-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيتام على فضائيات اللئام؟!

الشروق أونلاين
  • 2414
  • 0
أيتام على فضائيات اللئام؟!

ما يحدث هذه الأيام من حرب داحس والغبراء داخل الفضائيات المصرية الخاصة على هامش مباراة كرة القدم بين الفراعنة والخضر، لهو أكبر دليل ومؤشر على أن الجزائريين بحاجة إلى قنوات تلفزيونية خاصة، والى انفتاح عاجل في قطاع السمعي البصري، والى منابر إعلامية يمكنها أن تكون حمولة طبيعية لمشاغل الناس، أفراحهم وأقراحهم، همومهم واهتماماتهم؟!

  • قبل فترة، جاء في نتائج دراسة عربية أكاديمية، أن 42 بالمائة من العرب لا يشاهدون تلفزيونهم الوطني ويفضلون إغلاقه وتحويل المبالغ التي تصرف عليه لمشروعات أخرى، والواقع أن الدراسة كانت متواطئة إلى حد ما مع مسؤولي تلك التلفزيونات المسماة وطنية وعمومية، طالما أننا نعتقد أن تيار الخوصصة في الفضاء العربي، بحلوه ومرّه، ايجابياته وسلبياته، جرف معه الكثير من المشاهدين، وحولهم إلى عبيد صورة، حتى لا نقول أنه شكّل رأيا عاما متنوعا ومتباينا؟!
  • ثم لماذا تحتكر تلك التلفزيونات صفة الوطنية، وعن أي خدمة عمومية تتحدث طالما أن الخواص في السمعي البصري، أضحوا أكثر وطنية وعمومية منها؟! ألم تصبح كثير من التلفزيونات الحكومية مختصة فقط في تمرير أجندات سلطوية ضيقة ومتعارضة مع اهتمامات المواطن العربي؟! ألم تصبح أخبار الزعيم والوزير، والمير والغفير، أكثر أهمية عندها من أخبار المواطنين البسطاء؟!
  • أين ذهبت الأصوات المطالبة بفتح المجال السمعي البصري في البلاد هذه الأيام؟! هل سمعت أو رأت ما يفعله رواد الفضائيات في مصر بالجزائريين على الهواء مباشرة؟! ألم يتحرك الشارع الجزائري غضبا ضد برامج وفضائيات كانت نكرة وتحولت، بقدرة قادر، إلى أكثر القنوات المشاهدة في البلاد؟! ألم يتحول المدعو عمرو أديب إلى ظاهرة تشغل الجزائريين أكثر من المدرب حسن شحاتة؟!
  • الجزائريون بحاجة إلى حصن منيع يحميهم في هذا العالم الفسيح المسمى فضاء عربي، كما أنّ الواقع السياسي والإعلامي يقول أنه ما من دولة اختارت أن تكون بمعزل عن الآخرين، إلا وأتت عليها الهزائم والانكسارات والتصدعات، فإلى متى سيظل القائمون على شارع الشهداء يخدعون الناس بأن لديهم الخيار بين القنوات الوطنية التي لا تقنع حتى العاملين فيها بالمشاهدة؟! لماذا يشجعون الاحتكار ويريدون تحويل الشعب إلى أيتام على فضائيات اللئام مثلما يحصل حاليا في دريم والمودرن والأوربت؟!
  • الانفتاح في السمعي البصري لن يكون مفيدا فقط في صناعة الرأي العام، وإنما أيضا في هندسة الوعي الاجتماعي، مع وضع أسس وضوابط وأخلاقيات تحكم العمل الفضائي والتلفزيوني حتى لا يتحول الأمر إلى مجرد فوضى مثلما حصل في قطاعات أخرى، وإن كنا مازلنا نعتبرها فوضى خلاّقة وليست سلبية على طول الخط؟! 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!