-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
باتت طريقا للنجاح والتفوق في المسار الدراسي

إقبال كبير على المدارس القرآنية الصيفية

كريمة خلاص
  • 1557
  • 0
إقبال كبير على المدارس القرآنية الصيفية
أرشيف

هم أطفال وشباب في عمر الزهور اغتنموا العطلة الصيفية لتعلم القرآن والانتفاع به في الدّارين.. اختاروا تجارة رابحة مع الله وملؤوا وقت فراغهم بالذكر بعيدا عن “إغراءات” الإنترنت ومتاهاتها… علموا أن القرآن طريق النجاح والتألق والتميز، ويساعد بامتياز في المسار الدراسي، فانضموا بكثرة إلى مختلف الأقسام التعليمية الصيفية عبر جميع ولايات الوطن التي تشهد إقبالا متزايدا بشهادة القائمين عليها…
ويؤكد الآباء الذين تحدثنا إليهم، تحفيز القرآن لأبنائهم على الجد والاجتهاد والحرص على استثمار الوقت في ما يرضي الله، خاصة في وجود روح جماعية تدفعهم دوما نحو المزيد، وخارج أوقات المدرسة الصيفية يسعى حفاظ كتاب الله إلى تدارس معانيه ومراجعته بمعية الأهل ومتابعة يومية من قبلهم، لإعانتهم على عدم النسيان.

هكذا غير القرآن يوميات الأطفال إلى الأحسن
وتروي لنا “أم حذيفة” كيف غيّرت المدرسة القرآنية الصيفية يوميات أبنائها الثلاثة إلى الأحسن فأصبحوا يحرصون على المطالعة والمراجعة اليومية لكتاب الله في منافسة كبيرة بينهم ومع زملائهم.
ووسّعت المدرسة القرآنية- تقول أم حذيفة- آفاق ابنائها الذين باتوا يتطلعون إلى الاجتهاد في الدراسة وتعزّزت معارفهم من خلال مطالعة الكتب الخارجية والانضمام لمجموعات الكترونية في بعض المواد التي يواجهون فيها صعوبة.
فالمدرسة، كما تقول، لم تلقنهم علوم القرآن فقط وإنّما زرعت فيهم روح محبة العلم والتفوق فيه، مع نشاطات ودورات في “السوروبان” والرياضيان واللغة العربية.
وتوفر العديد من المساجد والمدارس القرآنية وكذا مدارس جمعية العلماء المسلمين فرصا ذهبية للأطفال والشباب للالتحاق بصفوفها وتدارس كتاب الله وحفظه بإشراف أئمة وأساتذة أجلاء متخصصين في العلوم الشرعية، حيث يسهرون على توجيه وتلقين المريدين كل اساليب الحفظ السهلة وتصويب أخطائهم وزلاتهم.

إقبال كبير على مدارس القرآن في العطلة الصيفية
“الشروق” تحدّثت إلى مراد خيشان، إمام مسجد أسامة بن زيد ومدير دار القرآن الشيخ أحمد سحنون بحي الوئام ببئر مراد رايس بالعاصمة، الذي أكّد الإقبال الكبير والمتزايد من قبل مختلف الفئات خاصة المتمدرسين الصغار والشباب وكذا بعض النساء والأمهات.
وأفاد خيشان بأن المدرسة تساهم في احتواء واحتضان الأطفال من وحل الفضاء الأزرق، فالمدارس القرآنية، كما وصفها رسول الله، هي الحال المرتحل بمعنى أنّ الانسان عندما ينتهي من ختمة يبدأ بعدها مباشرة بختمة أخرى خلال السنة وهكذا دواليك.

1400 تلميذ موزعين على 53 قسما
وأوضح مراد خيشان أنّ المدرسة انطلقت في التسجيلات القرآنية الصيفية مع بداية شهر ماي الفارط وانطلقت في الدراسة الفعلية بتاريخ 11 جوان، حيث بلغ عدد المسجلين بها ما يفوق 1400 تلميذ موزعين على 53 قسما، وتستمر نشاطات المدرسة إلى غاية نهاية شهر جويلية وبداية أوت المقبل.
وتستقبل المدرسة التلاميذ من جميع الأعمار من 6 سنوات إلى الأمهات والعاملين والعاملات واللافت للانتباه أنّ النشاط كبير والإقبال منقطع النظير، حيث يتضمن البرنامج نشاطات متنوعة منها تحفيظ القرآن وبعض الأحاديث من الأربعين النووية، كما يحظى الأطفال الصغار بنشاطات ترفيهية أخرى مثل الأشغال اليدوية والطباخ الصغير والسوروبان وقراءة قصّة ورحلات ترفيهية وغيرها من الجوانب الترفيهية التربوية والتثقيفية.
وتفتح مدرسة القران الصيفية ببئر مراد رايس أبوابها للدراسة يوميا من الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء وفق جدول زمني خاص بكل قسم، فهنالك من يختار الفترة الصباحية وهنالك من يختار الفترة المسائية وهنالك حتى من يسجل نفسه في قسمين لتسريع الحفظ والمراجعة.
وكشف محدثنا عن وعي بالغ من الأولياء بأهمية القرآن في حياة وتنشئة أبنائهم، فهم قلقون من الأوضاع الاجتماعية وما يولّده الفراغ الذي هو أساس كل مفسدة للمرء وأي مفسدة، كما أنّهم يتخوفون من بعض الآفات والانحراف الذي يسود بعض الشباب في المجتمع ويخشون وقوع أبنائهم ضحية له.
وأكّد خيشان أنّ ممّا لا شك فيه أنّ حفظة كتاب الله من المتفوقين في الدراسة بشهادة المديرين والمعلمين فالتلاميذ الحافظون للقرآن متفوقون ومتميزون ويجمع الأساتذة على عدم وجود صعوبات معهم في التعلّم، وهذا ربما مؤشر آخر حفز الآباء على توجيه أبنائهم نحو حفظ القرآن لتنشيط ذاكرتهم وتدريبها على التركيز والحفظ.

هذا ما يغرسه القرآن في الأطفال والشباب
أما الأستاذ عمار رقبة الشرفي، مدير معهد “اقرأ” للقرآن وعلومه بباب الزوار في العاصمة فتحدث في تصريح لـ”الشروق” عن الآثار الايجابية والطيبة للقرآن في حياة الأجيال، حيث قال: “لاشك في أن القرآن أثره كبير في حياة المسلم بشكل عام وعلى الناشئة بشكل خاص لأنّه يرسم ملامح هذا التوجه الذي يغذي الجانب العلمي والروحي عند الطفل في بداية حياته ولا شك كذلك في أن أثر القرآن وانعكاسه على التحصيل العلمي والناتج الدراسي كبير بدليل أن المتفوقين في مختلف الشهادات الدراسية خاصة البكالوريا هم من حفظة القرآن في مختلف مدن الجزائر”. وأضاف رقبة: “دائما ما كنت أقول للطلاب أن فوائد القرآن عديدة، منها بالأساس الطمأنينة، مصداقا لقوله: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.. فإذا ما استراح الطالب نفسيا استطاع أن يفكر ويكتب ويحفظ ويتعلم حينها بشكل هادئ ومتوازن، فالقرآن يعطي توازنا، كما أنه يتعامل مع مختلف أنواع الذاكرة وهذا مفيد في تحصيل العلوم الأخرى. لذا، نجد من يستطيع حفظ القران لا يعجزه بعدها أن يحفظ مقررا دراسي في إي مادة، خاصة أنّ القرآن يجعل الذاكرة مرنة ويجنبها الخمول وهذا مفيد جدا أيضا للنفسية التي تنعكس إيجابا على غيرها من النفسيات بداية بالصحبة الصالحة والتنافس إلى الطموح العالي، حيث يربي الأجيال على الطموح للفوز بالفردوس وأن يلبس والديه تاج الوقار وأن يكون من ختمة وخدمة القرآن”.
ويضاف إلى ذلك، النماذج الحسنة التي تشرف على تأطير القرآن وهذا ما نجده من أطباء وصيادلة ومهندسين وأساتذة في كليات مختلفة وانعكاس الحفظ على نجاحهم في وظائفهم والأنشطة التي يقومون بها، فيعطي صورة حسنة للتلميذ ليطمح أن يكون في هذا المصف”.

زيادة الإقبال في العطلة الصيفية
وأكّد المتحدث أن تجربة معهد “اقرأ” مع القرآن على مدار السنة كاملة، لكن الإقبال يزيد في العطلة الصيفية لعدم ارتباط المسجلين بها بالمدرسة والجامعة النظامية فيتم على ضوء ذلك برمجة نشاطات خاصة وحصص إضافية وأقسام أخرى، لاستيعاب الطلب المتزايد للحفظ من حيث زيادة الوقت والأنشطة التي ترافق حفظ القرآن الذي يرسم بأهداف محددة “مقدار الحفظ والأحكام والأنشطة المرافقة مثل التخييم والرحلات التعليمية والترفيهية والأنشطة الداخلية الاجتماعية والثقافية التي يسعى المعهد من خلالها إلى تحقيق الأهداف الكبرى للشخصية القرآنية المتوازنة، التي تستطيع أن تنجح بالقرآن الكريم، وأن تنفع بلدها وأن تعيش بالقرآن لترتقي بهم.

أطباء وصيادلة ومتفوقون يعلمون القرآن
وقال عمار رقبة الشرفي: “لدينا نماذج كثيرة لأطباء وصيادلة وموثقين ختموا القرآن الكريم، وهم الآن يدرسون القرآن ويكونون قدوة يحتذى بها، حيث يجد الطالب أن من يعلمه القرآن طبيب أو صيدلي ممارس في الميدان، وهذا يحفزه على النجاح أكثر ويكسر أيضا الصورة النمطية التي كانت تحصر في كثير من الأحيان القرآن في الجنائز، وتجعله على هامش الحياة، وأثبتوا أن القرآن يمكن أن يكون في جميع مسارات الحياة.”
ويستقبل معهد “اقرأ” أزيد من 700 مسجل، إناثا وذكورا، حيث يكيّف برنامجه في الصيف ليتماشى مع الأوقات المتاحة والملتحقين الجدد في الدورة الصيفية، ويصنفهم ضمن 12 مستوى موجودا في المدرسة بين التلقين والمبتدئين والمتمدرسين والمتميزين والخاتمين والمثبتين أو من هم في مرحلة الإجازة.
وانطلقت الدورة في بداية جوان وتختتم نهاية جويلية، ويصاحب هذا البرنامج مخيم صيفي خاص بالطلبة الحفظة وبرنامج شخصيات حافظة كزيارة للمعهد والاحتكاك بهم لصنع نماذج وقدوات للطلبة وكذا زيارات لمعالم وأنشطة واحتفالات بمن حفظوا وتكريمات، إضافة إلى جوانب تعليمية كالطهارة والصلاة ونماذج عن أمهات الصحابة ونساء الصحابة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!