-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أحزاب اختفت من المعترك وأخرى ولدت كبيرة

إعادة هيكلة المشهد السياسي وفق الاستحقاقات الأخيرة

محمد مسلم
  • 991
  • 0
إعادة هيكلة المشهد السياسي وفق الاستحقاقات الأخيرة
أرشيف

ارتسمت الخارطة السياسية خلال الخماسية المقبلة على الأقل، بعد إعلان السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية للانتخابات المحلية المسبقة، وكان لافتا فيها اختفاء بعد الأحزاب العريقة، بالإضافة إلى أخرى كانت نتيجة وضع سياسي افتراضي، فيما سجل بروز أحزاب أخرى باتت قادرة على مقارعة الكبار.

وبينما حافظت الأحزاب الموصوفة بالكبيرة على مواقعها في المشهد، على غرار كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وحركة مجتمع السلم، وحركة البناء وجبهة المستقبل وجبهة القوى الاشتراكية، غابت أحزاب أخرى عريقة، مثل جبهة العدالة والتنمية، وحركة النهضة وبدرجة أقل حركة الإصلاح الوطني، وهي الملاحظة التي تنسحب أيضا على حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحزب العمال المقاطعيْن للحدث الانتخابي.

وتعتبر الانتخابات المحلية الأخيرة آخر استحقاق في المرحلة الراهنة، وقد أعقبت الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ظل دستور جديد، ويمكن القول إنها كرّست الخارطة السياسية التي أفرزتها التشريعيات الأخيرة، باستثناء الحضور اللافت لحزب جبهة القوى الاشتراكية، الذي عاد من المقاطعة.

ورسّمت نتائج الانتخابات المحلية الوفاة غير المعلنة لأحزاب كانت توصف بأنها كيانات مساعدة للأحزاب التي كانت تدور في فلك السلطة، والإشارة هنا إلى كل من حزب تجمع أمل الجزائر “تاج”، الذي أنشأه وزير الأشغال العمومية الأسبق، عمار غول، وكذا “حزب الحركة الشعبية” التي أنشأها الوزير الأسبق، عمارة بن يونس.

الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي بدورها، لم تكن استثناء في التغيرات التي تطبع المشهد السياسي، فحركة النهضة التي كانت خلال عشرية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة من الأرقام الصعبة في المعادلة السياسية، هي اليوم غائبة تماما عن المجلس الشعبي الوطني، وكذا المجالس الشعبية البلدية والولائية، بسبب عجزها عن توفير شروط المشاركة في الانتخابات حتى، ما يعكس حالة الضياع التي تعاني منها.

ما يقال على حركة النهضة، ينسحب على حزب جبهة العدالة والتنمية، التي يرأسها الشيخ عبد الله جاب الله، فهذا الحزب عجز عن جمع التوقيعات من أجل الترشح في الانتخابات التشريعية كما في المحليات، أما حركة الإصلاح فكان اختفاؤها متوقعا في ظل مغادرة كوادرها المعروفة منذ الصراع التنظيمي الأخير.

وإن كان اختفاء حزبي الوزيرين المدانين بتهم فساد، عمارة بن يونس وعمار غول، منتظرا في ظل التطورات التي عاشتها البلاد منذ 2019، منتظرا، لكونها وصفت من قبل المراقبين بأنهما حزبا أشخاص تمّ إنشاؤهما في مرحلة ما، من أجل اقتسام كعكة المشاركة في السلطة، إلا أن السقوط المدوي لأحزاب التيار الإسلامي المنحدر من تركة حركة النهضة التاريخية خاصة، يبقى غير مفهوم، وإن كانت القراءة الأوليّة تشير إلى عدم قدرتها على مواكبة حركية المشهد السياسي، الذي شهد ميلاد أحزاب أخرى قادرة على مجاراة الأحداث.

ويشار هنا إلى حركة البناء الوطني، والتي تمكنت من مقارعة، بل ومزاحمة الحركة الأم، حركة مجتمع السلم، ويرجع الفضل في ذلك، وفق بعض المراقبين، إلى الإستراتيجية التي تبناها حزب عبد القادر بن قرينة، والقائمة على استقطاب الوجوه من خارج بنائه المؤسساتي، وهو ما ساعده على تجاوز أحزاب أعرق منه، خلال الاستحقاقات الثلاثة الأخيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!