-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التلاقي‮ ‬والتنافر‮ ‬بين‮ ‬الديمقراطيين‮ ‬والجمهوريين

أوباما‮ ‬وماكين‮.. ‬جمعهما‮ ‬أمن‮ ‬إسرائيل‮ ‬وفرقتهما‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬العراق‮ ‬

الشروق أونلاين
  • 5390
  • 0
أوباما‮ ‬وماكين‮.. ‬جمعهما‮ ‬أمن‮ ‬إسرائيل‮ ‬وفرقتهما‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬العراق‮ ‬
المرشح اوباما امام حائط المبكى

يتفق الكثير من المتتبعين على أن أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، الديمقراطي باراك أوباما، والجمهوري ماكين، يتفقان على المبادئ العامة والمحاور الكبرى للسياسة الخارجية لبلادهما، غير أن خطابات الحملة الانتخابية كشفت أيضا عن خلافات تكاد تكون عميقة في‮ ‬العقيدة‮ ‬السياسية‮ ‬للرجلين‮.‬

  • من يستمع لخطابات ماكين وباراك أوباما عن الأزمة في الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، يعتقد أنه يستمع لمرشح واحد، فالرجلان يتفقان على السياسة الأمريكية إزاء الدولة العبرية، والتي تميزت بأنها وقوف غير مشروط إلى جانب هذا الكيان منذ نشأته في سنة 1948 على أرض يعترف العالم بأنها اغتصبت من اصحابها.
  • وفي هذا الصدد، يقول مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما، الذي يوصف بأنه الأقل تطرفا من ماكين “إن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل ليس قابلا للتفاوض”، ويشرح اوباما خطوط سياسته إزاء هذه القضية بأنها تقوم على عزل الحركات التي لا تعترف بتل أبيب، مثل حماس وحزب الله وبقية الجماعات الإسلامية التي ترفع السلاح بديلا عن المفاوضات، وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه مرشح الجمهوريين ماكين، الذي يؤكد على أن سلامة إسرائيل واستمرارها في الوجود، يقوم على عزل حماس وحزب الله ومعهما سوريا بصفتها القاعدة الخلفية لهاتين الحركتين، ويذهب بعيدا عندما يقف مبررا للحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006.
  • ومن حرص المرشحين على حرمة أمن إسرائيل، الذي يعتبر امتدادا لأمن الولايات المتحدة الأمريكية بحسب مختلف الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض، يتبلور موقف أوباما ومعه ماكين بشأن الملف النووي الإيراني، فمرشح الجمهوريين يرى أن نجاح إيران في إنتاج سلاح نووي سيكون “تهديدا قائما ضد دولة إسرائيل”، كما سيشجع دولا أخرى في الشرق الأوسط على الحصول على سلاح نووي، وبالتالي فهو لا يرى مانعا، بل يدعو إلى استعمال القوة ضد طهران لحملها على التراجع عن ملفها النووي، وهو موقف يتبناه أوباما، لكن بنظرة أخرى، بحيث يرى أن بلاده لن تسمح بوجودإيران نووية، لكنه يتفادى الحل العسكري للنتائج الوخيمة التي يمكن أن تترتب عنه، ويفضل بدل ذلكعقوبات مشددةمن قبل دول عدة بينها روسيا والصين ضد طهران.
  • وتعتبر قضية “الحرب على الإرهاب”، التي تراها واشنطن قضية الساعة منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001، واحدة من المسائل، التي يلتقي حولها المرشحان، إذ يرى الطرفان أنه لا مانع في مهاجمة من يصفوهم بالإرهابيين، ولو كانوا على أراضي دولة ذات سيادة مثل باكستان، أما أفغانستان فلم يعد للحديث عن سيادتها معنى في ظل واقعها الراهن.
  • وتبقى نقطة الخلاف الجوهرية بين المرشحين قضية العراق، بالنظر إلى المتاعب الكبيرة التي سببتها للجمهوريين، وفتحت الباب أمام عودة الديمقراطيين إلى الواجهة، ومع ذلك ما زال ماكين يظهر قدرا من الثقة وهو يتحدث عن الحرب في العراق، التي وإن اعترف بأنهاأديرت بشكل سيئ في البداية، غير أنه سرعان ما استرجعت برأيه بلاده زمام الانتصار تحت راية من وصفهالجنرال العظيم صاحب الاستراتيجية الناجحةديفيد بتريوس، قائد القوات الأمريكية السابق في العراق.
  • لكن هذا التوجه يعتبره أوباما، كما عبر عنه في إحدى المناظرات، اتجاها في الطريق الخطأ، ويرى بأن غريمه “فشل في توقع الانتفاضة ضد القوات الأمريكية، وتفجر العنف الطائفي في العراق”، مؤكدا بأن الجمهوريين كانوا يزعمون بأن الحرب ستكون سهلة، وأن الجيش الأمريكي سيحسمها في مدة وجيزة، لكن لا شيء من ذلك وقع، مستدلا بالخسائر الكبيرة التي تكبدتها بلاده بسبب هذه الحرب، وهو ما دفعه إلى رسم خطة للخروج السريع من مستنقع العراق.
  • كلاهما وجهان لعملة واحدة  
  • أيهما أفضل للعرب والمسلمين.. أوباما أم ماكين؟
  • الديمقراطي باراك أوباما أم الجمهوري جون ماكين.. كلاهما وجهان لعملة واحدة، ولكن العرب والمسلمين مع ذلك معنيون بأيهما سيصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية خلال الانتخابات الرئاسية التي ستجرى غدا الثلاثاء. ولأننا في الزمن الأمريكي والمنطقة تستقطب اهتمام الأمريكيين أكثر من أي وقت مضى، تبقى الأنظار مشدودة إلى هذه الانتخابات وما ستسفر عنه من نتائج سيتم الإعلان عنها رسميا يوم الخامس عشر من ديسمبر بحسب التقليد الأمريكي.
  • وصحيح أن السياسة الخارجية الأمريكية ثابتة ولا تخضع لأهواء الرؤساء، إلا أن الأمل يعلق على هذه الانتخابات في إحداث نوع من التغيير أو على الأقل عدم الاستمرارية في نهج إدارة جورج بوش الذي أدخل المنطقة العربية في دوامة من العنف والدم من خلال حروب استباقية دمرت بلدانا بأكملها وقتلت وشردت الآلاف من الأبرياء.  
  •  وبالرغم من أن قلوب وعقول بعض حكام المنطقة هي مع الجمهوريين بسبب المصالح التي تربطهم بهم، تتجه الشعوب بعاطفتها نحو الديمقراطيين وأوباما الذي يمثلهم، أولا لأنه من أصول افريقية، وهذا يكفي -في نظرهم- لكي يصحح ما أفسده بوش، وثانيا لأنه يحمل لواء التغيير بخصوص قضايا المنطقة، حيث يقول إنه سيسحب القوات الأمريكية من العراق في حال انتخابه رئيسا، وأنه لن يلجأ إلى سلاح القوة العسكرية وإرهاب الشعوب في حل المشاكل الدولية مثل الملف النووي الإيراني والقضية السورية. وبالإضافة إلى ذلك يقول إنه سيغلق معتقل غوانتانامو الذي يأوي مئات المعتقلين من أصول عربية وإسلامية.  وبخصوص القضية الفلسطينية فهو يعد بالسلام رغم أنه لا يخفي حرصه على ما يسميه أمن إسرائيل.
  •  وعلى كل تبقى هذه المواقف مجرد وعود انتخابية قد يبلورها أوباما إلى واقع  في حال ما جلس على كرسي المكتب البيضاوي، وقد لا يبلورها عندما يصطدم بجماعات الضغط على مستوى صناعة القرار داخل البيت الأبيض والمعروفة بمواقفها العدائية للعرب والمسلمين. ومن جهة أخرى، لا يجب الإفراط في التفاؤل في إمكانية حدوث أي تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية، لأن حظوظ الجمهوريين تبقى قائمة، وخاصة في ظل النظام الأمريكي المعقد، فهناك ناخبون يفضلون الانتظار حتى آخر لحظة ويتخذون قرارهم، ويسمى هؤلاء بالناخبين المترددين وينتمون إلى كل الفئات الاجتماعية داخل الولايات المتحدة. وسيكون تصويت هؤلاء الناخبين بالغ الأهمية في الولايات التي ستحسم نتيجة الانتخابات مثل فلوريدا. ويتخوف أنصار المرشح الديمقراطي من أن يؤثر عامل اللون على حظوظه، حيث يلجأ الناخب المتردد إلى التصويت لصالح جون ماكين “الأبيض” عندما يكون وجها لوجه مع صناديق الاقتراع.  
  • وفي كل الأحوال، فسواء جاءت الانتخابات الأمريكية بالديمقراطيين أم الجمهوريين، فإن العرب والمسلمين بحاجة إلى إعادة حساباتهم والأخذ بعين الاعتبار أن العلاقات الدولية تحكمها المصالح بالدرجة الأولى، والولايات المتحدة لم تعد وحدها في الساحة الدولية، حيث برزت قوى أخرى باتت تلعب أدوارا كبرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين.. ولا شك أن الأزمة المالية التي تعصف بالعالم ستكون لها عواقب وخيمة على موقع الولايات المتحدة كقوة أولى في العالم.   ومن جهة أخرى، هناك فرصة أمام العرب كي يعيدوا ترتيب بيتهم الداخلي وحل مشاكلهم وقضاياهم دون اللجوء إلى وساطات وتدخلات خارجية، وقد اثبت الجمهوريون في عهد جورج بوش والديمقراطيون في عهد بيل كلينتون فشلهم في إيجاد حل للقضية الفلسطينية رغم الوعود الكثيرة التي قدموها، وفي المقابل فقد تعززت علاقات البيت الأبيض مع إسرائيل ودعموها إلى أبعد الحدود سياسيا وعسكريا، وهو ما زاد في تجبر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. ومع كل هذا الدعم الأمريكي، فقد اعترف الإسرائيليون مؤخرا وعلى لسان رئيس الحكومة ايهود أولمورت،  كما أن المنطقة بحاجة إلى ترتيبات جديدة تفاديا لحروب أخرى تلوح بها بعض الدوائر داخل الولايات المتحدة ضد إيران أو سوريا..
  •  
  • وماذا لو كانأوبامامسلما؟!
  • ” ..وماذا لو كان مسلما في أمريكا، ما الذي يُـسيء إليه؟ وهل هناك خطأ في أن يحلم طفل أمريكي مسلم في السابعة من عمره الآن، بأن يصبح يوما ما رئيسا للولايات المتحدة؟”.. بهذه الجملة رد وزير خارجية أمريكا الأسبق كولن باول على الحملة التي تشنها بعض الدوائر داخل الولايات المتحدة على المرشح الديمقراطي باراك أوباما بسبب جذوره الإفريقية، حيث يقال إن جده الكيني “حسين” مسلم. هذا الموقف من طرف الرجل القوي “سابقا” في إدارة جورج بوش يثبت أن القوة الأولى في العالم بها رجال حكماء يسعون إلى تغيير صورة بلادهم عبر تحريرها من قبضة الأفكار التي يروج لها المحافظون الجدد واللوبي اليهودي والمتعلقة بالمسلمين، حيث يصورونهم بالخطر الذي يهدد الولايات المتحدة. ومن بين هؤلاء المرشح الجمهوري جون ماكين الذي كان قد ارتكب حماقة أثرت على شعبيته وسط العرب الأمريكيين، فقد قال ماكين خلال حملته الانتخابية ردا على سؤال لإحدى السيدات سألته عن ما إذا كان أوباما عربيا،انه ليس عربيا.. انه رب عائلة ومواطن محترم..” ويعني العجوز ماكين بذلك أن العرب غير محترمين..
  • ورغم أن أمريكا هي بلد التنوع والحرية وملجأ كل المضطهدين من الأنظمة القمعية، إلا أنها لم تعد كذلك منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث أصبحت هناك عنصرية وقمع ضد بعض الأجانب تمارسه أعلى السلطات، وقد صار المسلم في أمريكا منبوذا ومطاردا بتهمة أنه إرهابي، هو ما جعل حكماء هذا البلد ومنظمات حقوق الإنسان يدقون ناقوس الخطرومنذ أن ظهر باراك أوباما ونال ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الثلاثاء، تشن حملة مسعورة عليه ليس سوى لأنهم شكوا في أن دم المسلمين يجري في عروقه، رغم أنه نفى مرارا تلك “التهمة” وأكد أنه مسيحي ويذهب إلى الكنيسة كل أحد.
  • والملاحظ أن الهجوم على أوباما بهذا الشكل يعود إلى لونه الأسود، حيث ما تزال شريحة واسعة من الأمريكيين ترفض وصول أسود إلى الرئاسة. وما تزال نظرة أولئك إلى الرجل الأسود كمجرد عبد مهمته خدمة الرجل الأبيض فقط، وذلك رغم أن الأمريكيين من أصول افريقية اثبتوا كفاءتهم في العديد من المجالات، ويكفي أن اثنان منهم وصلا إلى منصب وزير خارجية، أي كولن باول وكوندوليزا رايس. ويذكر أن الدستور الأمريكي كان قد عدل عام 1870 للسماح للسود بالاقتراع، ولكنهم لم يتمكنوا من التوجه إلى الصناديق إلا في أواسط الستينيات بعد نضال طويل من اجل تحصيل حقوقهم المدنية.
  • طريقة أمريكية معقدة لانتخاب الرئيس
  • عندما يدخل المواطن الأمريكي إلى مراكز الاقتراع غدا، فإنه في الحقيقة لا ينتخب الرئيس المقبل للولايات المتحدة مباشرة، وبدلا من ذلك ووفقا لنظام غريب ينفرد به النظام الانتخابي الأمريكي، فإن هذا المواطن سيختار مسؤولين من الولاية أو زعماء أحزاب يطلق عليهم اسم “الناخبين” سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين ليشكلوا ما يعرف باسم “الهيئة الانتخابية”. وبعد ذلك يلتقي هؤلاء “الناخبون” وعددهم 538 ناخب في عواصم ولاياتهم في 15 ديسمبر لانتخاب الرئيس الجديد استنادا إلى ما إذا كان المرشح الديمقراطي باراك اوباما أو الجمهوري جون ماكين قد فاز بمعظم الأصوات في ولاياتهما. والهيئة الانتخابية هي نظام وضعه المؤسسون الأوائل للولايات المتحدة، ويستخدم منذ مطلع القرن التاسع عشر عندما كانت المسافات بعيدة والاتصالات قليلة، مما يعني أن تنظيم وفرز الأصوات الشعبية كان يشكل عقبات كبيرة.
  • وتمتلك 50 ولاية أمريكية إضافة إلى العاصمة واشنطن، ثلاثة أصوات على الأقل في الهيئة الانتخابية، إلا أن الولايات ذات الأعداد السكانية الأكبر لها اكبر عدد من الأصوات. وللفوز في الانتخابات على المرشح أن يفوز بـ 270 صوت أو أكثر من أصوات الهيئة الانتخابية. والمرشح الذي يفوز بالتصويت الشعبي في الولاية يكسب كافة أصوات الناخبين في الكلية الانتخابية باستثناء ولايتين تستخدمان نظاما مختلفا. ولهذا السبب فإن الفوز بولايات متأرجحة مثل ولاية اوهايو التي تمتلك 20 صوتا في الهيئة الانتخابية أو ولاية بنسلفانيا التي لها 21 صوتا، يمكن أن تكون مكسبا للناخبين الذين يحتاجون لتعزيز وضعهم الانتخابي، وهذا هو السبب كذلك الذي يجعل الناخب يفوز بالأصوات الشعبية، وفي الوقت ذاته يخسر الانتخابات كما حدث في عام 2000 عندما خسر المرشح الديمقراطي آل غور ولاية فلوريدا، فتسببت أصواتها الانتخابية الخمسة وعشرين في فوز الجمهوري جورج بوش.
  • صلاحيات رئيس الولايات المتحدة
  • يعتبر رئيس الولايات المتحدة الرجل الأقوى في العالم، لكنه بالرغم من ذلك ليس محصنا، وصلاحياته تبقى محدودة بموجب الدستور، لكن الدستور مرن إلى حد كبير ويؤكد “ان السلطة التنفيذية توكل إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية”. كما ينص على مدة الولاية (اربع سنوات) ويضع قائمة بصلاحياته، فالرئيس هو “القائد الأعلى” للقوات المسلحة ويملك صلاحية قرار “وقف تنفيذ عقوبات والعفو”، كما بإمكانه إبرام معاهدات “بشرط استشارة مجلس الشيوخ” وفي حال التحفظ على الحصول على موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين. وهو يعين السفراء والقضاة في المحكمة العليا شرط موافقة غالبية مجلس الشيوخ لتثبيتهم في مناصبهم.
  • وبحسب الدستوريطلع دوريا الكونغرس على وضع الاتحاد ويوصي بأي تدبير يعتبره ضروريا ومناسبا”، كما بإمكان الرئيس الاعتراض “الفيتو” على نصوص القوانين التي يقرها الكونغرس الذي يمكنه مع ذلك أن يتجاوز الفيتو الرئاسي من خلال التصويت بغالبية ثلثي أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، كذلك يمكن عزل الرئيس اثر إجراء توجيه الاتهام أو اثر “إدانة بالخيانة والفساد أو أي جرائم وجنح أخرى. إلا أن الرئيس لا يملك صلاحية حل الكونغرس“.  كما لا يملك مبدئيا صلاحية إعلان الحرب، فهو قرار يعود إلى الكونغرس. لكن ليست جميع حالات التدخل العسكري في الخارج تعتبر إعلان حرب، وغالبا ما تعود صلاحية إرسال قوات إلى المعركة فعلا إلى الرئيس. ويتدخل الكونغرس عندئذ للإشراف على عمليات التدخل المسلحة في الخارج (مثل أفغانستان أو العراق) من خلال التصويت على قرارات تتناول عموما جدولا زمنيا للانتشار وطبيعته وحجمه والمهمات المنوطة به. كما بإمكان الرئيس استخدام سلطته لحفظ النظام بناء على طلب إحدى الولايات، وبإمكانه أيضا استدعاء الحرس الوطني للولايات.
  • رؤساء أمريكا ورؤساء الجزائر
  • جنرالات.. استقالات.. واغتيالات
  • تفصلنا ساعات فقط عن الانتخابات الأمريكية.. وتفصلنا أشهر فقط عن الانتخابات الجزائرية، وبين البلدين فارق شاسع في كل شيء، ولكن التاريخ سيظل يشهد أن الجزائر هي أول دولة اعترفت باستقلال أمريكا عام 1776.. ومن الصدف أن تاريخ استقلال أمريكا يصادف الرابع من جويلية وتاريخ استقلال الجزائر في الخامس من جويلية.. صحيح أن الرئيس عندنا بعد تعيينه على رأس الدولة لا يحكم إلا شعبه، بينما يحكم رئيس الولايات المتحدة ويتحكم في رقاب كل شعوب الدنيا، حتى أن البعض طالب بإشراك شعوب العالم في الانتخابات الأمريكية.
  • مساحتنا تبلغ مليونين و300 ألف كيلومتر مربع، ومساحتهم تسعة ملاين و300 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكاننا ناهز الخمسة وثلاثين مليونا، وعدد سكانهم قارب الـ 300 مليون نسمة، لنا مقام للشهيد ولهم تمثال الحرية، حكمنا منذ 1962 سبعة رؤساء وحكمهم 43 رئيسا، أذاق معظمهم الولايات المتحدة الويلات، فعاشت الاغتيالات والعنصرية والاستقالات والحروب والفضائح والمؤامرات.
  • أقصر رئيس وأكثرهم شعبية
  • أول رئيس حكم أمريكا هو جورج واشنطن الذي تم تعيينه في الثالث من أفريل 1789، وهو ابن مالك أراض في أمريكا، وأول من حكم الجزائر هو أحمد بن بلة الذي تم تعيينه في 15 سبتمبر 1963، وهو ابن فلاح من مدينة مغنية، أصغر رئيس حكم أمريكا هو (تيودور روزفلت) الذي بلغ سنه عندما تسلم أمور البيت الأبيض 42 و322 يوما، أما أصغر رئيس حكم الجزائر فكان الراحل هواري بومدين الذي بلغ سنه بعد قلبه لنظام بن بلة 33 سنة فقط.
  • والأكبر سنا في أمريكا هو رونالد ريغان في عهدته الثانية، حيث بلغ 69 سنة و349 يوما في العشرين من جانفي 1981، أما أكبر رؤسائنا سنا فهو المغتال محمد بوضياف الذي تسلم الحكم وهو في 73 سنة من عمره، وأطول فترة حكم وصلت في أمريكا إلى 12 سنة و39 يوما في عهد روزفلت، ووصلت في الجزائر إلى 13 سنة و6 أشهر و12 يوما في عهد الراحل هواري بومدين الذي تفوق ببضعة أشهر على الشاذلي بن جديد الذي حكم الجزائر لمدة 12 سنة و8 أشهر و28 يوما، وأما الرئيس بوتفليقة سيتفوق على الجميع إذا اجتاز العهدة الثالثة، حيث سيصل الرقم إلى 15 سنة كاملة، أما أقصر مدة حكمها رئيس أمريكي فهي فترة (هارنيون) التي دامت (32 يوما) وحكم أمريكا عام 1841، وأقصر فترة في الجزائر عاشها محمد بوضياف بلغت أربعة أشهر و13 يوما.
  • ويحتفظ الرئيس الأمريكي ليندون جونسون بأعلى نسبة نجاح في الرئاسيات، بلغت في انتخابات 1963 حوالي 61.1٪، وهي لا تقارن مع فوز الشاذلي في سباق أحادي في الثاني من جويلية، حيث حصل على 99.5٪، وأقل نسبة نجاح حصل عليها رئيس أمريكي كانت في عهد أدامس عام 1824، بلغت 30.54٪، ومن الزعماء الجدد لم يحصل بيل كلينتون إلا على 43.3٪ بنسبة مشاركة لم تتعد 43٪ عام 1992، وحصل في الجزائر زروال على أقل نسبة في انتخابات رباعية بلغت 61.34، ويليه بوتفليقة في عهدته الأولى بـ 73.79٪.
  • أطول رئيس قامة في أمريكا هو “لينكولن” الذي حكم عام 1861، بقامة 1.93م، يليه جونسن 1.91م، ثم كلينتون 1.89م وتبلغ قامة آخر رئيس بوش 1.88م، أما أقصرهم فهو ماديسون الذي حكم أمريكا عام 1806 وسموه القزم بـ 1.63، وفي الجزائر فإن أطول رئيس قامة هو أحمد بن بلة 1.82م، وأقصرهم هو رئيسنا الحالي الذي رد على سؤال صحفية فرنسية أقحمت سيناتها في قامة الرئيس بالجواب: “ما أعلمه أنني أطول بسنتيمترين من القائد الفرنسي نابليون بونابرت“.
  • متى تصبح للبلدينرئيسة؟
  • الجزائر تتفوق في الرؤساء الأحياء
  • إبان الاحتفال بعيد الثورة الأخير، اجتمع بوتفليقة بثلاثة رؤساء سابقين، وهم بن بلة وبن جديد وكافي، كما يوجد رئيس أسبق مازال على قيد الحياة، وهو اليمين زروال، والجزائر حاليا هي البلد الوحيد في العالم الذي يمتلك خمسة رؤساء قادوها مازالوا على قيد الحياة، وهي متفوقة على الولايات المتحدة التي فقدت منذ سنتين رئيسها فورد، ولم يبق فيها إلا أربعة رؤساء على قيد الحياة، وهم الأب والإبن بوش وبيل كلينتون وجيمي كارتر، وسيصبح الرقم خمسة بعد تعيين ماكين أو أوباما للتعادل مع الجزائر، ويبقيان في مقدمة العالم.. ومن الغرائب أيضا أن أمريكا والجزائر لم تحكمهما أبدا امرأة رئيسة، كما لم يحكمهما ملك أو أمير، وربما ترشح لويزة حنون في الانتخابات الأخيرة 2004 شكل تميزا جزائريا على الولايات المتحدة التي يبدو أن منصب الرئيس مازال بعيدا عنها، وهو ليس بذات البعد عن تواجد رئيس من ذوي البشرة السوداء، حيث سيكون (أوباما) علامة مميزة، في الوقت الذي قاد الجزائر البيض فقط وثلاثة منهم بعيون خضراء وزرقاء، وهم بومدين والشاذلي وبوتفليقة.
  • جنرالات ورؤساء.. فقط
  • الجزائر وأمريكا من الدول النادرة في العالم التي لم يحكمها سلطان أو ملك، وأمريكا في زمن الحروب حكمها عدة جنرالات وعددهم خمسة، وهم جورج واشنطن وإيزنهاور وجاكسن وتايلور وغرينت، ويعتبر اليمين زروال الوحيد برتبة جنرال الذي قاد الجزائر، رغم أن للبعض رتب عسكرية، مثل بومدين والشاذلي، وأمريكا التي تتغنى بالديمقراطية واستعمرت أفغانستان والعراق (لأجلها) لم تشهد سوى حالة استقالة واحدة في تاريخها، صنعها ريتشازد نيكسن في 8 أوت 1974، بعد فضيحة واترغيت، واستقال في  الجزائر رئيسان، هما الشاذلي بن جديد واليمين زروال، واغتيل في المقابل من الجانب الأمريكي أربعة رؤساءهم، لينكولن (1865) وغارفيلد (1881) وماك كينلي (1901) وآخرهم جون كينيدي 1963، وطال الاغتيال محمد بوضياف في 29 جوان 1992 من الجانب الجزائري، أما محاولة اغتيال الرؤساء الأمريكيين فلم تتوقف إلا مع رونالد ريغان، كما طال الاغتيال حتى المرشحين، وآخرهم أوباما، ونجا بومدين من محاولة مؤكدة، كما طالت المحاولة الرئيس بوتفليقة في باتنة. ومن أطول الرؤساء عمرا في الولايات المتحدة أدامس وهوفر اللذان توفيا وعمرهما (90 سنة)، وهو السن الذي بلغة أحمد بن بلة في سبتمبر الماضي. وكلنا لاحظ حيوية بن بلة وهو واقف مع بوتفليقة في الفاتح من نوفمبر 2008، فكان بذلك التفوق جزائريا خالصا.
  • كل ألوان الحكم والأحداث التي عاشتها أمريكا لمدة فاقت القرنين عشناها في ظرف 46 سنة من استقلالنا، ولم يحدث وربما لن يحدث وأن زار رئيس أمريكي الجزائر، بينما زار أمريكا بومدين والشاذلي وبوتفليقة، فاكتفى بومدين بزيارة مقر الأمم المتحدة دون ملاقاة جيمي كارتر أو نيكسن، بينما التقى الشاذلي مع رونالد ريغن وبوتفليقة مع بوش.
  • بضع ساعات تفصلنا عن بداية الانتخابات في الولايات المتحدة، وخمسة أشهر تفصلنا عن معرفة الرئيس القادم للجزائر وسط تقلبات مالية وسياسية واقتصادية عالمية مثيرة.
  • لو كان أوباما متزوجا بجزائرية لكان لولده الحق في الحصول على
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!