-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أوقفوا “الانحراف الكروي”

ياسين معلومي
  • 902
  • 0
أوقفوا “الانحراف الكروي”

انطلق نهاية الأسبوع الماضي الموسم الكروي الجديد بحلة جديدة، حيث تم تقليص عدد الأندية من 18 ناديا إلى 16 فريقا، أغلبهم يعانون أزمة مالية خانقة ماعدا تلك التي منحت لها شركات لتسييرها بمبالغ مالية كبيرة مكنتها من جلب عدد كبير من اللاعبين وبأجرة شهرية تفوق 200 و300 مليون سنتيم، وفي آخر المطاف لا تقدم أي شيء لكرتنا المسكينة، ولا تدعم المنتخب الوطني الذي يدربه جمال بلماضي ولا بلاعب واحد تجعلنا دائما رهينة اللاعبين الذين يتكونون في المدارس الأوروبية.
خلال الاجتماع الأول للمكتب الفيدرالي الجديد الذي ترأسه جهيد زفيزف أقرّ الجميع على إعادة النظر في مشروع الاحتراف الذي تم إطلاقه سنة 2010، فبعد 12 سنة من تطبيقه، اتفق الأعضاء المنتخبون حديثا على كلمة واحدة وهي “أوقفوا الاحتراف” الذي تحول إلى “انحراف حقيقي” للعبة الأكثر شعبية، ولكن لا أحد من هؤلاء استطاع أن يتخذ هذا القرار، ورغم أن هناك لجنة في وزارة الشباب والرياضة تم إنشاؤها لهذا الغرض، لكن بقيت قراراتها حبرا على ورق، حيث قامت الموسم الماضي بعديد الخرجات الميدانية للوقوف على الحقيقة المرة التي تعيشها فرقنا، فوقفت على العديد من المتناقضات، أهمها لا ملاعب تستوفي الشروط القانونية ولا إمكانات تمكنها من المشاركة في المنافسة الوطنية، حيث تعيش جل أنديتنا فوضى كبيرة، في حين أن هناك أندية أخرى تنتعش خزائنها كل سنة بأكثر من 100 مليار سنتيم، أموال تساعدها على المشاركة بأريحية في أكبر الاستحقاقات القارية، مع جلب أحسن اللاعبين والمدربين.. مثل ما قال أحد اللاعبين الدوليين السابقين: “البطولة الجزائرية تسير بمكيالين.. فكيف نمنح أموالا لفرق دون أخرى، وكيف يتحصل لاعب على أمواله كل شهر وآخر يحصل عليها مرة في السنة”.
مهازل البطولة المنحرفة بدأت مع أول جولة بين شبيبة الساورة ومولودية الجزائر والتي عرفت أحداث عنف وصل صيتها إلى شتى بقاع العالم، فهل يعقل أن تبدأ منافسة كروية في أي بلد في العالم بأحداث مؤسفة بين أنصار فريقين قبل بداية اللقاء، ومن المستفيد من تلك الأحداث، ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ صور تلك الأحداث التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن الموسم الكروي الجديد سيعرف من دون شك انزلاقات كبيرة ما لم تضرب لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية بيد من حديد.
إدارتا الساورة والمولودية كلاهما أصدرت بيانا يُحمّل الطرف الآخر مسؤولية تلك الأحداث المؤسفة التي أضرت وأساءت للكرة الجزائرية التي هي بصدد استرجاع أنفاسها بعد نكسة الكاميرون وعدم التأهل إلى المونديال القطري، ومهما كانت الحجج والمبررات المقدمة من الفريقين فإنه لا يحق لهما أبدا تبرير ما قام به أشباه الأنصار وخرجات المسيرين، فريق المولودية الذي يعتبر عميد الأندية الجزائرية بتاريخه المجيد وألقابه العديدة والمتعددة، وشبيبة الساورة التي تعد مثالا حقيقيا للأندية الناجحة، حيث تمكنت في ظرف 14 سنة من تأسيسها أن تصبح عمودا فقريا للبطولة الوطنية، ووصلت أدوارا متقدمة في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، لا يحق لهما أن يُسوّقا صورا غير لائقة عن بطولتنا التي أصبحت في السنوات الأخيرة تتراجع بشيء مخيف أمام سكوت رهيب للمسؤولين الذين أصبح همهم الوحيد مصالحهم الخاصة على حساب تطور كرة القدم الجزائرية.
على الجميع اليوم أن يتحمل مسؤولياته سواء رئيس الفاف أو أعضاء المكتب الفيدرالي أو اللجنة التي تفكر في مستقبل الاحتراف الكروي في الجزائر والمتواجدة بوزارة الشباب والرياضة أن تتخذ قرارا عاجلا بتوقيف الاحتراف في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى الإصلاح الرياضي الذي اختارته الدولة الجزائرية منتصف السبعينيات، حين منحت كل الفرق شركات وطنية تسيرها وفق قوانين مضبوطة وبشخصيات “محترمة”، يومها وصلت الكرة الجزائرية إلى القمة، وتأهلت حتى إلى كأس العالم لأول مرة سنة 1982، وقبلها نهائي كأس إفريقيا 1980، وألقاب متعددة.. فهل سنطبق سياسة “احتراف 1977″؟ أم أن دار لقمان ستبقى على حالها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!