احمد بناسي يفتح ملف تهميش مفدي زكرياء بالجزائر في اصدار جديد
-
-
2615
-
0
” إن السلطة تعمل على تماسك المجتمع و المحافظة على تقاليده ، وأعرافه و قوانينه ، فهي بمثابة الغريزة في مجتمع النحل مثلا فوظيفته سكونية ، استاتيكية ، إما المثقف فانه يعمل على إبداع قيم جديدة بدل تلك القيم القديمة ، يتجاوز بها تلك الرتابة…”هي اسطر احتواها الغلاف الخارجي للإصدار الجديد بالإهداء ” مقالات في الأدب و السياسة ” للكاتب احمد بناسي في 185 صفحة و يتضمن الكتاب عدة مقالات أدبية و قراءات و عروض كتابية مختلفة في أربعة أقسام تضمن القسم الأول قراءة تأملية في رواية “الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي” من أرقى الروايات التي قراها و تمعن فيها و انتقل بعدها للحديث عن الحلقة المفرغة التي لم تتقارب نقطها و لم تلتئم تقاطيعها لا في عهد الجزائر الحاضر و لا في عهدها الغابر مسترجعا ذكرى الشاعر ” مفدي زكرياء” قائلا ” انتظرت أن تقام له حفلة بمناسبة طبعه لديوانه ” اللهب المقدس” و لكن شيئا لم يحدث و موجها النداء لتأسيس رابطة أدبية تهتم بأدبائنا و علمائنا. وفي نفس السياق تحدث الكاتب على إخفاق فكرة انعقاد مؤتمر أدبي جزائري يعود إلى أدباء الجزائر أنفسهم. كما قدم في مقال أخر توجهات إلى الشباب الجزائري في اسطر تسرد طائفة من الحقائق انتزعها من منجزات الشباب نفسه و من واقع إسلامنا لتعميق الوعي و اكتشاف الذات .
وكانت للكتاب محطات أدبية و ثقافية أخرى متنوعة كموقف جمعية العلماء من الامازيغية ، القديس أوغسطين ، حول كتاب المدرسة الجزائرية و إلى أين توقف جنود التربية و التربية و التعليم و غيرها .
أما القسم الثاني من الكتاب فقد تناول عدة مواضيع سياسية أهمها الدعوة إلى الحوار لإغلاق أبواب العنف و هي من أولوية الأولويات ودور الانتخابات الرئاسية في حل الأزمة متوصلا إلى جملة من النتائج في مقارنته البسيطة بين انتخابات 1991 و الانتخابات الرئاسية و ذاكرا المحن التي تعرضت لها الجزائر في مقاله ” لماذا وقع ما وقع” .
و المتصفح لهذا الجزء من الكتاب يلاحظ اهتمام الكاتب بالعلاقة التي تربط المثقف بالسلطة و دور هذه الأخيرة في تماسك المجتمع و المحافظة على تقاليده و أعرافه و قوانينه.
وانهي احمد بناسي القسمان الأخيران برسائل مفتوحة و مرتبات لكل من عائشة حداد، محمود بوعباد ، و ابنه سمير بناسي الذي فقده و هو في ريعان شبابه شاكرا تضامن الشعب الجزائري قائلا ” أن الشعب الجزائري لم يقهر الاستعمار بكثرة أحزابه ..لكنه قهره بتماسكه الداخلي “.
ــــــــ
نوال بليلي
