-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فاطمة الزهراء زعموم تصف الترويج السينمائي في الجزائر بالتقليدي وتؤكد:

أموال طائلة تصرف في ملصقات مكدّسة في الأدراج!

حاورها: محمود بن شعبان
  • 1385
  • 0
أموال طائلة تصرف في ملصقات مكدّسة في الأدراج!

كشفت المخرجة الجزائرية المغتربة فاطمة الزهراء زعموم في حوار أجرته مع “الشروق اليومي” عن الدور المهم لعملية الترويج في الدفع بوتيرة السينما الجزائرية محليا ودوليا، معتبرة الإستراتيجية التي تنتهجها المؤسسات الثقافية في الجزائر في هذا المجال قديمة بالمقارنة مع عديد الدول خاصة في ظل غياب الفضاءات المخصّصة لذلك.

إلى أي مدى يمكن أن يساهم الترويج في إنجاح العمل السينمائي؟

في البداية تجدر الإشارة إلى أن عملية الترويج للأعمال السينمائية في الأساس لا يمكن حصرها في الشريط الإعلاني، والبيان الصحفي وبعض الصور والملصقات التي تعتبر بدائية، بل يجب الاستثمار في الموضوع ليكون دعامة أساسية لإنجاح العمل السينمائي قبل عرضه وذلك من خلال إنشاء موقع إلكتروني خاص بالفيلم يضم مختلف التفاصيل المتعلقة بالمشروع بالإضافة إلى الإشهار الممول على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية والتركيز على الأشرطة الإعلانية التي تبث في مختلف قاعات السينما تمهيدا للعرض الأول للفيلم الجديد، وهذا ما لا نجده في الجزائر للأسف.

ماهي استراتيجيتكم المتبعة في الترويج لأعمالكم السينمائية؟

بالنسبة لي أحرص رفقة فريق عملي على إيلاء أهمية كبيرة للترويج وذلك من خلال إشراك دور العرض والمهرجانات السينمائية والموزعين الرسميين للفيلم، بالإضافة إلى التركيز على الجانب الإعلامي من خلال تواصلنا المستمر مع الصحافة للتغطية، كما أحرص دائما على حضور فريق العمل على مستوى نوادي السينما لمناقشة أعمالنا بحضور الممثلين الذين يساهمون بشكل كبير في جلب الجمهور وهواة السينما كشكل من أشكال الاستثمار للترويج للأفلام الجديدة خاصة، وهذا انطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي التي نباشر العمل عليها مباشرة بعد الانتهاء من التصوير، بالإضافة إلى ذلك تعاملنا الدائم مع موقع IMDB الذي يعد مرجعا هاما للصناعة السينمائية كشكل من أشكال الاتصال الموجه للمحترفين باعتبارهم عنصرا فعّالا في انجاح العمل السينمائي من خلال النقد الموجه للعمل من جهة وخلق جسر تواصل دائم مع الجمهور وتحضيره لاستقبال الإنتاج الجديد من جهة أخرى، إلا أن ذلك يبدو معقدا خاصة في الدول التي تبقى فيها الإمكانيات ضعيفة مثل الجزائر ما يجعلها بعيدة عن الاستراتيجية المتعامل بها دوليا.

هل لديكم فريق إعلام خاص بالترويج لأعمالكم في الجزائر؟

في الحقيقة لدينا فريق مبدع، إن صحّ التعبير، وهو المكلف بتحضير الومضات الإعلانية والملصقات والدعوات… إلخ، ولكن للأسف ليس لدينا فريق خاص بالترويج والاتصال، حاولنا الاستعانة بهذا الجانب مرتين أو ثلاث من خلال الاتصال بالصحفيين والمكلفين بالإعلام إلا أننا لم نوفق في ذلك، دون أن ندرك إن كان السبب في تداخل المهام، أو في علاقاتها الغير واضحة مع المختصين أم في الغلاف المالي الضعيف المخصص لهذا الشق، ما دفع بنا إلى الاستعانة بخبرتنا الشخصية لا أكثر .

ما رأيك في الإمكانيات الجزائرية التي سخرها قطاع الثقافة في الجزائر للترويج للسينما؟

أنا لا أقارن الإمكانيات الموجودة في الخارج بالهياكل الثقافية الجزائرية كالمركز الجزائري لتطوير السينما أو غيرها ولكن لا أرى أي ابتكار أو أعمدة صلبة يمكن الاعتماد عليها كإعلانات العرض العامة، والمواقع والمجلات الثقافية المتخصّصة لدى هياكل الدولة التي لطالما انتظرنا أن نعثر فيها على آليات محفزة، ولكن للأسف لا وجود لها في الواقع، فعلى سبيل المثال، دائما ما نستقبل معلومات عن الأفلام الموزعة من قبل المركز الجزائري لتطوير السينما CADC ونروّج لها ونذهب لمشاهدتها، لكن بالمقابل لا يفعل ذلك مع أفلامنا رغم أنها موجهة للجمهور نفسه، كما أنه ليس لدينا مشاريع حقيقية ترتكز على نوع الفيلم مقابل نوع الجمهور مثلما هو الحال في الولايات المتحدة وفي عديد البلدان التي يساهم فيها قطاع السينما في العمليات التجارية من خلال  Box office والتسويق المتخصص، وترتيب الأفلام حسب الجنس والميزانية وغيرها.

تطرقت قبل أيام إلى غياب الفضاءات الإشهارية المخصّصة للتظاهرات الثقافية في الجزائر والتي خصّصت لها أظرفة مالية هامة، حدثينا عن تجربتك في الموضوع؟

نعم، نواجه في الجزائر مشكلا كبيرا يتمثل في غياب الفضاءات المخصّصة للملصقات الإشهارية السينمائية التي من شأنها الترويج أكثر للأعمال السينمائية واستقطاب الجمهور إلى قاعات العرض، وهذا أمر سلبي يضع قطاع السينما ضمن خانة الاتصال والترويج التقليدي، رغم أن الجزائر لا تعاني من مشكلة “التلوّث الإشهاري” كالقاهرة أو الصين التي توحي لزائريها بأنهم يتجوّلون في مراكز تجارية مفتوحة، ولهذا وجب على الدولة توفير فضاءات خاصة للإشهار الثقافي في الأماكن العامة، وأمام الجامعات والوزارات وأماكن الترفيه والمطارات خاصة في المدن الكبرى والتي ستسمح بالترويج لمختلف الفعاليات الأسبوعية والشخصية سواء كانت تظاهرات ثقافية، رياضية فنية أو غيرها لتكون منصة مباشرة لإتاحة المعلومات والتواصل بين الجماهير والمبدعين والمنظمين في نفس الوقت .

باختصار، كمخرجين أو منتجين، نقوم بإنفاق مبالغ مالية طائلة في مئات الملصقات الإشهارية، إلا أننا لا نستفيد منها بسبب تكديسها في الأدراج من جهة واقتصار استغلالها بشكل عشوائي في بعض قاعات العرض التي تملك فضاءات صغيرة للملصقات من جهة أخرى، بالإضافة إلى غياب المبادرات والنقاط الترويجية الشريكة لدور السينما التي تساهم في إعلام الجمهور دون أن نستوعب بأن تلك الملصقات الخاصة بالأفلام قد تكون سببا في جلبه لمشاهدته في قاعة العرض، أو أنه يذهب أحيانًا لمشاهدة فيلم لمجرد ملصقته الإشهارية، في الوقت الذي يركز فيه الكثير من المؤسسات الجزائرية على الترويج عبر الأنترنت وذلك ما يعتبر منافيا لأسس العمل الترويجي الجاد مع الجمهور وإجحافا في حق الكثير من عشاق السينما الذين لا يستعملون مواقع التواصل الاجتماعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!