إيطاليا: مركز احتجاز يخدّر المهاجرين

كشف تحقيق أجراه المدعي العام في بوتنزا جنوب إيطاليا، عن قيام مركز الإحتجاز الإداري للمهاجرين الغير شرعيين “بلازو سان جيرفاسيو”، على إجبار المحتجزين على تناول أدوية مخدرة للسيطرة “على النظام العام في المنشأة” على نحو غير قانوني، إضافة إلى ممارسة العنف وعدم إتاحة الخدمات الصحية واللغوية والقانونية.

وحسب ما نشره الموقع المختص “مهاجر نيوز“، ففي إطار تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في المنطقة، تم تسجيل 35 حالة سوء معاملة ضد محتجزين في المركز منذ افتتاحه عام 2018 إلى غاية 2022. هذا إضافة إلى إثبات مسؤولية إدارة المركز عن “سوء المعاملة” و”إجبار المحتجزين على تناول المهدئات… دون وجود داع طبي ومن دون علمهم أو موافقتهم”.

وأكد القضاء الإيطالي، يقول الموقع المختص “أن استعمال الأدوية كان مستقلا عن إرادة المريض، لكن يتوافق مع الحاجة للسيطرة على النظام العام على نحو غير قانوني”.

وتتسبب أدوية علاج القلق والاكتئاب وحتى الصرع بأعراض قوية ويعد “التخدير القسري المستمر” وفق ما نقله ذات المصدر عن القاضي “اعتداءا على الكرامة الإنسانية وانتهاكا للحرية”، كما يشكل “خطرا حقيقيا” إذ يؤدي إلى الإدمان.

كما خلص التحقيق الذي أجراه المدعي العام كذلك إلى أن الشركة المسؤولة عن إدارة المركز “إنجل” تعهدت تقديم الخدمات الصحية واللغوية والقانونية، لكنها لم تف بالتزاماتها، أو ليس على نحو كاف على الأقل.

كذلك تم تسجيل عدد كبير من حالات العنف الجسدي الممارسة في المركز، ما تسبب في “وجود كدمات وأورام وكسور” على أجساد المحتجزين.

وقد تسببت ظروف عيش المهاجرين غير الشرعيين في هذا المركز إلى ظهور “سلوك هوسي” لدى البعض مثل السير في دوائر.

واستهدف التحقيق نحو حوالي 30 شخصا، حيث وجهت الاتهامات إلى نحو عشرة، عناصر شرطة وأطباء ومديرو المركز.

وتم وضع أحد رجال الشرطة رهن الإقامة الجبرية، ومنع مدير المركز وكذا أحد الأطباء من العمل 12 شهرا. وعلق المدعي العام بأن “مصداقية الدولة على المحك” في ذلك المركز.