الرأي

إهانة لبلومي.. ماجر.. وجيل أم درمان

ياسين معلومي
  • 3720
  • 19

مؤسف وغير مقبول، ما أصبح يردده المدرب الوطني وحيد خاليلوزيتش في حق كرة القدم الجزائرية، وفي الأسماء التي صنعت أمجادها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، أمام صمت رهيب للسلطات العليا للبلاد، والمشرفين على كرة القدم الجزائرية، وكأن هذه اللعبة تبدأ وتنتهي عند البوسني، الذي حقق التأهل للمنتخب الجزائري للمشاركة في مونديال البرازيل، هدف سبق لإطارات وكفاءات وسواعد جزائرية وأن حققوه ثلاث مرات، رفرف فيها العلم الجزائري عاليا في سماء إسبانيا، مكسيكو، وجنوب إفريقيا؟

خاليوزيتش أصبح لا يجد متعة تشفي غليله سوى انتقاد سابقيه من اللاعبين والمدربين، وحتى أقرب مقربيه. وذهب بعيدا حين أصبح يطلق النار تارة على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وتارة أخرى على الاتحاد الدولي للعبة، متهما إياهم بأمور خطيرة كالرشوة وغيرها، دون أن يتحرك الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ووزارة الشباب والرياضة، وحتى المسؤولون في الدولة لإيقافه عند حده، ربما سيقول أمورا خطيرة عن الجزائر بعد مغادرته تدريب الخضر، أو سيخلق لنا مشاكل كبيرة مثل التي أحدثها بعد إقالته من تدريب المنتخب الإيفواري أو باريس سان جرمان الفرنسي؟

آخر خرجات المدرب الوطني وحيد خاليلوزيتش، كانت من البرازيل، بعد انتهاء مراسيم قرعة المونديال التي أوقعتنا مع بلجيكا، كوريا الجنوبية، وروسيا، حين راح المدرب الروسي الإيطالي فابيو كابيلو يمدح المنتخب الجزائري الذي واجهه منذ أربع سنوات في مونديال جنوب إفريقيا حين كان مدربا للمنتخب الإنجليزي، واعترف بقوة “الخضر” وبمدربه رابح سعدان. تصريحات لم تعجب الناخب الوطني، الذي انتقد بشدة منتخب جيل أم درمان وراح أمام أعين الصحافة الروسية يقول بأنه منتخب ضعيف، ولم يسجل أي هدف في المونديال. ولاعبوه اندثروا ولا وجود لهم في الساحة الرياضية، أين كان صديقنا البوسني لما ملأت الجماهير الشوارع الجزائرية بعد الفوز أمام المنتخب المصري بعد أربع وعشرين سنة من الغياب عن كأس العالم، وهل يعرف أن القاضي الأول في البلاد أنشأ جسرا جويا بين الجزائر والسودان في ثلاثة أيام؟ وهل يحتفظ في مخيلته بهدف عنتر يحي الذي أثلج صدورنا أمام الذين كانوا يشتمون شهداء الجزائر وأحرارها؟

ما لم يفهمه الجزائريون أيضا، هو سخريته من الجيل الذهبي الذي مثل الجزائر في أول كأس عالمية شاركت فيها الجزائر سنة 1982، على غرار بلومي وماجر وعصاد وآخرين. لقد وصلت به العظمة، أن يجيب صحفيا جزائريا كان حاضرا في البرازيل عن سؤال حول احتمال تدعيم التشكيلة الوطنية بلاعبين جدد قبل المونديال فكان رده من بلومي ماجر، بن زيمة… هل يقبل العقل إجابة “سخرية” منه، ربما لا يعرف المدرب الوطني قيمة لاعب مثل لخضر بلومي الذي تحصل على جائزة أحسن لاعب إفريقي، ورابح ماجر الذي لا يزال هدفه في نهائي رابطة الأبطال الأوروبية، “ماركة مسجلة”، وعصاد صاحب “الغراف”، و.. و… لم يبق أمامه سوى فريق جبهة التحرير التحرير الوطني، ربما سيقول عنه يوما إنه لم يقدم شيئا لبلد المليون ونصف المليون شهيد، ولم يمثل الجزائر في المحافل الدولية للتعريف بالقضية الجزائرية.

ليس لدينا أي “اعتراض” على خاليلوزيتش الذي يعود له الفضل في تأهيلنا رفقة اللاعبين، والرئيس روراوة إلى المونديال، لكن أن يصبح بطلا قوميا في الجزائر، فهذا أمر مستحيل ومستبعد، ولا يقبله العقل الجزائري، لأن التاريخ 

 

الكروي في الجزائر لا يحتفظ إلا بالعظماء من “جبهة” رشيد مخلوفي، مرورا بجيل ملحمة بلومي ماجر وعصاد، إلى كتيبة  أم درمان والقائمة مفتوحة إلى إشعار آخر.

مقالات ذات صلة