-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نداءٌ مستعجل لوزير التعليم العالي:

أنقذوا قيم الجمهورية المهدورة في رحاب الجامعة

أنقذوا قيم الجمهورية المهدورة في رحاب الجامعة
أرشيف
مقر وزارة التعليم العالي

الجميع يعلم كيف انخرطت جميع شرائح وفئات الشعب الجزائري كله رجاله ونساؤه منذ قرنين خليا 1830-2021م في أتون حرب ومقاومة وثورة حامية الوطيس من أجل انتزاع حريته وسيادته واستقلاله وكرامته.. وكم بذل من الجهود والتضحيات الجسام في سبيل الوصول إلى نيل حقوقه الإنسانية والآدمية المشروعة في المساواة والعدالة والكرامة والحياة السوية الكريمة.. وكم صبر في سبيل تحقيق تلك المكتسبات القانونية والحقوقية اللصيقة بوجوده ومصيره وحاضره ومستقبله وحيويته ونشاطه.. وكم عانى في سبيل إرساء قواعد الحقوق والحريات الأساسية المتعارف عليها في مواثيق الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية وعلى رأسها ميثاق البيان العالمي لحقوق الإنسان الصادر يوم 10/12/1948م.. كحق المساواة بين مختلف المواطنين الجزائريين، وحقه في العدالة والانتصاف في التقاضي، والتساوي بين الجنسين في الحقوق والواجبات.. وحقه في مقاومة ورفض التمييز العنصري أو العرقي أو الإثني أو الثقافي أو الديني أو الجهوي أو اللغوي أو الجنسي.. الذي يُتخذ ذريعة لتمييز فئة عن أو جماعة أو طائفة أو نِحْلةٍ عن أخرى.. أو تمييز الذكر عن الأنثى بأيِّ دعوى من الدعاوى الفاسدة.

وقد جاءت مواثيق الثورة الجزائرية كلها، بدءًا من ميثاق أول نوفمبر 1954م إلى ميثاق طرابلس 1963م مدعِّمة ومؤكِّدة تلك الحقوق والحريات الأساسية وناصّةً عليها صراحة، وكذلك الأمر بالنسبة لمواثيق ودساتير الاستقلال بدءًا من دستور 1963م وميثاق 1964م وسائر الدساتير والمواثيق الأخرى (1976م، 1989م، 1997م.. 2021م)، جاءت مؤكدة على تجريم كل فعل من شأنه إحداث تمييز عنصري بين المواطنين الجزائريين مهما كان اعتبار التمييز، ثم خُتم بقانون (محاربة الحقد والكراهية) سنة 2020م، الذي يتشدَّد في مقاومة ومحاربة وردع مثل هذه التصرفات.

وهكذا يصير أفراد الشعب الجزائري سواسية أمام القانون الجزائري الشامل لهم جميعا، والذي يجب أن يُطبَّق بدقة في مؤسسات الدولة الجزائرية، وعلى رأسها الجامعة الجزائرية في الجزائر الجديدة، التي تسعى الدولةُ إلى تطويرها والرقيِّ بها، وهو للأسف الشديد ما لم تعرفه بعض الجامعات، حيث يُضرَب هذا القانونُ عرض الحائط، ويتم التمييز بين الطلبة والطالبات لاعتبارات وانتماءات عنصرية ونِحْلِيّةٍ غريبة وبعيدة وشاذة عن ماضي وروح وثقافة الشعب الجزائري.. ما أنزل الله بها من سلطان، ولا عرفتها شريعة، ولا دينٌ، ولا قانونٌ وضعي.. تشجع على العنصرية والكراهية وتنمِّي روح التعالي والاستكبار والتمييز بين الطلبة، والتي تمس مباشرة وصراحة بقيم الجمهورية التي نرى المساس بها جريمة لا تُغتفر في حق تضحيات الملايين من أبناء وبنات الشعب الجزائري المكافح.

لقد كلمني أستاذٌ صديق وحميم جدا يُدرِّس في إحدى كبريات جامعات الشرق الجزائري عن حادثة يتم التستُّرُ عليها واعتبارها أنها من أمور التسيير العادية، وهي في حقيقتها وجوهرها وحيثياتها وواقعها مساسٌ مباشر وضرب صارخ لقيم الجمهورية المدنية، إذ طلب مني الزميلُ المحترم بإلحاح أن أُبلّغ وأكتب عن هذه الواقعة لإعلام الوزارة والرأي العام بها، ليعلم الخاص والعام كيف يتم ضربُ مكتسبات الدولة والجمهورية الديمقراطية والشعبية والمدنية في جامعته.

ملخص الحادثة أنه في الكلية التي يُدرّسُ فيها صديقي المسكين والمعذب هذا عمل أحدُ رؤساء الأقسام المنتمين إلى التيار المسمى بـ”التيار السلفي” على تفويج أحد أفواج الطلبة للسنة الثانية الجذع المشترك ممن ينتسبون إلى التيار السلفي بطلب منهم كي لا يختلطوا بغيرهم من الطلبة المبتدعين والضالين والمنحرفين من أهل الأهواء والبدع والمنكرات والضلالات والانحرافات.. كما يُفتي لهم شيوخهم الفتّانون: (فركوس، سنيقرة، شريفي العيد، العويسات، عبد المالك رمضاني..)، الذين يكلفون الطلبة السلفيين بتوزيع منشوراتهم داخل صفوف الطلبة ولا سيما طلبة السنة الأولى الأغرار المساكين الطيِّبين الذين لا يعرفون شيئا عن الجامعة، فضلا عن أن يعرفوا السلفية وفسادَها وضلالها.. التي تدعو صراحة إلى الفوضى والفتنة ومفادها: (أن أساتذة الكلية لا يُؤخذ عنهم العلم، وأن العلم الشرعي كله عند مشايخ السلفية، وعليهم عدم الحضور إلاّ في الحصص التطبيقية أو عند الأساتذة السلفيين فقط، وعدم الحضور عند النساء المدرِّسات). ودلف إلى ذلك الفوج طالبان مجهولان عليهما اللباس التقليدي خلسة عن أنظاره، وهما اللذان نقلا تلك المعلومات وما دار بعدها من خروق وتجاوزات وانحرافات عن خط التربية والتعليم والتدين المقدسين.. وليت الأمر توقف عند الحد فقط، فمع أول حصة تعليمية قابلوا أول أستاذة تدرِّسهم بما هو غريب عن كل الأعراف الدينية والأخلاقية والقانونية.. بل إن هؤلاء الطلبة جابهوا أول أستاذةٍ امرأة تدخل لتدرِّسهم بالصمت المطبق، بل رفضوا أن يتكلموا مع المدرِّسة التي تدرِّسهم، وخفضوا رؤوسهم حتى سقطت المسكينة على ركبتها من هول أخلاقهم وسلوكاتهم الوضيعة التي لا تستند لا إلى كتاب ولا إلى سنة ولا إلى عرف ولا إلى أخلاق ولا إلى قانون أو شرعة.. ولمَّا طلبت منهم أن ُيحضِروا لها قائمة الحضور والغياب من الإدارة رفض أي طالب القيام والخروج من القسم والذهاب إلى الإدارة، ولأنها مريضة تحاملت المسكينة على نفسها وانهارت وبكت من هول الصدمة، ومازال هؤلاء الفتانون والفوضويون والمفترون على الدين والله ورسوله وسنته المطهرة.. يصولون ويجولون تحت حماية رئيس القسم والصمت المطبق للإدارة.

هذا ما نقله لي زميلي المسكين الذي يتمنى أن يصل إلى سن التقاعد ليترك تلك الجامعة المهترئة.. عن هذه الحادثة ولم يزد لأنه ليس من المهتمين بتتبُّع عورات الناس، لولا أن الأمر تعلق بقيم الجمهورية السامية التي وجب على الإدارة العملُ على الحفاظ عليها وترسيخها لا التستر على مثل هؤلاء المغرر بهم من الطلبة السلفية، ضحية مشايخ الفتنة والفوضى..  وزادني الحديث في مسائل تفتينية أخرى كثيرة يقومون بها، فقد نقل له طلابُه المقيمون في الإقامات الجامعية، وهم أئمة وموظفون ومن حفظة كتاب الله، أن هؤلاء الطلبة المسمّين بالسلفية لا يصلُّون مع أحد في الإقامة الجامعية بالرغم من أن أفضلهم لا يحفظ حزبين أو ثلاثة أحزاب.. وغيرها من التجاوزات التي تجعلهم يُشعرون غيرَهم بالدونية وبالتميز، ويطلقون عليهم ألفاظ التبديع والتفسيق والتكفير والخروج من الملة كما فعل زعيمهم (فركوس) منذ سنتين عندما حكم على الجزائريين بأكملهم -عدا السلفية- بأنهم أهل ضلال وبدع وأهواء.

ومن هنا ماذا يجب على السلطة والوزارة الوصية أن تفعل، حيال مثل هذه التصرفات، وصديقي هذا يرجوني أن أملي عليها التوصيات الآتية حماية للحرم الجامعي المقدس، وحماية للدين، وحماية لقيم الجمهورية وحقوق الإنسان:

1 – أن ترسل لجنة تحقيق، وتعيد توزيع هذا الفوج على بقية الأفواج من سائر الطلبة الجزائريين.

2 – أن تضع قانوناً يحدد نوعية اللباس في الجامعة، لأن الطلبة السلفيين يأتون بشباشب الوضوء البلاستيكية في منظر مقزِّز كأنما الواحد منهم وهو داخلٌ للمدرج أو لقاعة الدرس خارج لتوِّه من الميضأة.

3 – أن تحسن الإدارة اختيار رؤساء الأقسام الذين وجب عليهم أن يكونوا خدما للجزائر التي أعطتهم كل شيء، لا خدما لضلالات الفكر السلفي الضال والعميل للخارج.

4 – أن تتشدد مع الإدارة لتكون صارمة في الحفاظ على قوانين وقيم الجمهورية، فلا تحلّ المشاكل على حساب قيم الجمهورية.

5 – أن تنظّم العمل النقابي والتنظيمي وتأخذ بيد من حديد على مفجري الفتن والفوضى في الجامعة من أمثال التيار السلفي.

6 – أن تطبِّق ضدهم قانون مكافحة خطاب الكراهية والتمييز..

وليعلم صديقي المسكين أني بلغت رسالته.. أللهم اشهد أن بلغت. والأمر والنظر كله لأولي الأمر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • اريد فتح

    مدرسة صغيرة للكبار الجوانب النفسية تحتاج لتكفل دقيقة ساعود كونوا معنا

  • انعم آ نعم

    ان المشكل السلفيين ودعم الديموقراطية وخيار الشعبي لا يمت بصلة بما تنشره انت فالمصير والمنصة والمدرج والباب هو حق شعبي لا احد يقمع راي الاخر لا بدليل ولا بقانون والاهم المنحى الذي تسير فيه تحت الصفر فلا جامعة انت تحضى بها وتتآكل كل يوم من قلة اهتمامك بنفسك وهشاشة عضامك التي ما زلت لم تتفقد بعد عوز الشعب للحق ولجمهوريتك تلك التي تعزز صحوتها اقول انت غافل

  • اسألني اجيبك

    استاذ
    اكثرت من حبك للوطن والغناء منذ الستينات وانت تعيش في سوريا وكنت صغيرا لا تعرف السياسة وعندما دخلت الى الجزائر مراهق تحب بعض الطرب وتجسد الشرق في افريقيا الجافة القاحلة قاسية التربة لا تجبذ الكثير من النشاط الجيولوجي والان وانت تدعي السمو لان الحكم السعودي الذي احتضن افكارك المرتبة لا تزال له وفي