-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيها الوطنيون الأحرار… تحرّكوا

بشير مصيطفى
  • 5727
  • 4
أيها الوطنيون الأحرار… تحرّكوا

تأسست بالجزائر، أول أمس الثلاثاء، وفي مناسبة إحياء ذكرى الثورة التحريرية المباركة حركة الوطنيين الأحرار بحضور تمثيلي لـ40 ولاية.

  • وقال مؤسسو الحركة الجديدة – التي تدخل الساحة السياسية من باب التعددية الحزبية – بأن مشروعهم جاء باكورة لـ23 عاما من النضال الوطني المستمد من تركة الشهداء وروح  الثورة، ويستهدف بناء مشروع ثقافي نضالي مبني على أفكار جديدة وطرق تسيير مختلفة وعلى جيل يتصف بالفعالية السياسية والديمقراطية الأفضل.
  • فهل نعتبر حركة الوطنيين الأحرار – بتلك الخلفية وهذه الأهداف وبمبادئ المشاركة السياسية وحماية ذاكرة الأمة – إضافة حقيقية للحقل السياسي الوطني؟ وكيف يمكن للحركة الجديدة أن تستقطب الغالبية الصامتة من شعب بات زاهدا في كل عمل حزبي أو جمعوي؟
  • الصمت يتكلم
  • لا تكاد تخلو وثيقة صادرة عن حزب سياسي أو جمعية ذات طابع مدني من مبادئ الوحدة الوطنية والمشاركة الديمقراطية ومحاربة الظلم وتخليد الذاكرة التاريخية وتمجيد قيم الأمة وتحقيق الفصل بين السلطات، أما في دائرة الأحزاب الجزائرية الوطنية وذات التوجه الاسلامي فلا نكاد نلمس تباينا يذكر فيما له صلة بالمبادئ العامة أو البرامج التي مازالت مقيدة بالآفاق الانتخابية ليس أكثر. ومن فرط تكرار نفس الخطاب لدى المجتمع الحزبي وبروز نفس القيادات، تكرست في خلفية الرأي العام صورة النظام السياسي المبني على الشخص أو المجموعة، سواء كان هذا النظام السياسي رسميا أو متحالفا أو معارضا، وظلت نتائج الاستحقاقات نفسها، ولو استجابت الادارة الانتخابية لمعايير النزاهة والشفافية لأثبتت نسب المشاركة أن الجزائريين مثل التونسيين – في عهد النظام السابق – لم ينتخبوا أبدا. وأن الذي فاز عبر آليات الديمقراطية هو الصمت وحده والذي تمكن من ممارسة حريته في ذلك دون إزعاج.
  • ربما تستطيع حركة الوطنيين الأحرار أن تحرك الصامتين نحو الكلام، أي أن تحرك النخبة نحو المشاركة الفعلية في الحراك السياسي للدولة، وتحرك ما تبقى من المجاهدين نحو توثيق شهاداتهم عن الجهاد والجهاد المغشوش أي عن مشروع الثورة والمشروع المضاد للثورة، وتحرك الوطنيين نحو اثبات وجودهم في مجتمع المواطنين، وتحرك إطارات الدولة نحو فعالية أكبر في اتجاه حماية ثوابت الأمة وتوظيف لغتها وتحقيق استقلالها الكامل، وتحرك المرأة الجزائرية نحو ممارسة حقها كاملا في التعبير عن اختياراتها السياسية دون إكراه أو تسلّط من أحد، وتحرك المظلومين كي يكشفوا عن ملفات ظالميهم، وتحرك جميع الأحرار في عمق الجزائر كي يصدعوا أن لا مجال تبقى أمام التهميش على سلم التنمية والمنافع الاجتماعية. إن تمكنت الحركة الجديدة من ذلك فستكون إضافة إيجابية لحقل سياسي يشهد ميلاد حركات أخرى.
  • الأفكار المتجددة
  • تحريك الشارع الصامت ليقول كلمته في التحول الديمقراطي الذي يشهده الجزء المهم من عالمنا العربي، خطوة أولى على الطريق الصحيح لكل حزب أو حركة ذات طابع سياسي، لأنه يثبت فعالية الأدوات المستخدمة في صناعة الرأي الجماهيري، ولكنها خطوة قد تؤدي إلى التفكك عندما يتجاوز المناضلون والمحبون والمتعاطفون مرحلة العاطفة والحماس ليتطلعوا إلى الأفكار الجديدة التي من شأنها أن تجيب عن أسئلتهم المكبوتة. لكل مواطن، مهما كان موقعه الاجتماعي سؤال، وأدوات صناعة الرأي الذكية هي وحدها التي تعرف كيف ومتى تقابل كل سؤال بالجواب المناسب، وفي غالب الأحيان تجهل الأحزاب الأسئلة نفسها فكيف بالإجابات. ولهذا يكون التحدي الأبرز أمام أية حركة سياسية جديدة هو إحداث ثغرة في التصور النمطي الذي يحمله الرأي العام عن الطبقة الحزبية، أي إعادة الوعي إلى وضعه الطبيعي في الحكم على المشاريع ذات الطابع السياسي ولن يتحقق ذلك إلا في اللحظة التاريخية التي تتمكن عندها تلك المشاريع من عرض نموذج القدوة المزود بالأفكار المتجددة والناجعة والخطاب المفهوم اجتماعيا، أي الذي يعكس معاناة الناس وتطلعاتهم الحالية بعيدا عن خط الوعود والأماني، والأهم من ذلك أن يكون بين أيدي تلك الحركات الأجوبة الكاملة عن أسئلة المستهدفين من نشاطها.
  • الأجوبة الكاملة
  • عندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق ويعني ذلك أن الدعوة الاسلامية جاءت لتضبط حياة الناس على الفطرة بعد فترة من الجاهلية. وأمامنا في الجزائر تاريخ كامل من الوطنية والحرية بنته حضارة راقية بعض ملامحها العدالة واحترام حقوق الانسان والعمل لتحقيق السيادة في الملبس والغذاء. ولكن فترة الاستعمار وما سبقها من قابلية للاحتلال الأجنبي فككت الشيء الكثير من تلك القيم وأمعنت مرحلة ما بعد الاستقلال في التفكيك حتى صرنا إلى ثقافة مغلوبة وإلى لغة مسلوبة، إلى سياسة تلغي الآخر وإلى اقتصاد مستورد، إلى فن هابط وإلى أدب يبحث عن ذاته كالتائه في العتمة. تفكيك أخرنا بين الأمم وفتح للفساد ممرات كثيرة وطرح في الشارع أسئلة ملحة: كيف السبيل إلى ضبط النظام السياسي في الجزائر على قاعدة تتمة الأخلاق؟
  • لو تتمكن حركة الوطنيين الأحرار الوليدة من الإجابة عن هذا السؤال بأفكار متجددة وحلول فاعلة، ومن إبراز وجوه جديدة وواعدة وذات مصداقية على المسرح الحزبي الوطني، تكون حقا حركة أخرى تستقطب الوطنيين الأحرار، هؤلاء الذين عليهم أن يتحركوا في عصر يكره السكون.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • khaled

    Nous sommes avec les nationalistes dignes fils de l'Algérie qui cherchent à faire sortir l'Algérie de la crise en prônant l'unité nationale, la justice, le travail, la solidarité, en s'aidant de notre génie dans le strict respect de nos valeurs ARABO ISLAMIQUE, loin des idéologie sionistes matérialistes laïque importées de terres ennemies mécréantes !

  • KARIM

    Merci pour Bechir Mssiitfa pour ses idées efiicaces vous méritez de gérer le pays car vous etes un exemple

  • أعطوا عقول الجزائريين فرصة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أشكر دكتورنا الكريم على المقالات البناءة ,والمجهودات الجبارة في تحليل مشاكل البلاد ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة,,أما أنا يا دكتور فأقول مثلما قال الشيخ التونسي" هرمنا,,هرمنا من ان نكون قوما إمع", فقبل ان نكون مستوردين للاقتصاد لا مصنعين فنحن نستورد الافكار وحتى العادات والتقاليد,لقد اصبح الشباب الجزائري معقد دكتورنا الحبيب,وانا واحد منهم في دولة تائهة,تقول ان الاسلام دين الدولة , وكل البنوك ربوية والمؤسسات التربوية مختلطة و,و,و,و

  • الجزائر جوهرة

    أولا انا أشكر الأستاذ بشير مصيطفى على كل مجهوداته في سبيل توجيه هذه الأمة التائهة .
    ثانيا أنا لا أومن بالأحزاب السياسية مهما كان نوعها وإنما اومن أن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب وبمبدأ الشورى واحترام اراء الناس على اختلافها(فأين نحن من كل هذا؟) ...على العموم السبيل الى التغيير يكمن في الرجوع الى كتاب الله وسنة نبيه المهجورين(تطبيقا وتدبرا)للأسف ولكننا الأسف أمة تهوى البدائل وتقليد أسيادهامع وجودهماعندها
    ثالثا هل كانت الأحزاب السياسية موجودة في عهد النبي المصطفى ؟