-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شارل ميشال يعود للحديث عن زيارته الأخيرة لها

أوروبا تعول على الجزائر لإخراجها من ورطة الغاز

محمد مسلم
  • 4355
  • 0
أوروبا تعول على الجزائر لإخراجها من ورطة الغاز

كشف رئيس المجلس الأوروبي، البلجيكي شارل ميشال، عن بعض تفاصيل المسائل التي ناقشها مع الرئيس عبد المجيد تبون، خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، مؤكدا أن إمداد الجزائر للاتحاد الأوروبي بالغاز كان على رأس جدول الأعمال، غير أنه لم يؤكد ما إذا كان قد نجح في إقناع المسؤولين في الجزائر بزيادة إمدادات الغاز إلى إسبانيا، كما تصر هذه الأخيرة.

وقال ميشال إنه لم يسمع من المسؤولين في الجزائر “تهديدا” بقطع الغاز عن إسبانيا، بل لمس شريكا موثوقا في تموين أوروبا بالغاز: “لأكون واضحا للغاية، لقد تناولت الصعوبات الراهنة، ولا يوجد تهديد من الجزائر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بشأن قطع الغاز”.

وأضاف ميشال الذي سبق له وأن ترأس الحكومة البلجيكية: “على العكس من ذلك، تقدم الجزائر نفسها على أنها شريك موثوق به لدعم الاتحاد الأوروبي في هذه الأوقات الصعبة”، علما أن المسؤول الأوروبي قام بجولة شملت دولا معروفة بثقلها في قطاع الطاقة، على غرار كل من قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في إطار سعي الأوروبيين إلى تنويع إمداداتهم بالغاز، لمواجهة تخفيض روسيا لصادراتها من الغاز نحو القارة العجوز.

ونقلت وكالة “يوروبا براس” للأنباء عن ميشال قوله إنه “ناقش بالتفصيل مع السلطات الجزائرية زيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر إسبانيا، في محاولة من الاتحاد الأوروبي لتجاوز أزمة الغاز”، التي فجرتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتسببت في ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات غير مسبوقة في الأسواق العالمية”.

وكان المستشار الألماني، أولاف شولتز، قد أعاد طرح مشروع إنجاز انبوب “ميدكات” الرابط بين إسبانيا وفرنسا المجمد منذ طرحه لأول مرة في 2013، وذلك بهدف نقل الغاز من إسبانيا إلى قلب أوروبا، وهو المشروع الذي لم تتجاوب معه فرنسا لحد الآن.

وجدد شارل ميشال التأكيد أنه لم يلمس “أي تهديد من الجزائر فيما يتعلق بإمداد أوروبا بالغاز”، كما ناقش مع الرئيس تبون “خيار زيادة المعروض من الغاز، الذي تم تقليصه في الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر”، بسبب الانقلاب المفاجئ في الموقف الإسباني من القضية الصحراوية، الذي تسبب كما هو معلوم في استدعاء الجزائر لسفيرها في مدريد، سعيد موسي، وتعليق العمل باتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين والموقعة في عام 2002.

واستنادا إلى شارل ميشال، فإن “الجزائر قررت بالفعل زيادة الإمداد إلى إيطاليا، وهناك إمكانية لزيادة إمدادات الغاز لإسبانيا. نحن بصدد مناقشة الأرقام معهم”، مشيرا بالمناسبة إلى خيار إقامة خط أنابيب غاز جزائري ثان لجلب الغاز إلى إيطاليا، مع فكرة تحسين الربط الكهربائي بين الجزائر وأوروبا.

ومع اشتداد أزمة الطاقة، باتت الدول الأوروبية تنظر إلى الجزائر على أنها المورد الأول الأكثر نجاعة للسوق الأوروبية، بسبب قربها من القارة العجوز، وكذا توفرها على بنى تحتية قائمة، تساعد على ربح الكثير من المال والوقت والجهد، غير أن الرغبة الأوروبية هذه اصطدمت بالغضب الجزائري من إسبانيا، ما جعل هذه الأخيرة تخسر امتياز احتكار توريد الغاز الجزائري إلى قلب أوروبا، وهو الامتياز الذي أصبح في يد إيطاليا، التي لا تتوفر، لسوء حظ الأوروبيين، على بنى تحتية قائمة لتخزين وتحويل الغاز.

وفي السياق، تحدث المسؤول الأوروبي عن صعوبات تواجهها دول الاتحاد الأوروبي في إبرام عقود واتفاقيات لتوريد الغاز، طويلة الأمد وفق ما تريده الجزائر وغيرها من الدول المصدرة، ولفت بهذا الخصوص إلى “الالتزامات المناخية” التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي، والتي تقلل من قدرته التفاوضية، في جو من الوضوح يقول ميشال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!