الرأي

أيها الجزائريون.. كونوا عباد الله إخوانا

سلطان بركاني
  • 1284
  • 1
ح.م

لعلّنا معشر الجزائريين، في هذه الأيام، أحوج ما نكون إلى كلمات تذكّرنا بأنّنا مسلمون علينا واجب محتّم فرضه الله علينا جميعا، أن نكون إخوانا متآلفين متسامحين، وألا نجعل للشّيطان علينا سبيلا.. إنّنا في أمسّ الحاجة إلى كلمات تتجاوز أسماعنا لتخالط شغاف قلوبنا وتذكّرنا بأنّنا أتباع دين واحد هو الإسلام، وأبناء وطن مسلم واحد هو الجزائر، ونعيش واقعا واحدا ونحمل آمالا تكاد تكون واحدة، ونعاني أزمات ومشاكل نراها ونعرفها جميعا.

مهما اختلفنا في تقدير المصالح والمفاسد وتقدير واجب المرحلة، فإنّنا جميعا نتمنّى الخير والصّلاح لبلدنا الغالي.. نتمنّى لهذا البلد أن يكون آمنا مطمئنّا، ونتمنّى له أن يخرج من شرنقة التخلّف والتبعية ويصير في مصافّ الدّول المتقدّمة علميا وسياسيا واقتصاديا.. حرام وعيب وعار؛ تحت أرضنا خيرات تكفي قارة بأكملها، ولكنّنا وبعد 57 سنة من الاستقلال لا نزال نعاني أزمات خانقة ولا نزال نتوجّس خيفة على لقمة العيش ونلهث خلف ضروريات الحياة.

تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة؛ واقع يدمي القلوب وتسيل له دموع العيون. لكن ينبغي أن لا نزيد الطّين بلّة بتفرّقنا وتشتّتنا وانشغال بعضنا ببعض عن خوض التحديات التي يجب أن نخوضها؛ تحدّي الوعي، وتحدّي العمل، وتحدّي المواجهة الحتميّة مع المستعمِر القديم الذي لا يزال إلى يوم النّاس هذا يسعى في العبث بهويتنا واستنزاف خيراتنا عبر عملائه وأوليائه.

لقد شغَلنا عملاءُ الاستعمار وأولياؤه بلقمة العيش وضيّقوا علينا في معايشنا وجعلوا أكبر همّنا مطاردة “الخبزة”، وأوقدوا بيننا الفتن والعداوات لننشغل عن رهن خيراتنا وثرواتنا لصالح المستعمر، حتى صار بلدنا يحتلّ ذيل التّرتيب في التّعليم والثّقافة والبحث العلميّ، ويحتلّ مراتب متقدّمة على سلّم الفساد، ومراتب مهمّة في التخلّف، إلى جانب دول لا تملك من الموارد ما نملك!

وباء العصبية والجهوية يفتّت أوصالنا!

أخطر شيء شُغلنا به هو هذه العصبية العمياء، وهذه الجهوية المقيتة، هذا من الشّرق وذاك من الغرب.. هذا من الشّمال وذاك من الجنوب.. هذا عربي وذاك قبائلي والآخر شاوي.. ثمّ بعدها خطّط الماكرون لإغراء العداوة بيننا بسبب الخلاف الحاصل في الموقف من الحَراك ومن استمراره، فأصبحنا نسمع ألقابا وعبارات وأوصافا ألقاها الشّيطان على ألسنة وأقلام بعضنا، “زوافيّ” في مقابل “رونجاسيّ”، و”مبردع” في مقابل “شيات”، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

هذا التفرّق والاختلاف والتنابز الذي نعيشه في الواقع والمواقع، هو تماما ما يريده لنا عملاء الاستعمار وأولياؤه، حتى لا نتنبّه لمخطّطاتهم ونتفطّن لمكرهم.. حرام أن ينشغل بعضنا بنبز وهمز بعض في هذه المرحلة الحاسمة.. حرام أن نتفرّق إلى شيع وأحزاب، كلّ حزب بما لديهم فرحون، ونتبادل تهمة العمالة للاستعمار الفرنسيّ.. بينما عملاء فرنسا وأولياؤها الحقيقيون يمكرون ويخطّطون من وراء جُدر لطمس هوية الأمّة ورهن خيراتها للمستعمر.
ألسنا نقرأ في كتاب ربّنا قوله سبحانه: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيم))؟ ألسنا نقرأ ونسمع قول ربّنا سبحانه: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))؟ وقوله سبحانه: ((وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون))؟ ألم نقرأ ونسمع نهي ربّنا سبحانه عن التفرّق والتشرذم في قوله: ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين))، وقوله: ((ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واختَلَفُوا مِن بَعدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وأُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ عَظِيم))؟ ألم نسمع وصف مولانا سبحانه لعباده المؤمنين الذين يحبّهم ويحبّونه بأنّهم ((أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)).

أنسينا وصية حبيبنا المصطفى عليه الصّلاة والسّلام: “لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا”؟ أين نحن من وصف قدوتنا الحبيب المجتبى لعباد الله المؤمنين حين قال: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّى”؟

لماذا نطيع أهواء أنفسنا ونسمع لنزغات شياطين الإنس والجنّ ويطلق بعضُنا العنان لألسنتهم وأناملهم وأقلامهم بسبّ وثلب ولمز وتعيير إخوانهم، يفعلون ذلك وهم يقهقهون ويضحكون! أما علموا أنّ الشّيطان يضحك ويفرح لضحكهم وما يفعلون؟ يقول الحبيب المصطفى عليه الصّلاة والسّلام: “إنّ الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن رضي في التحريش بينهم”.

الاستعمار لم يخرج من مصالح أرضنا

قبل 57 سنة، وفي أوّل جمعة بعد الاستقلال، قام الإمام محمّد البشير الإبراهيمي –طيّب الله ثراه ونوّر قبره- خطيبا في مسجد كتشاوة يرسم للجزائريين معالم الاستقلال الحقيقي وأسس النهضة الحقّة، فكان ممّا قال: “يا معشر الجزائريين: إن الاستعمار كالشّيطان الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه رضي أن يطاع فيما دون ذلك”، فهو قد خرج من أرضكم، ولكنه لم يخرج من مصالح أرضكم، ولم يخرج من ألسنتكم، ولم يخرج من قلوب بعضكم، فلا تعاملوه إلا فيما اضطررتم إليه، وما أبيح للضرورة يُقدَّر بقدرها”.

وقال أيضا: “يا إخواني: إنكم خارجون من ثورة التهمت الأخضر واليابس، وإنكم اشتريتم حريتكم بالثمن الغالي، وقدمتم في سبيلها من الضحايا ما لم يقدِّمه شعبٌ من شعوب الأرض قديما ولا حديثا، وحزتم من إعجاب العالم بكم ما لم يحزه شعب ثائر، فاحذروا أن يركبكم الغرور ويستزلَّكم الشيطان، فتشوَّهوا بسوء تدبيركم محاسن هذه الثورة، أو تقضوا على هذه السمعة العاطرة”.

وصية الإبراهيمي للجزائريين

كلمات قيلت قبل 57 سنة، لكنّنا أحوج ما نكون لأن نسمعها ونقرأها مرّة أخرى في هذه المرحلة التي نمرّ بها وفي هذا الظّرف الذي نعيشه؛ لنتفطّن لكيد عملاء الاستعمار وأوليائه الذين يريدون أن يفرّقونا طرائق قددا لتنجح مخطّطاتهم ومخطّطات من يحرّكهم ويؤزّهم.. إنّهم يريدون لنا أن يكون بأسُنا بيننا شديدا؛ يريدون للقبائليّ أن ينظر إلى أخيه العربيّ على أنّه غريب عن الأرض، بل محتلّ! ويريدون للعربيّ أن ينظر إلى أخيه القبائليّ على أنّه سبب بلاء البلد وأنّه يكره الدّين ويعادي اللّغة.. العرب والأمازيغ في الجزائر كلّهم مسلمون ولله الحمد إلا من شذّ، وكلّهم يحبّون وطنهم إلا من ندّ، ومحنة هذا البلد ليست في القبائلي أو الشاويّ أو العربيّ، إنّما هي في طائفة وأقلية فرنكفونية أشربت ثقافة الاستعمار ولغته، هذه الطّائفة لا تختصّ بمنطقة دون أخرى، إنّما هي كالشّيطان تجري في عروق هذا البلد، وتلعب على كلّ الحبال وتتقمّص كلّ الأدوار، وتلبس لكلّ جهة لباسها لتحرّضها ضدّ الجهة الأخرى.

القبائل إخواننا ويحبّون دينهم ووطنهم مثلنا، والطائفة الفرنكو-بربرية التي تعادي هوية الأمّة وتعمل لصالح الاستعمار وتسعى بالفساد في هذا البلد، هي طائفة شاذّة منبوذة بين القبائل أنفسهم. نعم ربّما يكون لها نفوذ ماليّ وإعلاميّ، لكنّها لا تمثّل إخواننا القبائل الذين يبنون المساجد وزوايا تحفيظ القرآن ويفخرون بانتمائهم إلى دينهم ووطنهم، ويكفي أن نذكّر في هذا المقام أنّ ولاية تيزي وزو تعد الأولى وطنيا من حيث عدد المساجد، بتوفرها على ما لا يقل عن 860 مسجدٍ، و20 زاوية؟

مشكلتنا هي مع أولياء الاستعمار

مشكلتنا الحقيقية هي مع أحفاد ديغول وتلاميذه ومع الأقلية الفرنكفونية العلمانية الاستئصالية، ولم تكن أبدا مشكلة عربية أمازيغية.. قبل الاحتلال الفرنسيّ الصليبيّ ما كان الجزائريون يسمعون بهذه النّعرات وهذه الدّعاوى الجاهلية. لقد قامت في بلاد المغرب الإسلاميّ دولٌ أمازيغية كالدولة الصنهاجية وقامت دولة للمرابطين وأخرى للرستميين وأخرى للحماديين، ولم يسجّل التاريخ أنّ الأمازيغ خاضوا حرب إبادة ضدّ العرب، ولا أنّ العرب خاضوا حروبا لإسقاط حكم الأمازيغ.. إنّ التّفريق بين العرب والأمازيغ وتحريض الأمازيغ ضدّ العرب والعرب ضدّ الأمازيغ هي لوثة فرنسية يريد أولياءُ فرنسا إحياءها بمسمِّياتٍ وألقاب جديدة، فلنتنبّه.

إنّه ليس أضرّ بالأمم وأخطر على الدول من العصبية للأجناس والأعراق، لذلك أعلنها القرآنُ الكريم صريحةً واضحة لا تقبل التّأويل حين قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))، وزادها النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وضوحا حينما قال: “يا أيها الناس. ألا ‏إنّ ربّكم واحد وإنّ أباكم واحد. ألا لا فضل لعربيّ على أعجمي ولا ‏‏لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى”، وطبّقها عمليا حينما أراد شياطين الإنس والجنّ أن يفتنوا بين المهاجرين والأنصار؛ ففي الصّحيحين عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: غزونا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد ثابَ معه ناسٌ من المهاجرين حتى كَثُروا، وكان من المهاجرين رجلٌ لَعَّابٌ، فكسع أنصاريًّا، فغضب الأنصاري غضبًا شديدًا، حتى تَدَاعَوْا، وقال الأنصاري: يا لَلأنصار، وقال المهاجري: يا لَلمهاجرين، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟” ثم قال: “مَا شَأْنُهُمْ”، فأُخبر بكسعة المهاجريِّ الأنصاريَّ، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ”.

ما أحوجنا معشر الجزائريين لأن نتمثّل هذه العبارة ونرفع جميعا شعار: “دعوها فإنّها منتنة”.. زوافي! مبردع! دشروي! رونجاسيّ!.. دعوا هذه الألقاب وهذه الأوصاف فإنّها منتنة وإنّها خبيثة، والله لا يحبّها.

نختلف ونتناقش ويطرح كلّ منّا وجهة نظره، لكن ينبغي أن لا تختلف أبدا قلوبنا وتتناكر أرواحنا، ولا يجوز أبدا أن نتنابر بالألقاب، بل ينبغي أن نربّي أنفسنا ونعوّد ألسنتنا على أن نقول التي هي أحسن حتى لا ينزغ الشّيطان بيننا، يقول الله تعالى: ((وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)).

ينبغي أن تتوجّه هممُنا لمقارعة الطّائفة النّافذة المنبوذة والأقلية المستغربة التي تتفانى في خدمة المستعمر القديم وخدمة مصالحه، وهي على استعداد لأن تحرق البلد لأجل المصالح الفرنسية.. إنّها تريد لنا أن نتخاصم وينشغل بعضُنا ببعض حتى تمكر مكرها وتحيك مخطّطها وتحافظ على مواقعها التي لا تزال بيدها وتستعيد مواقعها التي خسرتها.

المرحلة القادمة هي مرحلة يقظة ونضال لأجل الحفاظ على بلدنا وعلى الحقوق المنتزَعة واسترداد الحقوق التي لا تزال مسلوبة.. نحن في أمسّ الحاجة إلى بثّ الوعي وتوجيه الهمم إلى العدوّ الحقيقيّ.

مستقبلنا ومستقبل بلدنا بعد فضل الله ورعايته هو في وحدتنا والتئام شملنا؛ عربا وقبائل وشاوية ضدّ العصابة العلمانية الاستئصالية.. كلّنا جميعا عربا وأمازيغ، شعبا وجيشا وأمنا، ينبغي أن نعلم أنّنا سنواجه مصيرا واحدا وستكون رؤوسنا تحت قلنسوة واحدة.. لا يحلّ أبدا للمواطن أن ينظر إلى رجل الجيش أو رجل الأمن على أنّه عدوّ ولا يحلّ له أن يؤذيه بيده أو بكلامه، بل ينبغي له أن ينظر إليه على أنّه أخٌ مسلم جزائريّ، ولا يحلّ لرجل الجيش أو رجل الأمن أن ينظر إلى المواطن الذي يعبّر عن رأيه على أنّه تابع لجهة أو دشرة معينة، ولا يحلّ له أبدا أن يؤذيه بيده أو بعصاه أو سلاحه.

إنّه لو لم تكن وحدتنا وتمسّكنا بهويتنا التي تجمعنا هي ما يخيف أعداءنا المتربّصين، لما سعوا جاهدين في تفرقتنا وشغل بعضنا ببعض، فلنتنبّه لنفوّت الفرصة على المتربّصين.

مقالات ذات صلة