-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إنها نهاية “السلام” مع الكيان

إنها نهاية “السلام” مع الكيان

الكيان الذي يقوم بهذه الممارسات المنهجية ضد أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا، أي سلام معه؟ أيّ تبرير يستطيع تقديمه دعاة السلام مع هذا الكيان وهم يرون ما يرون؟ كيف يستطيعون الجلوس معه إلى طاولة واحدة وهو الذي يفعل ما يفعل؟ بأي عين ننظر إليه وهو الذي كان أعمى في النظر إلى أبنائنا ونسائنا وإخواننا ومزّقهم إلى أشلاء بلا شفقة ولا رحمة؟ أيّ مصالح مشتركة بيننا وبينه وهو الذي تجاوز كل الحدود بحثا عن تحقيق مصالحه الظالمة غير آبهٍ بكل ذلك التنازل الذي قدّمه له بعضُنا وقبلوا بقسمة الأرض والعيش معه؟ هل بقي من مبرر للذين مدّوا له يد السلام والعفو وقبلوا بالتفاوض على جزء مما سرقه منا بقوة الحديد والنار؟ ألا يخدع هؤلاء أنفسهم وهم يبحثون عن عبارات ملائمة لدعوته إلى التوقف عن جرائمه، وإبادته وحصاره لإخوةٍ لنا في الدين والأرض والعرض والإنسانية؟
ماذا لو فعلت “حماس” في أبناء الصهاينة ما فعلوه هم في أبنائنا؟ ماذا لو حاصرت مستشفياتهم ومَنعت عنها الأكسجين والدواء والماء وقتلت رُضَّعها ونساءها الحوامل؟ ماذا لو استمرت “حماس” في دكِّ مساكن المستوطنين على رؤوسهم طيلة أربعين يوما من دون توقف؟ ماذا لو حاصرت مليوني صهيوني في مساحة ضيِّقة وشرعت في قتلهم ببرودة يوما بعد يوما؟ ماذا لو حدث هذا لهم؟ هل سيكون موقفهم مثل موقف الكثير منا؟ هل سيكتفي العالم بمجرد تنديدات وتصريحات هنا وهناك؟ هل سيقف الأمريكان والأوروبيون مكتوفي الأيدي يتفرّجون ويتباكون وأحيانا يؤيدون؟ أم أنهم سيتكاتفون ويعلنونها حربا بلا توقف على من فعل هذا بحليفتهم؟
أما نحن فمازالت سفارات هذا العدو المتوحِّش مفتوحة بعواصم بعض بلداننا.. ومازال الكثير يختار كلماته اختيارا ليعبِّر عن موقفه تجاه ما يحدث، في مذلةٍ لا مثيل لها وانتكاس غير مسبوق؟ هل يظن هؤلاء أن الغرب سيحترمهم وسيتعامل معهم كأنداد وسينظر لهم كشركاء حقيقيين؟ هل يظن هؤلاء أن الغرب سيُدمجهم بهذا السلوك المشين في حظيرة أممه؟ أم أنهم مازالوا يُصدِّقون مدحه إياهم بأنهم قد أصبحوا جزءا من العالم الغربي المتحضر القائم في وجه التخلف والظلامية والعالم الحر، فقط لأنهم وقفوا ضد فصيل مقاوم اسمه “حماس” كما وقفوا هم ضده؟
إنها بحق ساعة فارقة في تاريخنا المعاصر تتجلى أمام أعينا اليوم بكل تفاصيلها.. وهي أيضا ساعة فاصلة بكل المقاييس.. ستفصل بين زمن وآخر، بين جيل وآخر، بين موقف وآخر…
لقد قُضي اليوم على ما بقي من فكرة إمكانية قيام سلام مع هذا العدو المتغطرس، لقد قُبرت تماما هذه الفكرة تحت ركام مساكن الأبرياء في غزة، وتم وأدُها تحت التراب مع كل خديج لفظ أنفاسه من نقص في الأكسجين… لن يغفر أطفال اليوم وشباب الغد ورجال ما بعد الغد لهؤلاء الصهاينة ما فعلوه بأمَّهاتهم وآبائهم وأرضهم وبلدهم.. لن يتعاملوا معهم بعد اليوم كبشر يريدون الحياة إلى جنبهم وقد تعاملوا معهم في هذه الحرب الظالمة، ككائنات دون مستوى البشر.. لقد قوّض الصهاينة اليوم كل جهود محاولة التعايش السلمي.. لقد وقّعوا وثيقة نهاية وجودهم في المنطقة اليوم قبل الغد.. ومعهم يكون كل مَن والاهم أو صادقهم أو اقترب منهم أو فتح الأبوابَ لهم قد وَقَّع هو الآخر وثيقة نهايته.. إن المستقبل لن يكون أبدا مع مثل هؤلاء المرضى من الصهاينة المتغطرسين مهما بدوا اليوم في موقع قوة، ومهما بدا حلفاؤهم اليوم كذلك..
لم يبق كثيرٌ لِيَدفع الظالم ثمن ظلمه، وليحاسَب كل من تحالف معه، ونَصَرَه اليوم، أو سَكَت عن ظلمه حسابا عسيرا، إنها سُنةَّ الحياة، وتلك الأيام نداولها بين الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!