-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين الفتنة والتغيير الاستراتيجي

أولويات مختلفة أمام الأسد

صالح عوض
  • 5829
  • 1
أولويات مختلفة أمام الأسد

صحيح انه لم تطلق من سوريا رصاصة ضد اسرائيل منذ 1974 رغم ان اسرائيل اعتدت على سوريا اكثر من ذي مرة عندما دمرت مشروع المفاعل النووي السوري بدير الزور وقصفت في دمشق..

  • وصحيح ان سوريا لا تسمح لاحد ان يتحرك لمحاربة اسرائيل من الحدود السورية، وصحيح ان الموقف السوري قضى باخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان نهائيا.. كل هذا صحيح، لكن صحيح كذلك ان سوريا لم تطبع مع اسرائيل حتى الآن، وصحيح كذلك ان انهيار سوريا سيفتح المنطقة على المجهول، وقد يكون تجنيب سوريا هذا المجهول امرا في غاية الاهمية، لذلك فان خوفا مشروعا ينتابنا من اي حراك في سوريا قد ينزلق الى فتنة داخلية تعصف بالبقية الباقية من ممانعة ضد الانخراط في المشروع الامريكي الصهيوني..
  • يقف النظام السوري في ظل ارتفاع اصوات المحتجين في المدن السورية على جملة حقائق لابد من التعامل معها بانتباه وبدقة، لعل التدبير والادارة الجيدة تجنبان البلد ثورة تزهق فيها ارواح اضافية وتدمر منشأت وتستنزف البلد فيما العدو الاسرائيلي يتربص بها.
  • بالتاكيد لن يكون اسقاط حكومة عطري هي الحل، لانها ليست هي الاساس في الازمة، فالكل يعرف ان حكومة عطري ماهي الا مجموعة موظفين كبار لايتدخلون في رسم الاستراتيجيات ولا المشاريع الكبرى، انما هم مسيرون، والمحتجون لم يصطدموا بالحكومة، وانما برموز النظام الذي يمثله الرئيس بشار الاسد والاجهزة الامنية وحزب البعث.. فمطالب الناس المحتجين والذين سقط منهم مئات الشهداء هي مطالب تمس الحريات السياسية والكرامة ومحاربة الفاسدين من الذين نهبوا البلد.. وكما هو واضح فان كل هذه العناوين انما هي من اختصاصات رئيس الجمهورية الذي بيده هو فقط رفع قانون الطوارئ الذي اصبح مؤبدا، وهو فقط من بيده الافراج عن معتقلين نستهم الحياة خلف قضبان السجون وهو فقط من بيده القرار لمحاسبة الفاسدين.
  • ان اسقاط الحكومة يعني بحث النظام عن حلول خارج المنطق وخارج المفيد، ولايفعل هذا التصرف اكثر من اثارة مزيد من الارتباك والفوضى، فلقد سبق وان فعلها زين العابدين باسقاط الحكومة، وعلى نفس الطريق اسقط مبارك الحكومة، الامر الذي فعله علي عبدالله صالح.. ومن الغريب ان الحكام العرب يبدون تلاميذا نجباء لمعلم واحد ينفذون نفس الطريقة ونفس الخطة رغم انهم اكتشفوا عقم الدرس وانه لايفضي الا الى الهجوم الشعبي..
  • و هناك خطوة اخرى تثير الشكوك حول نوايا النظام في التعامل الايجابي مع الاحتجاجات ومعالجة اسبابها والتصدي إلى كل ما ينشئ الاحتقانات في الشارع السوري، تلك التي تتعلق بالمسيرات المفتعلة التي تحركت في دمشق وحلب، حيث لن يكون لهذه المسيرات من دور الا شحن اضافي للغاضبين والمحتجين والذين يرون فيها استفزازا واستهتارا لمطالبهم وحقوقهم، فهم يؤكدون ان اعضاء الاجهزة الامنية اكثر بكثير من اعداد الاشخاص الذين خرجوا يهتفون للرئيس في دمشق وحلب.. لقد كان الاهم من ذلك ان يذهب الرئيس للالتقاء بالمحتجين، يسمعهم ويسامع لآلامهم، لا ان يغطي على اصواتهم باصوات مفتعلة.
  • ان هذا الكلام كله من فضل القول ولايسمن ولايغني من جوع، وهو فقط يكشف الى اي مدى يضيع الرئيس السوري الفرص لاصلاح امره و تنفيس الاحتقانات ويذهب بعيدا عن حل الاشكالات الحقيقة التي لايظهر من آثارها الا القليل، والكثير منها يختبئ جمرا تحت الرماد.
  • هناك اولويات للسياسة الداخلية واولويات للسياسة الخارجية، لابد من اعادة النظر اليها وترتيبها بما يتناسب مع المتغيرات في المنطقة وفي الداخل السوري، وهكذا يصار الى حل استراتيجي يتطلب خططا واقعية منطقية تقنع الناس وتكسب ثقتهم..
  • صحيح ان الاحتجاجات لم تطرح عناوين خارجية، ولكن مما لاشك فيه ان هناك موقفا ضمنيا من الاولويات الخارجية التي تتحكم في السياسة السورية الراهنة، لذا فلا يجوز ان نغمض اعيننا عن اهمية التغيير في الاولويات الخارجية، لانها اضافة حقيقية في كسب ثقة الناس..
  • ان رفع الرواتب للطبقات المظلومة كالمعلمين وقطاعات الخدمات العامة يعني اولوية حقيقية، وكذلك ايقاف المفسدين الذين يتحكمون في كل المشاريع الاستثمارية في البلد والذين لكثير منهم علاقات عائلية او حزبية او امنية او طائفية بالرئيس.. وكذا تحرير الصحافة من سطوة الاجهزة الاعلامية الامنية التي تفرض سلوكا تهريجيا للاعلام السوري.. كما لابد من اطلاق حرية التعددية السياسية والفكرية وفتح صناديق الانتخابات بنزاهة وباشراف شفاف بعيدا عن تلك الاساليب التي تعطي النتيجة بما يقارب الاكتمال.. ومن غير المنطقي ان يقبل الرئيس بشار ان يصبح النظام في سوريا نظاما وراثيا، ومن غير اللائق ان يتم تعديل الدستور في ليلة وضحاها لكي يجدوا مخرجا بتنصيبه رئيسا.. انه في حل من ذلك كله.. ومن الضروري ان يعيد الامر الى اهله واهله هم الشعب السوري كله.. مطلوب من الرئيس الاسد ان يؤكد عدم التمديد بعد عهدتين رئاسيتين، ومن المطلوب ان يؤكد على اسقاط سابقة التوريث..
  • يمتلك الرئيس السوري فرصا كبيرة لافشاء السلام بين مواطنيه ودفع الحياة الى الامام وتجنيب شعبه فتنا تلحق الاذى بتركيب المنطقة الثقافي.. وعند الاستماع الى الرئيس السوري في خطابه الذي القاه الامس يشعر المرء بان هناك خطوات ضرورية سريعة لابد من العمل على انجازها على الصعيد الداخلي.. ويبدو الرئيس السوري حريصا على فتح الحوار الداخلي ومؤكدا على الاصلاح والذي يبدو انه لم يقف عند حدوده وانسحب للحديث عن الفتنة والمؤامرة الخارجية، وكان هذا عبارة واضحة في الخروج عن سياق الموضوع المطلوب.
  • ان الرئيس السوري قادر بلاشك ان يحقق انجازات كبيرة لوأد الفتنة ومواجهة الازمات التي تكاد تعصف بسوريا.. وان من اول ملاحظات المستمع للرئيس السوري تكريره للفظة الفتنة والكلام عن الطوائف وهذا يعبر عن هم حقيقي، كما انه يركز على ان الاصلاحات حصل التاخير في انجازاتها وان هناك قرارات كان من المفترض ان تنفذ.
  • الامر الرديء هو ماكان من اداء يردده اعضاء مجلس الشعب السوري الذين تحولوا من اصحاب راي ومشورة الى مهرجين يصفقون ويهتفون للرئيس فهل صحيح “ان الوطن العربي قليل على الرئيس الاسد وانه لابد من ان يقود العالم” كما قال أحد أعضاء مجلس الشعب الذين تحولوا الى شعراء ومداحين.
  • في سوريا مطلوب كلام كالفعل بعيدا عن الغوغائية.. مطلوب اجراءات وعمل، فلم يصدر عن الرئيس اي عمل جديد بخصوص جملة الاحتياجات التي ذكرها الرئيس الاسد.. والسؤال الملح اي معركة يلمح اليها الرئيس؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • malek

    كل من هو جزائري احبه في الله ازوول فلكوم اجمعين اما بعد :
    الجزائر حباها الله من جميع الخيرات من ارض ومال و بشر ,رغم كل هذا مزلنا في وقت الدرسات والتخطيطات التي لا تنتهي ابدا. مثلا المخطط الخماسي اين
    هو الان (تطبيقاته 0/0 )المسؤولية او العيب ليست في الرئيس بل في التحالف او التخالف الريئاسي الذي يمثل الا نفسه .الشعب والجيش معك يا سي عبد القادر لا اقول المالي بل الجزائري الحر . متى متى متى نرى الجزائريين احرارفي بلدهم الغالي الغالي