أين براميلك المتفجّرة يا بشار؟
-
-
883
-
0
إسرائيل ضربت قلب دمشق بهجوم صاروخي وصف بأنه الأعنف منذ سنة 1973، وعوض أن يرد نظام الأسد، على هذا الاعتداء الصارخ من قبل الكيان الصهيوني الذي طالما ضرب سوريا في السر والعلن دون أن يتحرك جندي واحد من الجيش العربي السوري.. عوض عن الرد اكتفى النظام السوري بعبارات جوفاء عن الصمود والمقاومة والمؤامرة الكونية التي تستهدف سوريا.
أين صواريخ “سكود” التي يستخدمها بشار ضد المدن السورية المتمردة عليه؟ وأين البراميل المتفجرة التي اخترعها لإخماد الثورة التي قامت ضده؟ ولماذا لم نشاهد مثل هذا الابداع لتحرير الجولان المحتل منذ عقود” وأين تلك الشجاعة النادرة التي أظهرها جنود بشار وهم يقتلون ”كتيبة” من الحمير لأنها عجزت أن تمجد معبودهم بشار؟
إضرب إسرائيل يا بشار، وسيهلل لك كل العرب والمسلمين وأحرار العالم رغم كونك أنذل وأقبح زعيم عربي وأكثرهم إجراما وفتكا بشعبه.. حوّل الأسلحة التي يحملها جنودك وشبيحتك والموجهة نحو صدور السوريين إلى جبهة إسرائيل، وسترى كيف تتوحد الجبهة الداخلية وراءك ضد العدو المشترك.
لا يمكن أن يصدق أحد أكاذيب بشار التي يدّعي فيها بأنه يمثل ما بقي من الصمود العربي، وهو يرد على صواريخ إسرائيل بصواريخ أخرى يدك بها مخيم اليرموك الذي يسكنه الفلسطينيون!!
أما المعارضة المسلحة المدعومة من الغرب ودول الخليج، فهذه فرصتها لتثبت للعالم أنها ليست أداة طيّعة في أيدي المخابرات الأجنبية توجهها كما تشاء وتحرضها على تدمير سوريا تحت غطاء الإطاحة بالنظام البعثي الديكتاتوري، هذه فرصتها للرد على الاعتداء الصهيوني السافر على أرض عربية إسلامية، أم أنها تعتبر أن الأسد ونظامه على ما فيه من شر أخطر من إسرائيل!!
نعم.. احتلت فلسطين وقام اليهود بأعمال تطهير واسعة وارتكبوا المجازر تلو الأخرى في فلسطين وخارجها وضربوا غزة بأشد الأسلحة فتكا، ومع ذلك لم نر مثل هذا النفير العام الذي حدث في سوريا للرد على إسرائيل، ولم تتشكل جماعات ولم نر توافدا لجهاديي القاعدة الذين يقتلون المسلمين في أفغانستان وباكستان والجزائر وتونس ومالي وليبيا وسوريا والعراق واليمن، لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل لا نسمع لهم صوتا ولا نرى أثرا، لنتأكد مرة أخرى أن تنظيم القاعدة كان في الأصل صناعة أمريكية.
لقد أثبت الواقع أن الأطراف المتصارعة في سوريا، من النظام السوري إلى الجيش الحر وجبهة النصرة إلى إيران وحزب الله.. هؤلاء الأطراف بأسهم بينهم شديد لكنه ليس كذلك على العدو الصهيوني.
