إقبال واسع للجزائريين على اقتناء الأضاحي بالتقسيط

لاقت عروض بيع الأضاحي بالتقسيط إقبالا واسعا في أوساط المواطنين والموظفين على اختلاف مجالاتهم، ووجدوا فيها ملاذا من الغلاء الذي عمّ مختلف الأسواق في ظل المداخيل المحدودة.

وانتشرت ثقافة البيع بالتقسيط في السنوات القليلة الماضية بعد حسم الجدل الذي رافقها بخصوص جوازها وفتاوى أهل العلم الذين أفتوا بجوازها في حال كانت خالية من الربا وقدرة الفرد على التسديد بوجود مدخول شهري مستقر ومضمون، وهو ما زاد الإقبال عليها بشكل لافت هذا العام.
“الشروق” تنقلت إلى مؤسسة الجزائرية للحوم “ألفيار” ببئر توتة غرب العاصمة، التي قدّمت عروضا متفاوتة لمختلف المؤسسات التي تعاقدت معها تبدأ من 45 ألف دج وتقسط على مراحل حسب نوعية الاتفاقية التي تجمع بين الطرفين.
وقد وقفنا على الإقبال الكبير للمواطنين مع بداية الساعات الأولى للصباح أين تنقلت عائلات بأكملها لاختيار الأضحية واللافت هو حضور العنصر النسوي الذي جاء للإطلاع على مختلف العروض.
وأجمع المواطنون أنّ صيغة البيع بالتقسيط مكّنتهم من إحياء سنة الرسول والأنبياء وتلبية احتياجاتهم الأخرى، فتقسيم المبلغ على دفعات يجعلهم في أريحية من أمرهم، خاصة مع ارتفاع الأسعار هذا العام مقارنة بالسنة الماضية أو التي سبقتها.
وصنّفت “ألفيار” الأضاحي في اسطبلات حسب سعرها ابتداء من 45 ألفا و55 ألفا و68 ألفا و90 ألفا… وكل زبون يحدد خياره وفق ما تتيحه له إمكاناته، حيث أكّد من تحدثنا إليهم أنّ الأسعار في هذه النقطة العمومية أقل وأفضل من العروض التي يقدمها الخواص عبر مختلف نقاط البيع.

موالون يعتمدون البيع بالتقسيط
بدورهم الموالون الخواص وجدوا في عيد الأضحى فرصة لإنعاش تجارتهم التي يهدّدها الغلاء فاعتمدوا هم أيضا صيغة البيع بالتقسيط على أن يتم تسديد المبلغ نهائيا في فترة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر، وفق العروض الرائجة على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي…
وفي هذا السياق، أفاد صاحب مزرعة الإخوان مجراب بسكيكدة في اتصال مع الشروق أن العروض التقسيطية تخص العاملين في قطاع الوظيف العمومي والأشخاص ذوي دخل شهري ثابت مع كشف الراتب للأشهر الثلاثة الأخيرة.
وأضاف محدّثنا أنّ المعني يدفع نصف المبلغ في البداية على أن يتم بقية المبلغ على 3 أقساط، ولأجل ذلك يوقع الزبون التزاما وتعهدا يصادق عليه في البلدية. وأرفق صاحب مزرعة الإخوان مجراب الإعلان عن الانطلاق في البيع بهذه الصيغة بفيديو توضيحي يبرز الكيفية العامة.
وبدوره أعلن صاحب الصفحة الفيسبوكية “تقرت لبيع الأضاحي” عن الانطلاق في البيع بالتقسيط، حيث أرفقها أيضا بجميع الخطوات الواجب القيام بها للاستفادة من هذه الصيغة، مع تمديد مدة التقسيط إلى 6 أشهر نظرا لارتفاع الأسعار كما أورده في منشور خاص له ومراعاة لإمكانات الموظفين وأرباب العائلات.
وأرفق مختلف الموالين وبائعي الأضاحي إعلاناتهم على مواقع التواصل بأرقام الهواتف للاتصال ونشروا صورا عن الماشية المعروضة وأسعارها.

الأمر جائز شرعا ومحبب للحفاظ على السنن
وقال الأستاذ محمد الأمين بلغيث، في تصريح للشروق، أنه في ظل الغلاء من الصعب جدا على المواطن توفير المبلغ كاملا لاقتناء الأضحية التي أصبحت تضحية بكثير من رغباته وكمالياته، غير أن الإنسان يتحرى الأمر قدر المستطاع وبما يتاح له من إمكانات حلال.
وقال بلغيث رغم أن الأضحية سنة، إلا أنه لا يصح إلغاؤها مطلقا، لأن البعض يرى انه بدل الذبح يمكن شراء كمية من اللحم وهذا يعني أن الأضحية بالنسبة إليهم عادة وليست عبادة.. يجب أن نحرص على هذه العبادة ولو كانت سنة للتقرب إلى الله تعالى كما يتقرب الناس إلى الله بعبادات سنية أخرى.
ويرى الأستاذ بلغيث ان ترك هذه السنة بحجة الغلاء في حين تقدم بعض الكماليات الحياتية الأخرى يتسبب في ترك هذه السنة العبادات ويتسرب التميع والتسيب في الاستقامة والتعبد لله تعالى وهكذا نفقد تدريجيا الدين مثلما ضاع في بني اسرائيل.
وقال “لا نجعل من الغلاء سببا في ترك السنة والأضحية، لأنّنا نشتري بالمقابل هاتفا بالملايين وتلفازا وغيرها من الأمور التحسينية على حساب الأضحية وهي أمور تستحق الأضحية تركها لأجلها.. فإحياء السنن في آخر الزمان من أعظم الأعمال”.