-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حفر عشوائي للخنادق وفضلات في كل مكان

إفطارات جماعية تحول الشواطئ إلى مكبات للنفايات

سيد أحمد فلاحي
  • 497
  • 0
إفطارات جماعية تحول الشواطئ إلى مكبات للنفايات
أرشيف

منذ أول أيام شهر رمضان المعظم، يعرف ساحل ولاية وهران، توافدا غفيرا للعائلات التي فضلت أخذ وجبة الإفطار على الشواطئ، لكسر الروتين اليومي، غير أن النتيجة كانت وخيمة على البيئة، بحسب ما أكدته العديد من الجمعيات التي تعنى بالبيئة والطبيعة، نظرا للنفايات المتناثرة هنا وهناك، وتشويه الوجه الجمالي للشواطئ، نتيجة مخلفات ما يصطلح على تسميته الإفطار الجماعي، الذي صار موضة في السنوات الأخيرة، من دون أن يرافقه في كثير من الأحيان، اهتمام بالنظافة ورفع مخلفات الإفطار.
وفي هذا الصدد، أفاد السيد “ن. عز الدين”، عضو من جمعية “مرايا” التي تعنى بالبيئة والطبيعة، بأن المشكل ظهر مع بداية شهر رمضان، الذي تزامن مع العطلة المدرسية، وهو ما شجع العائلات على تنظيم جلسات إفطار جماعي على الرمال، ولم ينته مسلسل التخريب عند هذا الحد، بل تم حفر خنادق كثيرة وحفر يصعب ردمها، لأن هؤلاء استخدموا معاول وفؤوسا من أجل إحداثها، لتحويلها إلى طاولات وكراسي رملية ثم تغطيتها بالقماش، ما بات يهدد سلامة المارة عند تخييم الظلام، كما أن فكرة إشعال الأنوار بواسطة شموع توضع داخل قارورات بلاستيكية، تمخض عنها مع مرور الوقت بقاء مئات القوارير البلاستيكية التي لا تتحلل، وتبقى في هيئتها تلك حتى بمرور عقود، والمشكل الأكبر، أنه حتى أعوان مصالح النظافة لا يمكنهم دخول الشاطئ بواسطة الشاحنات الكبيرة، ما زاد الطين بلة. والأغرب من كل ذلك، أن هناك من يضرم النيران في جذوع الأشجار للحصول على الدفء ومنظر رومانسي، زيادة على تنظيم حفلات شواء، غير أنهم يتركونها هناك ويغادرون المكان، غير مبالين بخطورة تفاعل النيران مع هبوب الرياح، وهي كلها سلبيات كان من الأجدر التخلي عنها، لأن الشواطئ أماكن عمومية، وجب تنظيفها أو على الأقل تفادي تلويثها، لاسيما وأن موسم الاصطياف يقترب ويمكن للكثير من تلك السلبيات أن تؤثر على موسم الصيف وتزيد متاعب عمال النظافة، يقول المتحدث باسم الجمعية.
من جهتها، جمعية المحافظة على الحيوان، كانت قد أشارت إلى انعكاسات تلك الجلسات على البيئة والحيوان معا، خاصة أنه يتم رمي الكثير من المخلفات الصلبة والمعدنية في البحر، فيكون الاحتكاك مع الأسماك والإضرار بها، وهو ما يستوجب تفعيل قانون العقوبات لصد كل المخالفين ومعاقبتهم على أفعالهم التي تضر بالحيوان، يقول نفس المتحدث.
بالمقابل، ذكر شاب كان يجهز أغراضه من أجل الإفطار على شاطئ الأندلسيات، أن فكرة الإفطار على الشاطئ كانت في بدايتها قبل سنوات، ممتعة ومميزة، لأنه كان هناك قلة فقط من العائلات أو الأصدقاء من يفضلون هذه الخطوة، لكن اليوم بعد التوافد الكبير للزوار، تفشت الفوضى وزادت المساوئ، نتيجة غياب الوعي وروح المسؤولية عند الكثير، يقول نفس المتحدث.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!