احتفالات رأس السنة تستفز خطباء الجمعة
فضل أئمة مساجد بعدد من ولايات الشرق الجزائري، خلال دروس وخطبتي الجمعة، التطرق لمظاهر البذخ والمجون التي ميّزت الاحتفال برأس السنة الميلادية، من طرف بعض الشباب المبتعدين بحسبهم عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
وذكر الأئمة أن مظاهر البذخ والسهر وإنفاق المال في اقتناء الحلويات والمرطبات وإعداد أطباق الأطعمة التقليدية وشراء الألبسة الجديدة، وإقامة السهرات في الفنادق وبعض المنازل، وغيرها من الأجواء الأخرى التي غالبا ما تصاحب الاحتفالات برأس السنة الميلادية ليست من صفات وسنن الرسول الكريم والذي دعانا إلى الابتعاد عن كل المنكرات. وقد تحث إمام مسجد عبد الحميد ابن باديس بقالمة الشيخ مسعود مديني، عن “الفاحشة التي انتشرت في المجتمع، والتي يتبعها ظهور العديد من الأوبئة والأمراض التي لم تكن معروفة لدى الأسلاف”، مضيفا أن “غضب الله على الأمة يتجلى في فترة الجفاف وشح السماء وعدم تساقط الأمطار”، متحدثا في السياق ذاته عن تلك المظاهر والأجواء التي صنعتها بعض العائلات الجزائرية، على الحدود الشرقية بين الجزائر وتونس وتوجه الآلاف للاحتفال برأس السنة الميلادية، “اقتداء بالغربيين من غير المسلمين”، منتقدا تصرفات الآباء وأولياء الأمور لإتاحتهم الفرصة لأبنائهم للدخول في دائرة المحتفلين بهذه العادة السنوية بعيدا عن عادات وتقاليد المسلمين والدين الحنيف، “حيث يقضي أغلب هؤلاء ليلة رأس السنة في أجواء الرقص والمجون وارتكاب الفاحشة” يقول الإمام.
بل أكثر من ذلك، فإن بعض الأئمة حذروا من مغبة الانسياق وراء مظاهر الاحتفالات التي يقيمها الغربيون “والتي تدخل في دائرة الشرك بالله، وإحياء تقاليد وعادات وسنن غير إسلامية، نهى عنها الرسول الكريم وعلماء الدين من بعده”.
وهاجم إمام أحد المساجد أولئك “الذين يتركون عائلاتهم ليلة رأس السنة وينفقون مبالغ باهظة في سهرات ماجنة يقيمونها في الفنادق وبعض البيوت يتعاطون فيها مختلف أشكال المحرمات وينتهكون فيها حرمة الدين الإسلامي بممارسة الرذيلة”، مضيفا أن إنفاق المال في الحرام “يعاقب الله عليه عباده أشد عقاب، خاصة أن الكثيرين من أولئك لا يؤدون أحد أركان الإسلام بإيتاء الزكاة ومساعدة الفقراء والمحتاجين”.
ولم يفوت إمام مسجد ابن باديس بقالمة خطبة الجمعة، ليذكر المصلين، بضرورة “الابتعاد عن كل السنن والعادات التي ينبذها ديننا الحنيف وتقاليد المجتمع الجزائري، وكذا ضرورة التآزر والتآخي حتى يرضى الله عن عباده”.