أنفانتينو… والجزائر

انتهت منذ أيام كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي لُعبت بالجزائر في الفترة ما بين 13 جانفي والرابع من فيفري المنصرم، والتي عرفت نجاحا كبيرا، سواء من ناحية التنظيم أو الإمكانات التي منحتها الدولة الجزائرية والتي أعجبت كل الوفود المشاركة، إلى درجة أن المنتخب الملغاشي الفائز بالمرتبة الثالثة ومباشرة بعد عودته إلى بلده تنقل إلى مقر السفارة الجزائرية وشكر الجزائر على نجاحها في التنظيم، لأنها أدخلت هذا البلدَ التاريخَ بتتويجه بأول لقب قاري في تاريخه، والمتوج أيضا المنتخب السنغالي وعلى لسان سفيره الدولي السابق حاجي ضيوف قال إن الجزائر اليوم بإمكانها احتضان كأس العالم بسهولة كبيرة، وأيضا معظم الدول المشاركة في “الشان” راسلت الاتحاد الجزائري، مؤكدة نجاحَ هذه الطبعة التي أعطت بصيصا من الأمل لإبقاء هذه المنافسة “قيد الحياة” بعد أن تداولت أخبار بأن طبعة الجزائر هي الأخيرة..
وحتى رئيس الكاف موتسيبي أشاد بما قدمته الجزائر التي تجاوزت كل التطلعات وأعطت صورة ايجابية عن كرة القدم في إفريقيا التي عرفت في بعض الفترات انتقادات من أطرافٍ لا تريد الخير لقارتنا، وخاصة الذين يريدون التحكُّم والسيطرة على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
نجاح “الشان” وصل حتى أروقة “الفيفا” خاصة ورئيسها أنفاتنينو الذي حضر حفل افتتاح هذه المنافسة بملعب نيلسون مانديلا، واستقبله الرئيس تبون، تيّقن من قدرة الجزائر على احتضان أي منافسة مهما كان نوعها.. وهو ما أكده شخصيا رئيس “الفيفا” لرئيس “الفاف” على هامش ندوة التخطيط التكتيكي المتعلق ببرنامج “فوور وورد” التي جرت نهاية الأسبوع بباريس، والتي عرفت حضور عدد من الاتحادات الكروية، إذ هنأ الرئيسَ زفيزف على التنظيم الاستثنائي والناجح للنسخة السابعة لبطولة أمم إفريقيا للمحليين -الجزائر 2022، كما أعرب له عن رغبته في أن يرى الجزائر تحتضن أحداثا ومنافسات قارية وعالمية كبرى أخرى نظرًا لإمكاناتها على جميع المستويات وشغف الشعب الجزائري الحماسي بكرة القدم.
الجزائر التي أصبحت اليوم رائدة في تنظيم المنافسات، خاصة بعد نجاح ألعاب البحر المتوسط و”الشان” وتسير بخطى ثابتة أيضا لإنجاح كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة المقررة نهاية شهر أفريل القادم والمؤهِّلة إلى كأس العالم بالبيرو، تنتظر وبشغف كبير اجتماع المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، للظفر بشرف احتضان كأس إفريقيا 2025، خاصة وأن كل أعضاء المكتب التنفيذي لـ”الكاف” الذين حضروا إلى الجزائر متأكدون أن الجزائر اليوم تملك مقومات النجاح، بدليل أنها طلبت مساعدة كل الاتحادات الإفريقية لاستقبال كل منافسيها على أراضيها، وعلى كل الملاعب المعتمَدة من طرف الهيئة سواء في عنابة، أو قسنطينة، أو براقي أو هران، وحتى في 5 جويلية الذي عاد إليه النشاط بعد غلقه لشهور لترميمه ليصبح جاهزا للمنافسات المحلية والإفريقية.
رسالة أنفانتينو التي شكر فيها الجزائر على النجاح المبهر خلال تنظيم “الشان” والتي نُشرت على موقع “الفاف” مدعمة بصورة له مع زفيزف أزعجت من لا يريدون الخير للجزائر، وراحوا يؤكدون أن “الكاف” اختارت بلدا آخر لاحتضان كاس إفريقيا 2025، وهم يعلمون أن رئيس “الكاف” وأعضاء مكتبه يعلمون أن الجزائر أصبحت قطبا رياضيا يملك كل الإمكانات لاحتضان أحسن كأس أمم إفريقيا في التاريخ، مثل ما كان عليه الحال في “الشان”، ويتعاملون مع “الكاف” كأنها شريكٌ فعلي، وأن كل الاستحقاقات التي تقام على الأراضي الجزائرية ستنجح من دون شك.. ولم يبق اليوم إلا أن تتكاتف جهود كل المسؤولين عن الرياضة في بلدنا للبقاء في القمة وإعطاء صورة جيدة كتلك التي بقيت راسخة في أذهان كل الوفود التي شاركت في ألعاب المتوسط و”الشان” الأخيرة.