-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حرموهم من العطلة وسبّبوا لهم عقدا نفسية

أولياء يعاقبون التلاميذ “المتعثرين” ونفسانيّون يُحذّرون 

نادية سليماني
  • 1057
  • 0
أولياء يعاقبون التلاميذ “المتعثرين” ونفسانيّون يُحذّرون 

انتهى الفصل الدراسي الأوّل، ودخل التلاميذ في عطلتهم الشتوية.. وبينما عاشت عائلات أجواء فرحة وغبطة، بنتائج أبنائها الجيدة، دخلت أخرى في حالة حزن وقلق، لأن النتائج لم تكن مثل ما توقعوها، وهو ما جعلهم يحولون عطلة أبنائهم إلى هم ونكد. وهو السلوك الذي ينهي عنه المختصون في علم النفس، داعين العائلات لعدم تحميل أطفالهم أكثر من طاقتهم.

بمجرد تسلّم التلاميذ كشوف الفصل الدراسي الأول، نشرت كثير من العائلات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، صور احتفالات، نظمتها لشكر أبنائها المتفوقين وتثمين مجهوداتهم التي بذلوها، وتمثلت احتفالات العائلات البسيطة في إعداد قوالب حلوى وبعض القهوة والشاي للأطفال، واصطحاب أبنائها في رحلات ترفيهية للحدائق والغابات أو مراكز التسلية، أمّا العائلات الميسورة فاشترت هدايا مختلفة للمتفوقين.

واختلفت آراء المواطنين، بشأن ظاهرة نشر صور احتفالات تفوق الأطفال مدرسيا، فإن كانت الغالبية تؤيدها، باعتبارها تحفيزا وتشجيعا للمتفوقين، ودفعهم لبذل مجهودات أكبر مستقبلا، يراها آخرون “ضغطا إضافيا على التلميذ، الذي يجد نفسه مُجبرا على الاجتهاد أكثر لإسعاد عائلته وليس نفسه، وجعلها تتفاخر به أمام الغير”.

وقد صار الاحتفال مقرونا بالنجاح لدى بعض العائلات، وفي هذا الصدد، أكّدت المختصة في علم النفس التربوي، حياة عياشي، بأنّه وبمجرد تحصل العائلات على النتائج المدرسية لأبنائها، تشرع في استقبال الكثير من الأطفال في عيادتها، وهم يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة.

نفسانية: التّبوّل غير الإرادي والتّأتأة وأمراض عضوية.. نتائج لسوء المعاملة

وقالت “تأتيني أمهات يشتكين من تبول أطفالهن غير الإرادي، رغم أنّهم يدرسون في السنة الرابعة ابتدائي أو السابعة أساسي، وأنهم كانوا طبيعيين منذ فترة قصيرة لا يعانون هذه الأعراض، وأخريات يؤكدن إصابة أطفالهن إمّا بتأتأة مفاجئة أو بعزلة”.

وفسّرت محدّثتنا هذه الحالات، بأنّها نتيجة الترهيب والضغط الذي تمارسه بعض الأسر على أبنائها، المتحصلين على نقاط ضعيفة في الامتحانات الرسمية، فيدخلون أبناءهم في دوامة نفسية تصل حد إصابتهم بأمراض عضوية.

وتؤكّد المختصة، بأنّ القدرات العقلية والنفسية والجسمانية، تختلف من طفل إلى آخر، ولا يمكننا تحميل أي فرد أكثر من طاقته وقدرته على التحمل “فبعض الأطفال يمتلكون ملكة الاجتهاد والتركيز واستيعاب الدروس بصورة سهلة، وآخرون لا يمكنهم ذلك في القسم، لكنّهم يمتلكون مواهب أخرى وفي مجالات أخرى، سواء في الرياضة أو الرسم أو في أي حرفة أخرى” على حدّ قولها.

واعتبرت عياشي، بأنّ تقديم الوالدين وعودا لأبنائهما بشراء لهم هدايا معينة في حال التحصل على نتائج جيدة، ثم لا يتحصل الطفل على هذه الهدية، التي كان يحلم بها وينتظرها، لأنّ نتائجه المدرسية جاءت عكس توقعات عائلته، وقالت “هذا سلوك خاطئ، قد يدمر نفسية الطفل تماما.. أولادنا لازالوا صغارا، ممنوع علينا معاقبتهم بهكذا تصرفات”.

وأفضل ما يحفّز التلاميذ على النجاح والتدارك مستقبلا، حسبها، هو دعمهم في جميع حالاتهم، وتوجيه النصح لهم، وإغداق الحنان عليهم حتى ولو كانوا غير مجتهدين، ومعاملة الأطفال الذين لم يتحصلوا على نتائج مدرسية مرضية، مثلهم مثل المجتهدين، لأنّ التمييز بين الأطفال يتسبب في عقد نفسية خطيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!