-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

احذروا زيادة الإنتاج النفطي…!

احذروا زيادة الإنتاج النفطي…!

رفعت إدارة الرئيس جو بايدن صوتها من جديد، داعية الدول المنتجة للنفط “اوبك” إلى زيادة الإنتاج النفطي، والتخلي عن سياسة ضبطه لضمان سعر عالمي يرضيها.

تكاد السوق النفطية تقف عند نقطة استقرار بعد صدمات انهيار متتالية أودت باقتصاديات دول منتجة، وأدخلتها في أزمات انعكست على واقعها الاجتماعي والسياسي والأمني.

استقر سعر النفط في السوق العالمية عند حدود 65 دولارا للبرميل الواحد، مع الأخذ بنظر الاعتبار نسبية التقلب في الأسعار اليومية، بانخفاض أو زيادة لا تؤثر كثيرا في مستوى الواردات صعودا أوهبوطا.

معدل سعر “65 دولارا” أرضى الدول المنتجة، وعملت جاهدة على استقراره، من خلال الالتزام بسياسة إنتاجية موحدة، بالاتفاق على سقف إنتاجي محدد، كان له القدرة على التحكم بالسوق النفطية دون المزيد من الإضرار باقتصاديات الدول المنتجة.

السوق النفطي العالمي رغم استقراره على سعر 65 دولارا للبرميل الواحد، مازال متباطئا في ظل تصاعد أزمة “كوفيد 19” وتوالي موجاتها القاتلة التي أثرت على حركة الاقتصاد العالمي وعطلت معظم أنشطته، بما لا يترك مجالا لمنظمة “أوبك” في إعادة النظر بسياستها الإنتاجية نزولا عند رغبة الرئيس الأمريكي جوبايدن.

إدارة جوبايدن حثت دول “أوبك” وحلفاءها الكبار مثل روسيا على زيادة الإنتاج النفطي وتعزيزه لـ”مواجهة زيادة أسعار البنزين” باعتبارها تهدد وتعرقل سياسة التعافي الاقتصادي العالمي.

جاءت دعوة جوبايدن قبل أيام من انعقاد اجتماع “أوبك +” المقرر يوم الأربعاء المقبل “31 أوت”، في محاولة للضغط على الدول الأعضاء بغية إعادة النظر في سياستها الإنتاجية.

جدول اجتماع “أوبك +” وحلفائها أمامه بند رئيسي واحد لمناقشته، هوتدارس زيادة الإنتاج المتفق عليها في اجتماعات سابقة بواقع 400 ألف برميل يوميا لعدة شهور.

هذه الزيادة في الإنتاج بـ”400 ألف برميل يوميا” بحد ذاتها تفكر “أوبك +” بإعادة النظر فيها لما لها من تأثير سلبي على معدل سعر البرميل الحالي، في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي وخصوصا اقتصاديات الصين ودول آسيوية أخرى.

“اوبك” خفضت إنتاجها من قبل، انخفاض قياسي للإنتاج بلغ 10 ملايين برميل يوميا بما يعادل 10 بالمائة من حجم الطلب العالمي، مع تراجع الطلب على الطاقة النفطية في ظل أزمة “كوفيد 19” وهو ما ساهم في ضبط السعر النفطي في السوق العالمية.

لا تبدو الدول الأعضاء في “أوبك” ومعها روسيا، راغبة في الاستجابة للرغبة الأمريكية في تخفيض إنتاجها النفطي، وهذا ما أكده وزير النفط الكويتي، حيث قال بالحرف الواحد: “أعضاء “أوبك +” يتبنون وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر فريق جوبايدن”، وربما سيميلون إلى إعادة النظر في الزيادة الإنتاجية المقدرة بـ “400 ألف برميل” يوميا، أو تعطيل العمل بها كليا.

تمسك “أوبك +” بسياستها لا يبدو أمرا مطلقا، يتفق عليه الجميع في اجتماعها المقبل، فدول مجلس التعاون الخليجي المنتج الأكبر للنفط يدب وسطها الخلاف حول الالتزام بموقف واحد، بين الاستجابة للرغبة الأمريكية ورفضها، وعلى هذا الموقف سيتوقف نجاح “أوبك +” أو فشلها في حفظ هيبة السوق النفطية وحماية اقتصاديات دولها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!