-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إلى العائدين في رمضان

سلطان بركاني
  • 5535
  • 0
إلى العائدين في رمضان
الأرشيف

مضى أسبوع كامل عن أوّل مرّة بدأنا فيها حديثنا عن رمضان.. توالت الأيام وتتابع الحديث عن الاستعداد لشهر التّوبة والرّضوان، وها نحن اليوم نعيش –بفضل الله- ساعات أوّل أيام شهرنا الفضيل الذي طالما انتظرناه وكلّنا أمل في بدء حياة جديدة، نقبل فيها على طاعة الله، نرجو عفوه ورضاه.. كثير هم أولئك الذين أعلنوا التّوبة ليلة أمس، وأجابوا نداء الفطرة في نفوسهم، وعقدوا العزم على أن يكون رمضان هذا العامّ محطّة فارقة في حياتهم. ولا شكّ أنّنا وهؤلاء جميعا أحوج ما نكون إلى كلمات تعيننا على تحقيق ما نرجوه ونصبو إليه من توبتنا.

إخواني وأحبابي الشبابّ.. يا من تبتم وعدتم إلى الله في رمضان.. جميعنا نخطئ ونتوب ونسيء ونؤوب.. ليس بيننا معصوم يستغني عن التّوبة، لذلك أحدّثكم وأنا واحد منكم، لأوصيكم ونفسي بالصّدق مع الله في التّوبة، أوصي نفسي وكلّ واحد منكم أن يعقد العزم على أن تكون توبته في رمضان هي آخر عهد له مع حياة الغفلة والتّفريط والعصيان.

إنّ أغلى يوم في حياتكم هو هذا اليوم الذي عدتم فيه إلى ربّكم، فإياكم إياكم أن تنسوه فتعودوا إلى ما كنتم عليه. اسألوا الله الثبات. تزوّدوا في هذا الشّهر من الطّاعات، ولا ينبغي أن تغرب شمس يوم من الأيام إلاّ ولكم فيه طاعة من الطّاعات التي تكفّرون بها ذنوبكم وتغسلون بها خطاياكم. صلّوا صلواتكم وادعوا الله بالثبات. اتلوا القرآن وادعوا الله بالثبات. تسحّروا وادعوا الله بالثبات. أفطروا وادعوا الله بالثبات. فالدّعاء الدّعاء إخواني الشبابّ؛ فإنّ قلوب العباد بين يدي الله يقلّبها كيف يشاء، وإذا رأى منكم الصّدق ووجد منكم الإلحاح في الدّعاء فإنّه سيثبّت أقدامكم في رمضان وبعد رمضان ((وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)) (محمّد، 17). 

لا تنسوا أيها الأحبّة نعمة إدراك رمضان. لا تنسوا فضل هذه الأيام. لا تنسوا أنّ أجور الحسنات تضاعف إلى أضعاف لا يعلمها إلا الله، يقول إبراهيم النخعي عليه رحمة الله: “صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة “. فيا لله ما أعظم فضل الله!. لا ينسينّ أحد منكم إخوتاه أنّ رمضان هذا العام يمكن أن يكون آخر رمضان يصومه، فليكن رمضانَ الذي يعتق فيه من النّار ويفوز برضا الله العزيز الغفّار.

إنّ الحياة -أحبّتي الشّباب- لن تحلو ولن تطيب إلا بالاستقامة على دين الله، إلا بطلب رضا الله. لن تحلو الحياة إلا بحثّ الخطى إلى المساجد، إلا بثني الرّكبتين أمام كتاب الله، إلا بغضّ السّمع والبصر واللّسان عن محارم الله. مهما كانت هموم الدّنيا وغمومها فإنّ قلب العبد المستقيم على طاعة الله في راحة وطمأنينة، لأنّه يعلم أنّه يعيش أياما معدودة في دنيا زائلة فانية.

إنّها الحياة الحقيقية؛ حياة يحسّ فيها العبد أنّه يقترب من رضا ربّه الكريم، يحسّ فيها أنّه عمّا قريب سيقف بين يدي ربّه الغفور الرّحيم، عمّا قريب سيرتاح من هموم الدّنيا وغمومها وآلامها، ويحطّ رحاله في جنّة لا يفنى نعيمها. لا همّ فيها ولا غمّ، لا تعب فيها ولا نصب، ولا جوع ولا ظمأ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!