أمهات يعرضن أطفالهن للخطر على شبكات التواصل الاجتماعي

في السابق كانت الأمهات تروين ما يتعرضن له مع أطفالهن لصديقاتهن وزميلاتهن، لكن اليوم تطورت الأمور وأصبحت الأمهات تدونّ كل تفاصيل يومياتهن مع أبنائهن على صفحات التواصل الاجتماعي، أحيانا بدافع التباهي والتشجيع وأحيانا من باب التأفف والانزعاج من تلك التصرفات.

 وتتناسى هؤلاء الأمهات أن هذه المواقع جواسيس حقيقة تهدد حياة أطفالهن، فما عليهن سوى توخي الحذر والحيطة والمحافظة على الخصوصية التي يتمتع بها. 

وقد أدت أساليب استخدام الشبكات الاجتماعية إلى اندثار الخط الفاصل بين ما هو خاص وعام، والمستخدم اليوم لا يعي بوضوح ما يعنيه أن ينشر على تلك المواقع تفاصيل حياته الشخصية، وما هي سلبيات هذا النشر.

وتشرح المهندسة هناء الرملي، الخبيرة في مجال استخدامات الإنترنت للأسرة والطفل،في تدخلها على امواج إذاعة  مونت كارلو الدولية إيجابيات وأيضا سلبيات ومحاذير نشر هذه التفاصيل على الإنترنت.

وتقول المتحدثة قد تكون لتلك المنشورات عن الأطفال ملامح ايجابية كأن تنمي فيهم الكثير من المواهب وتشجعهم أكثر على التفوق والعطاء، لكن هذا الأثر ليس واحدا وعاما بالنسبة لجميع الأطفال، إذ أن كثيرا منهم يحسّون بالغرور والتعالي لما يحصدونه من إعجابات، كما أن هناك بعض الأطفال الخجولين يفضلون أن تبقى حياتهم الخاصة ملكا لهم بعيدا عن تطفل الآخرين، إذ أن ما ينشر عنهم يجعلهم انطوائيين ومنعزلين ويخلق فجوة بينهم وبين أمهاتهم وقد ينعكس هذا سلبا على مواهبهم فينفرون من أي أمر يوجه إليهم بخصوص ممارسة مواهبهم، كما قد يكتب أي شخص تعليقا يتسبب في إهانة الطفل والإساءة إليه فنحن نعلّم أطفالنا المحافظة على خصوصيتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الحياة العامة خشية عليهم من الغرباء، لكن في نفس الوقت نقوم ببعض الأشياء دون وعي بمخاطرها.

ومن بين تلك المخاطر أن تذكر الأم اسم مدرسة ابنها أو أي إشارات عن بعض الأماكن التي يتردد عليها وهو ما يعرضه للخطر أو التعدي عليه من أهل السوء الذين يتربصون بالأطفال، أو أن تذكر موعد رحلة أو مباراة أو ما شابه ذلك.

وذكّرت هناء الرملي الأمهات أن أطفالهن سيصبحون شباب المستقبل وأن تفاصيل حياتهم ستأرشف ويتداولها العام والخاص ولكن أيها الأمهات، تضيف المختصة، أن تتخيلن كم سيؤثر هذا الأمر على مستقبلهم.