنا والحد من المجازر التي يتعرض لها شعبنا.
ما يؤلمنا هذه المجازر في حق شعبنا، أما المقاومة فهي في كل قوتها وتبلي البلاء الحسن، وفي كل يوم يسقط العشرات من جنود الاحتلال وإعطاب العشرات من الآليات، والاحتلال في حالة صدمة من قوة المقاومة الفلسطينية، ونحن مطمئنون من مستقبل المعركة والمسألة بحاجة إلى صمود.