الرأي

أول ألفيّة في النحو العربي لإبن معطي الزواوي القبائلي!

عثمان سعدي
  • 12430
  • 8
ح.م

ألفية ابن معطي عبارة عن منظومة شعرية جمعت النحو العربي في ألف بيت. وأول من نظم الألفية في النحو العربي هو ابن معطي الزواوي الجزائري الأمازيغي القبائلي، واسمه كاملا (زين الدين أبو الحسين يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي). انتقل إلى القاهرة وصار من علماء المسلمين الأفذاذ، تخرج على يديه العديد من العلماء في القاهرة ودمشق . وتوفي يوم الإثنين سنة 628 هــ

بدأ ابن معطي تأليف ألفيته سنة 593 هــ وأتمها سنة 595 هــ . سماها (الدرة الألفيية) وابتدأها بالبيت التالي:

 يقول راجى ربه الغفور *** يحيى بن معط بن عبد النور

وقد نسج على منواله الإمام محمد بن عبد الله بن مالك المتوفى سنة 672هـ في  “ألفية ابن مالك”، قال المقري صاحب كتاب نفح الطيب:   [ تبع ابن مالك فيها ابن معطي، قالوا: ونظمه أجمع وأوعب، ونظم ابن معطي أسلس وأعذب].

وقد اعترف ابن مالك بفضل ابن معطي وسبقه في نظم الألفية في النحو فقال:

وتقتضي رضىً بغيـرِ سُخْـطِ    فائقةً ألفيةَ ابن معـــــــــــــــط

وهو بسبقٍ حائزٌ تفضيــــــــــــــــلا    مستوجبٌ ثنائيَ الجميلا

  وقد أخذ ابن مالك من ابن معطي

يقول ابن معطي في التوابع:

 القول في توابع الاسم الأول    نعت وتوكيد وعطف وبدل

ويقول ابن مالك:

يتبع في الإعراب الاسماء الأول    نعت وتوكيد وعطف وبدل

وهو عبارة عن نقل ما قاله ابن معطي

نورد نماذج من أبيات ألفية ابن معطي:

في الممنوع من الصرف ، منع ابن معطي كلمة سكران من الصرف فقال

وزائدا الوصف كمثل سكران     مقابلا سكرى كذا صرف عربان

ويقول في العطف على المضمر:

والمضمر المجرور إن عطفنا      عليه جيئ بما به جررنا

 نحو مضى به وبالغـــــــــــــــــــــــلام        وشذ منه بك والأيــــــــــام

 وقد سبق أن جمع ألفية ابن معطي عدة علماء منهم سليمان إبراهيم البلكيمي، وعبد العزيز بن جمعة الموصلي.

هذا وقد نشرت جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي كلية اللغة العربية أطروحة عنوانها (الاتجاه المدرسي في ألفية ابن معطي) وذلك سنة 2014.

الخلاصة:

سبق أن نشرنا بردة البوصيري القبائلي ، والآن نكتب عن ألفية بن معطي الزواوي، لنؤكد أن الأمازيغ القبائل اندمجوا في العربية فخدموها، وسجلوا لهجتهم بالحرف العربي، ديوان شاعرهم الكبير سي محند كتب بالحرف العربي. اعتبروا أنفسهم دائما عبر تاريخهم أنهم عرب، لغتهم العربية التي أحبوها وخدموها بعلم وإخلاص. وغير هذه الحقائق هو افتراءات ابتدعها البربريست الفركفونيون.

مقالات ذات صلة