-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمريكا تفرض مفهوما جديدا للديمقراطية

عابد شارف
  • 4338
  • 2
أمريكا  تفرض  مفهوما  جديدا  للديمقراطية

تغيرت محتوى كلمة الديمقراطية خلال العشرية الأخيرة، حسب التصنيف الجديد الذي وضعته الولايات المتحدة.

  • وجاء هذا التصنيف ليقسم العالم إلى خمس مجموعات، يشكل النموذج الأمريكي أسمى ما يمكن أن تتوصل إليه الإنسانية لتدخل جنة الحضارة الغربية التي تنعم بها البلدان المتقدمة،  وهي  أولى  المجموعات  التي  تطمح  كل  بلدان  العالم  أن  تنضم  إليها .
  • وإلى جانب البلدان الغربية المعروفة، توجد مجموعة أخرى نسميها الولايات المتحدة بالبلدان الديمقراطية. ونجد من ضمنها العراق وإسرائيل وكولومبيا وغيرها. والعراق الجديد بلد ديمقراطي رغم الاحتلال، ورغم الاختراق الواسع لحقوق الإنسان، ورغم أبو غريب والأكاذيب الأمريكية  حول  أسلحة  الدمار  الشامل .
  • وإسرائيل دولة ديمقراطية، لأن اليهود فيها يصوتون بكل حرية عن الطريقة التي يمكنهم قهر الفلسطينيين، ورغم احتلال أراضي الآخرين، ورغم الاعتداءات المتواصلة على الجيران، ورغم عدم احترام القانون الدولي. وبنفس المنظور، فإن كولومبيا دولة ديمقراطية رغم العصابات المسلحة،  ورغم  تسرب  تجار  المخدرات  إلى  أعلى  مناصب  السلطة،  ورغم  نظام  الرشوة  الشامل  الذي  يحكم  البلاد .
  • ويرتكز تصنيف هذه البلدان ضمن مجموعة الديمقراطية بناء على وجود نظام انتخابات شكلي، لم يكن كافيا للسماح لبلدان أخرى أن تحصل على هذه الصفة الديمقراطية. والمفروق مثلا لأن بلدانا أخرى مثل فنزويلا وبوليفيا تعرف تجربة ديمقراطية حقيقية، مع مشاركة واسعة للشعب في تسيير  شؤون  بلاده،  لكن  الولايات  المتحدة  تعادي  هذين  البلدين،  بل  وتساعد  المعارضة  التي  تريد  أن  تطيح  بالديمقراطية .
  • وفي الضفة الأخرى، توجد البلدان التي تقول عنها أمريكا إنها دكتاتوريات من مجموعة “محور الشر”. وتوجد إيران ضمن تلك المجموعة، رغم أن إيران تعيش نفس الإجراءات الانتخابية مع العراق، وأن نفس الطائفة الدينية التي تحكم إيران منذ ثلاث عشريات هي التي تحكم العراق اليوم . وأكثر  من  ذلك،  فإن  أمريكا  دخلت  في  حرب  منذ  عهد  طويل  ضد  دولة  شيعية،  قبل  أن  تحتل  العراق  وتفرض  بروز  دولة  شيعية  أخرى  يحكمها  قوم  كانوا  لاجئين  في  إيران عند  الإمام  الخميني …
  • وبين الدكتاتوريات والبلدان الديمقراطية، توجد مجموعتان تشكلان نقطة تحول نحو الجنة أو نحو النار. وضمن البلدان التي تقترب من جنة الديمقراطية، توجد مجموعة يقال عنها إنها تتميز بحسن تسيير شؤون البلاد. وهذه البلدان ليست ديمقراطية، لكنها تعيش نموا اقتصاديا، كما أنها تراعي المصالح الأمريكية، مما يسمح لها بالحصول على محبة أمريكا. وقائمة هذه البلدان طويلة جدا، وتشمل كل القارات، من تونس إلى الأردن إلى غانا وغيرها من البلدان التي تحمي مصالح أمريكا أو دخلت تحت الحماية الأمريكية.
  • لكن  هذه  البلدان  تبقى  دائما  تحت  الرقابة،  وإذا  قامت  بأية  مبادرة  تضر  المصالح  الأمريكية،  فإنها  تنتقل  إلى  تصنيف  آخر،  وتدخل  ضمن  قائمة  البلدان  التي  يوجد  فيها  حكم  مستبد .
  • ولعل أحسن مثال لهذه المجموعة هي ليبيا، التي خرجت من مجموعة “محور الشر” دون أي تغيير داخلي، لكنها اكتفت بمراعاة المصالح الأمريكية، لتخرج من مجموعة وتدخل أخرى أقل ضررا بالنسبة إليها. ويؤكد ذلك أن التحول من مجموعة لأخرى ممكن، وأنه لا يأتي نتيجة لإصلاحات ديمقراطية،  إنما  يأتي  بفضل  الولاء  لأمريكا … فكيف  البحث  عن  صيغة  ديمقراطية  تخدم  مصلحة  الشعب  قبل  المصلحة  الأمريكية؟
  •  
  •  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • السعيد.

    السلام عيكم .حقيقتا وفي الواقع ان الديمقراطية لها مفهوم يرتكز على المصلحة التى تحددها امريكا وذلك وفق اذواقها الخاصة ..........................رضى امريكا مبدا جوهري في تحقيق الديمقراطية الحقيقية ...وهل يترى نحن اين نكون من ذلك .والدسمقراطية ماهي الا وسيلة او ذريعة للضغط على الدول النامية .

  • شوقي

    والجزائر هل هيا في ** محور الشر ** ... كل الدول تخدم امريكا