-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التربية تحقق إنجازات غير مسبوقة في السنة الثالثة من عهد الرئيس تبون

إدراج الإنجليزية.. تخفيف المحفظة وبكالوريا فنون

نشيدة قوادري
  • 1680
  • 0
إدراج الإنجليزية.. تخفيف المحفظة وبكالوريا فنون
أرشيف

شهد قطاع التربية الوطنية الذي يضم أزيد من 800 مستخدم تحولات وصفت بـ “الجذرية”، في مختلف المجالات خاصة في الشق البيداغوجي، الذي يثير اهتمام شريحة كبيرة من الشركاء الاجتماعيين عموما والأساتذة بشكل خاص، وذلك منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون سدة الحكم، غير أن أبرز ما تحقق من “مكاسب” لصالح الأسرة التربوية خلال سنة 2022، هو إدراج الإنجليزية بالطور الابتدائي لأول مرة في تاريخ التربية والتعليم، لتصبح منافسا قويا للغة الفرنسية بمرحلة قاعدية، ناهيك عن إدماج عدد كبير من عقود ما قبل التشغيل بالمدارس الابتدائية، عبر استحداث رتبة جديدة لفائدتهم. فضلا على التوجه نحو إدراج شعبة جديدة تضاف إلى باقي الشعب، عبر استحداث “بكالوريا الفنون”، في انتظار تجسيد وعود الرئيس بالالتفات إلى الأساتذة، برفع مرتباتهم الشهرية بنسبة 20 بالمائة سنويا.

استقطاب الآلاف من عقود ما قبل التشغيل
وأبرز ما ميز قطاع التربية والتعليم في سنة 2022، هو مواصلة استقطاب الآلاف من منتسبي عقود ما قبل التشغيل من حملة الشهادات الجامعية عبر بوابة “الإدماج، تكملة لما جاء في القرار الوزاري الصادر في ماي 2021، حين افتكت آنذاك مصالح وزارة التربية الوطنية، وبعد أخذ ورد مع مصالح وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ضمن لجنة قطاعية، الموافقة المبدئية لفتح 30 ألف منصب مالي، قصد إنهاء أزمة الإدماج، من خلال تثبيتهم وترسيمهم في مناصب قارة بالمدارس الابتدائية، عبر استحداث رتبة جديدة موسومة
“بموظفي الدعم التربوي”، وهي رتبة “مشرف تربية” سابقا، ليصل عددهم إلى غاية شهر ديسمبر الجاري، 41 ألف مدمج، موزعين عبر كافة التراب الوطني، وفقا لمبدإ الاحتياج، في انتظار تسليمهم مقررات رسمية بمهامهم الجديدة، وهو الأمر الذي تحقق على أرض الواقع، وسيعمل على تحرير الأساتذة من المهام غير البيداغوجية التي لطالما أثقلت كاهلهم على مدار سنوات عديدة، ويخفف الضغط أيضا عن فئة المديرين.

الإنجليزية.. مشروع الرئيس لمستقبل أبناء الجزائر
وفي الشق التربوي البيداغوجي البحت، أثار قرار الرئيس تبون الذي أصدره في 19 جوان الفارط، القاضي باعتماد مادة اللغة الإنجليزية بمرحلة التعليم الابتدائي لأول مرة في تاريخ التربية والتعليم، ارتياحا كبيرا، إذ اعتبر خبراء أن هذه الخطوة حقيقية نحو استقلال القرار التربوي في ستينية الاستقلال، وفاء لدماء الشهداء، شرط أن يتبع بقرارات جريئة في المناهج والبرامج التربوية، خاصة ما تعلق بمواد “الهوية الوطنية”، وقد اعتبرت جهات أخرى أن الإجراء يمهد الطريق لتراجع سيطرة اللغة الفرنسية على المشهد اللساني بالجزائر.
ورغم العراقيل والعقبات التي واجهت مشروع تعزيز الإنجليزية بالجزائر، ورغم الكبح المتعمد من التيار الفرنكفوني، إلا أن الرئيس تبون قرر وبكل سيادة، وكان ذلك في نهاية شهر جويلية الفارط “في لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية”، إدراجها بمرحلة التعليم الابتدائي بصفة رسمية، وبدءا من الموسم الدراسي الجاري 2022/2023، وهي الخطوة التي يعتبرها الخبراء والمختصون استراتيجية على طريق الاتصال اللغوي، لضمان مستقبل أبنائنا في ظل التحولات العالمية، وبداية موفقة لإنهاء هيمنة “لغة فولتير”.
وبالعودة إلى الوراء، كان وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، قد كشف في أوت 2019، في تصريح خص به “الشروق”، عن الخطوط العريضة لمشروع تدريس مادة اللغة الإنجليزية لتلاميذ الطور الابتدائي، حيث أكد آنذاك أنه تقرر تكليف اللجنة الوطنية للمناهج، بإعداد المناهج التربوية، وذلك بالتنسيق مع المعهد الوطني للبحث في التربية، مع الاتفاق مبدئيا على إدراج اللغة الحية في السنة الثالثة أو الرابعة ابتدائي، وهو المقترح الذي أكد الوزير أنه سيخضع للدراسة والتقييم الشامل من قبل خبراء التربية قبل اعتماده والمصادقة عليه.

“بكالوريا الفنون” صقل للمواهب ورفع حضور الفن بالمنظومة
وعلى الرغم من أزمة الوباء التي ضربت الجزائر والعالم بأسره، وتسببت في تعطيل الدراسة والعديد من المشاريع التربوية التي كانت مبرمجة على المديين المتوسط والبعيد، إلا أن السلطات العليا للبلاد لم تتوان في السعي لرفع حضور الفن بالمنظومة التربوية وإعطائه مكانة مرموقة، عبر استحداث شعبة جديدة بمرحلة التعليم الثانوي العام والتكنولوجي تضاف إلى باقي الشعب الست، تمهد لإطلاق “بكالوريا الفنون” أفريل 2022، بغية المرور نحو صقل المواهب الموجودة بالقطاع، غير أن الخطوة قد أثارت الكثير من اللغط في الأوساط النقابية، من الذين اعتبروا القرار جريئا وصائبا، لكنه سابق لأوانه، على اعتبار أن هناك أولويات للنهوض بقطاع التربية، تنحصر أساسا في الاستعجال بتقويم وتشخيص وإعادة هيكلة التعليم الثانوي قبل اللجوء إلى اتخاذ مثل هذه القرارات، بوضع كل الترتيبات المطلوبة، بدءا بالفصل في منظومة “توجيه التلاميذ” من خلال إعادة مراجعتها مراجعة شاملة، فضلا عن إعطاء الضوء الأخضر لإطلاق “البكالوريا المهنية”، التي لم تعرف طريقا للتجسيد.

مشروع تخفيف المحفظة يرى النور في 2022
وبعد معاناة طويلة مع ثقل وزن المحفظة، توجهت وزارة التربية الوطنية، تنفيذا لأحد التزامات الرئيس تبون الـ54، إلى اتخاذ قرارات جديدة وعملية لصالح التلاميذ، دخلت حيز التطبيق في هذا الدخول المدرسي الجاري 2022/2023، عبر بوابة توفير النسخة الثانية من الكتاب المدرسي “كتابي”، لفائدة 3 ملايين تلميذ، وتوفير التجهيزات داخل المدارس الابتدائية.. وهو المشروع الذي رصدت له الدولة ميزانية ضخمة لأجل إنجاحه على أرض الواقع، تلتها خطوة مهمة جدا، تجلت في إطلاق “الكتاب الرقمي” بصيغته المجانية، بتاريخ الـ 10 نوفمبر الفارط، الذي تتطلع من خلاله السلطات العليا في البلاد إلى “عصرنة” القطاع التربوي.
كما يعتبر القرار القاضي بوضع كتب رقمية مجانية خاصة بهذا الموسم الدراسي الجاري، لجميع عناوين الكتب المقررة في مرحلة التعليم الابتدائي بمجموع 44 عنوانا، بما في ذلك التربية التحضيرية، التي يمكن استغلالها على الحاسوب المكتبي، الحاسوب المحمول، اللوح الإلكتروني، الهاتف الذكي، التلفاز، استكمالا للإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية، لتخفيف وزن المحفظة، وتنفيذا لمخطط عمل الحكومة المنبثق عن برنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!