-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القضية الصحراوية تستعيد عنفوانها في العالم

ارتباك ومخاوف في المغرب من عودة اليسار وتوهج اليمين

محمد مسلم
  • 8391
  • 0
ارتباك ومخاوف في المغرب من عودة اليسار وتوهج اليمين

تعيش دبلوماسية نظام المخزن المغربي على وقع هواجس التغيرات التي تشهدها بعض الدول في الآونة الأخيرة، والتي عرفت صعود حكومات مؤيدة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، في كل من قارات إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.

وجاء الانقلاب العسكري الذي وقع في بوركينا فاسو، الجمعة، وأطاح بحكم الزعيم العسكري، بول هنري داميبا، ليعزز من مخاوف النظام المغربي، على اعتبار أن هذه الدولة الإفريقية تعتبر من بين الدول التي تدعم طرح النظام المغربي فيما يتعلق بالقضية الصحراوية.

ولم تعلن القيادة الجديدة في واغادوغو عن موقفها من القضية الصحراوية، غير أن الصحافة المغربية تفاعلت مع هذا الحدث بكثير من التوجس، متخوفة من أن تقدم القيادة الجديدة على التجاوب مع موجة الاعترافات الجديدة بالجمهورية الصحراوية، في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ويعيش العالم على وقع موجة جديدة دفعت باليسار إلى سدة الحكم في أمريكا اللاتينية، ومعها عاد الأمل إلى الشعب الصحراوي في إقامة دولته، فيما اعتبر نكسة مدوية للدبلوماسية المغربية، تجلت في اعتراف كولومبيا بالجمهورية الصحراوية وإقامة علاقات دبلوماسية معها، بعد انتخاب اليساري، غوستافو بيدرو، رئيسا للدولة.

وتبعت كولومبيا في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، دولة البيرو مباشرة بعد انتخاب الرئيس اليساري، بيدرو كاستيو، رغم محاولات النظام المغربي الإيقاع بينه وبين وزير خارجيته، المقال ميغال أنخيل رودريغاز، بدفع الأخير نحو سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية.

ورغم رهان النظام المغربي على وصول مرشح المعارضة في كينيا، ويليام روتو، إلى الرئاسة، إلا أن فرحة بوريطة ورفاقه في دبلوماسية نظام المخزن، لم تدم سوى سويعات معدودات، إذ سرعان ما حذف روتو تغريدة تحدثت عن سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، ليعوضها بتغريدة أخرى أكد من خلالها دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة في حل هذه القضية، وذلك بعد وقت وجيز من مغادرة ناصر بوريطة، العاصمة نيروبي، عائدا بخفي حنين.

وكما يقول المثل السائر، المصائب لا تأتي فرادى، فالضربة الموالية لنظام المخزن لم تتأخر طويلا، وجاءت من جمهورية جنوب السودان، الدولة المجاورة لكينيا، التي أكدت تمسكها بموقفها القاضي بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية، رغم إغراءات النظام المغربي، التي تجاوزت الخمسة ملايين دولار قدمتها لها، للمساعدة على بناء العاصمة جوبا في عام 2017.

غير أن أخشى ما تخشاه الرباط، هو أن تنتقل هذه العدوى إلى القارة العجوز، التي يبدو أنها بدأت تدير ظهرها لنظام المخزن المغربي، وفي مقدمة هذه الدول فرنسا، عرابة الحكم الذاتي، التي نهجت توجها غير مألوف فيما يتعلق بالموقف من القضية الصحراوية في سيناريو لم يكن النظام المغربي يتوقعه، فعلاوة على عدم مسايرته للموقف الإسباني، تقف اليوم باريس حجر عثرة أمام موقف أوروبي داعم للطرح المغربي، بل إنها تتجه بقوة عكس طموحات الرباط، مدفوعة بغضبها من فضيحة “بيغاسوس” التي شهدت تجسس المخابرات المغربية على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من كبار المسؤولين في الدولة الفرنسية، ببرمجية اقتنتها من الكيان الصهيوني.

ومن بين أكبر النكسات التي تعرضت لها الدبلوماسية المغربية، هي تلك التي أفرزتها الانتخابات التشريعية في إيطاليا الأسبوع المنصرم، والتي فازت بها واحدة من أكبر السياسيين الإيطاليين المؤيدين لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ممثلة في جورجيا ميلوني، زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” اليميني.

وسبق للسياسية الإيطالية أن زارت مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، وتناولت الشاي مع رجالات الجمهورية الصحراوية، وهو ما يرجح فرضية تبني حكومتها لموقف يدعم حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وهو التوجه الذي يتوسّع في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، فيما يتعلق بالتعاطي مع القضية الصحراوية.

ولا تزال التطورات في المشهد العالمي تبشر بالمزيد من البشائر للشعب الصحراوي، وتنذر النظام المغربي بنكسات في الأفق، مع بروز بواكير ميلاد نظام عالمي جديد قائم على رماد الأحادية القطبية البائد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!