-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أين‮ ‬بلد‮ ‬الشهداء؟‮!‬

أين‮ ‬بلد‮ ‬الشهداء؟‮!‬

أين بلد المليون ونصف المليون شهيد؟ أين واجب التضامن العربي؟ لماذا أنتم مغيبون عن الساحة العربية؟ لماذا يخرج المتظاهرون في الأرجنتين والمكسيك وكولومبيا، بل وفي تل أبيب ولا يخرج إخواننا الجزائريون تضامنا معنا، لماذا ملأ المغاربة الدنيا ضجيجا ونظموا المظاهرات‮ ‬ولم‮ ‬يفعل‮ ‬الجزائريون‮ ‬ذلك؟‮ ‬أسئلة‮ ‬كثيرة‮ ‬واجهنا‮ ‬بها‮ ‬اللبنانيون‮ ‬وحاولنا‮ ‬الإجابة‮ ‬عنها،‮ ‬لكننا‮ ‬عجزنا‮ ‬ونحيلها‮ ‬إلى‮ ‬من‮ ‬حاز‮ ‬ملكة‮ ‬الإقناع‮.‬

لقد فكرنا في الجواب ولم ننجح، هل نقول إن وزارة الداخلية عندنا منعت المسيرات في العاصمة خوفا من تحولها إلى أعمال شغب وتخريب، وأن ذلك حدث فعلا قبل خمس سنوات، أم نقول إن العشرية الحمراء قتلت كل قضايا الأمة في قلوب الجزائريين ولم يعد يهمهم لا اختناق أطفال قانا، ولا مصائب أطفال فلسطين، أم نقول إن حزبا سياسيا تحدى السلطات ودعا إلى مسيرة سرعان ما تلاشت وتفرق المشاركون فيها قبل وصول هراوات الشرطة إليهم، أم نقول إن طبقتنا السياسية لم تسكت عن الجرائم الإسرائيلية، بل قصفت قاعات التحرير بصواريخ “بيانية” مشحونة بالشتائم‮ ‬المتفجرة،‮ ‬أم‮ ‬نقول‮ ‬إن‮ ‬الجامعات‮ ‬الجزائرية‮ ‬في‮ ‬عطلة‮ ‬والطلبة‮ ‬في‮ ‬بيوتهم،‮ ‬لذلك‮ ‬غابت‮ ‬مظاهر‮ ‬الاحتجاج،‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬الطلبة‮ ‬أول‮ ‬من‮ ‬يحرك‮ ‬أجيجها‮.‬

لقد عاتب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الجزائريين على الهواء عندما قال إن اللبنانيين خرجوا عن بكرة أبيهم ورفضوا أن تمس شعرة في جميلة بوحيرد، بل واقتلعوا الألواح في الشارع وكأنها هي التي سجنتها.. هل بعد كل هذا العتاب وبعد كل ما حدث من جرائم في حق اللبنانيين وبعد مجزرة قانا يجوز الصمت، ثم لماذا تصر وزارة الداخلية عندنا على الاستمرار في قرار منع المسيرات في العاصمة، ثم ما هذا الإذعان من قبل الطبقة السياسية عندنا، ألا يفترض أن تتحرك بقوة لإنهاء هذه المهزلة؟!

إن عتاب اللبنانيين ينطلق من الاحترام والتبجيل للجزائر والجزائريين، فلماذا نخذلهم بهذه السلبية، وهم الذين لا زالوا يحتفظون بذكريات جزائر الثورة، رغم كل ما حدث خلال مرحلة جزائر الأزمة، هم لا يطلبون الدخول في حرب مع إسرائيل نيابة عنهم ولا يطلبون الدعم المادي،‮ ‬إنما‮ ‬يريدون‮ ‬فقط‮ ‬التضامن‮ ‬باسم‮ ‬العروبة‮ ‬والإسلام‮ ‬والإنسانية،‮ ‬فهل‮ ‬هذا‮ ‬مستحيل‮.. ‬إرفعوا‮ ‬عنا‮ ‬الحرج‮ ‬وأوقفوا‮ ‬هذا‮ ‬الشذوذ‮ ‬لنرفع‮ ‬رؤوسنا‮ ‬أمام‮ ‬الأشقاء‮.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!