-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إسهامات علماء الجزائر

إسهامات علماء الجزائر

برّر المجرمون الفرنسيون جريمتهم الكبرى في منع الجزائريين من القيام بما فرضه عليهم دينُهم من طلب العلم بافترائهم على الله– سبحانه وتعالى- بأننا لم نُخلق للعلم والتربية. وقد صدّق السفهاءُ في العالم هذا الافتراء، واللهُ– عز وجل- يعلم أنّ الجزائريين بشرٌ ممّن خلق، ومن خالط الجزائريين– قديما وحديثا- يشهد أنّ الفرنسيين المجرمين لمفترُون، والدليل على ذلك ما تعجّ به المؤسساتُ الفرنسية اليوم من إطارات جزائرية عالية في مختلف التخصصات، ولا فضل لفرنسا في تكوينهم، ولو وُفّرت لهم الظروف وعادوا إلى الجزائر لأصاب فرنسا انهيار.

إنّ السفهاء في الجزائر إلى اليوم ما يزالون يصدّقون– بوعي أو بغير وعي- أنّ الجزائريين يصلحون لكلّ شيء إلا للعلم، وقد قال شيخُنا أحمد حماني لأحد الأساتذة: “تحقرون سلعة بلادكم”.

وتسفيها لفرنسا المجرمة في افترائها نظّم قسمُ اللغة العربية في المدرسة العليا للأساتذة مبارك الميلي ببوزريعة ملتقى وطنيا بعنوان “إسهامات علماء الجزائر في الدراسات القرآنية واللغوية عبر العصور”. وذلك يومي الأربعاء والخميس (23- 24/ 11/ 2022). وكان المشرف على الملتقى هو الدكتور يوسف نواسة، الذي بذل جهدا كبيرا في توصيل الخير إلى قلوب الجزائريين وعقولهم، عن طريق التدريس، والكتابة في الصحف، وتأليف الكتب، والإمامة، والمشاركة بالمحاضرات في المنتديات والتلفزيونات والإذاعات مطبِّقا قول الله– عز وجل- لعبده ورسوله– عليه الصلاة والسلام: “فإذا فرغت فانصب وإلى ربّك فارغب”، على عكس بعض الأساتذة الذين ما إن “تدَكْتَروا” حتى جفّت أقلامُهم، ونشف ريقُهم، وابتلعوا ألسنتهم، فلا تحسّ منهم من أحد ولا تسمع له رِكْزا.

لقد شرّفني الدكتور يوسف بدعوتي إلى المشاركة في هذا النشاط، فلبّيتُ الدعوة رفقة الدكتورين النشطَيْن عبد المالك بوعمرة سونة، وعبد الكريم حمادوش، الذي شارك بمحاضرةٍ قيّمة عنوانها “جهود شيوخ الإقراء المعاصرين في الجزائر”، وإن مستقبل هذا العلم هو في الجزائر كما قال شيخُ قراء سوريا كريم راجح.

لقد قُدّم ستٌّ وعشرون مداخلة، نصفها من قِبل أستاذات فضليات، فأثبتن سفاهة من كتب كتابا عنوانه “الإصابة في منع تعليم النساء الكتابة”، وسفاهة من تقوَّل على رسول الله– عليه الصلاة والسلام- من أنّه قال: “لا تعلّموهنّ الكتابة ولا تُسكِنوهنّ الغُرف”.

لقد تذكّرتُ وأنا أتجوّل في هذه المدرسة الهدفَ الذي من أجله أسَّستها فرنسا، ورمزها في هذا الميدان، وهو المجرم “جول فيري” وذلك لإعداد “الجنود” الذين يقتلون الجزائريين فكريّا كما يقتلهم العسكريون مادّيًّا.

لقد صمد آباؤنا في وجه المخطّطَيْن الفرنسيين الفكري والمادّي، وواجهوهما بإيمان ورجولة، وذاقوا في سبيل إفشالهما الأمرّين، ومن هؤلاء الصامدين من أطلق اسمه على هذا “الوكر” أعني الشيخ مبارك الميلي.

وصدق الإمامُ ابن باديس القائل: “إنّ تربة الجزائر طيّبة إذا واتتها الظروف”. وإذا كانت فرنسا المجرمة أسَّست جامعة واحدة طيلة وجودها في الجزائر ولأبنائها بالدرجة الأولى، ففي كلّ ولايةٍ الآن جامعة وبعض الولايات بها ثلاثُ جامعات، فضلا عن المدارس العليا، ولا يوجد فيها جميعا أستاذٌ فرنسيٌّ واحد، فاللهم لك الحمدُ والشكر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بوزيدي

    بارك الله فيك ياسليل الشيخين رضي الله عنهما . لا فض فوك ولا بر من جفوك. ولا جف حبر قلمك .امين