-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إختبار عسير..!!

الشروق أونلاين
  • 1086
  • 0
إختبار عسير..!!

ع. فضيل

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل الدول العربية والإسلامية إلى حماية اتفاق مكة الموقّع مطلع الشهر الجاري، بين فتح وحماس، كما دعا المجتمع الدولي إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وعن حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة.. وتأتي دعوة “مشعل” إلى حماية اتفاق مكة بعد تردد أنباء عن تجدد الاشتباكات في غزة بين عشيرتين فلسطينيتين عن خلفية التجاذب والاستقطاب السياسي بين فتح وحماس.والواقع أن اتفاق مكة قبلته بعض الأطراف الفلسطينية على مضض، كما أن موقف إسرائيل من الاتفاق بدا واضحا وعلينا ألا نتوهم أن إسرائيل والولايات المتحدة قد سلّمتا بمضمون الاتفاق أو بشرعية حماس، فهما يحاولان ابتلاع اتفاق مكة مؤقتا إلى حين ترتيبهم المواجهة الإقليمية ضد إيران، ولذلك فهما يحتاجان إلى تشكيل اصطفاف عربي ضد نووي إيران.

وخلال هذه المرحلة ستبقى إسرائيل تحرض الأطراف الفلسطينية على بعضها، وقد تعمد إلى اقتحام غزة لإضعاف شرعية حكومة الوحدة الوطنية، سيما إذا ما أفرج عن الجندي “شاليط” بصفقة مذلة ومهينة لإسرائيل، لأنها ستحاول حينئذ ضرب عدة عصافير بحجر واحد، يعيد لها قليلا من الهيبة ويضعف حركة حماس ويمكنها من السيطرة على الأسلحة النوعية التي توجد بحوزة المقاومة، وهذا سيحقق لها فرض شروط جديدة للعبة السياسية.

إذن، فإن اللعبة الأمريكية – الإسرائيلية واضحة، إنها انتهازية إلى أبعد الحدود، فهي تدرك صعوبة قولها “لا” قاطعة ضد اتفاق مكة، إذ لا تريد إزعاج النظام العربي الرسمي، وتدرك صعوبة التغلب على حركة حماس أو إسقاطها، وقد حاولت مدة سنة ولم تفلح، ضمن هذا التوازن تتلمّس أمريكا خطاها.

فهي ستعمل على فك التحالف والاتفاق بين حماس وفتح، وفي ذات الوقت ستطالب علنيا حكومة الوحدة الإيفاء بالتزاماتها السياسية والأمنية ضد المقاومة، وقد تمارس لعبة المقاطعة ضد حماس والمعانقة مع حركة فتح حتى تعمق الشرخ وتؤلب حماس على فتح والعكس.

ولذلك، فإن المرحلة المقبلة، تعتبر اختبارا عسيرا بالنسبة لحماس وفتح.. وخاصة هذه الأخيرة تحديدا التي يتوجب عليها تأكيد أصول وقواعد الشراكة السياسية والمضي بها إلى المجالات الأخرى مثل السفارات والولاة ومراكز التوظيف التي تسيطر عليها عناصر وإطارات فتح منذ بداية التسعينيات إلى اليوم.

إن الأمر مستعجل لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لوضع مرجعية فلسطينية موحدة في الموقف من الاتفاقات السابقة والمفاوضات مع الاحتلال وزرع الأمل والتفاؤل في نفوس العرب والمسلمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!