-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شبكة "ندى" تتلقى شكاوى يومية من الأولياء وتحذّر:

ارتفاع مخيف لقضايا العنف في الوسط المدرسي

نادية سليماني
  • 897
  • 0
ارتفاع مخيف لقضايا العنف في الوسط المدرسي

تحرص الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل “ندى”، على الاستماع للأطفال ضحايا العنف بمختلف أنواعه، لغرض التكفل بحالاتهم كل بحسب ملابسات قصته، وتؤكد مُنسّقة برنامج “أنا أسمعك” عن استقبالها عديد الحالات حول العنف المسلط على الطفولة، وتؤكد أن أكثر الحالات التي باتت “ندى” تستقبلها مؤخرا، متعلقة بالعنف في المحيط المدرسي.

كشفت شبكة “ندى” للدفاع عن حقوق الطفل، عن ازدياد ظاهرة العنف المدرسي، سواء كان معنويا أم جسديا، وخصوصا من الأساتذة نحو تلاميذهم خلال السنوات الأخيرة، لأسباب مختلفة، يليه العنف في المحيط الأسري.

شيخة: أساتذة تسبّبوا في عقد نفسية ومعاناة للتلاميذ

وتؤكد مُنسّقة برنامج “أنا أسمعك”، بشبكة ندى، المحامية مليكة شيخة، في اتصال مع “الشروق”، أن الشبكة باتت تلقى مؤخرا الكثير من الشكاوي حول العنف المدرسي، الذي يتعرض له التلاميذ من مختلف الأطوار التعليمية، ويأتي في المرتبة الثانية العنف في المحيط الأسري.

معلمة تضرب تلميذا لقلة تركيزه

وتقول محدثتنا إنّ أولياء التلاميذ هم من يتّصلون بغرض الشكوى، ومن القضايا التي تلقتها شيخي وسردتها علينا، حالة تلميذ يدرس بالطور الابتدائي، مشكلته هي قلة تركيزه في القسم، وبحسب تصريحات والدته، فأستاذته في القسم لم تكن تقدم له ملاحظات بطريقة هادئة أو تستدعي والديه، بل تلجأ مباشرة إلى ضربه، ما سبب له عقدة نفسية.

مراقبة تكسر كتف تلميذة

وقصة أخرى، للتلميذة “هند” سردتها علينا مليكة شيخة، وقعت في بلدية براقي بالجزائر العاصمة، أين تسببت مراقبة المدرسة في كسر كتفها، وبحسب محدثتنا، فالتلميذة كانت تمزح مع زميلتها في الصف، والأخيرة ودون قصد أمسكت الأولى من خمارها، متسببة في ظهور شعرها، “هند” غضبت من تصرف زميلتها خاصة وأن القسم مختلط بين الجنسين ووبّختها، وبعدها تدخلت المراقبة ووجّهت اللوم للتلميذة، طالبة منها تخفيض صوتها، وفجأة تطوّر الأمر بين الطرفين إلى قيام المراقبة بضرب “هند” بيدها، ولأنها كانت ترتدي خواتم تسبّبت لها في شبه كسر على مستوى الكتف، والقضية معروضة حاليا على مستوى محكمة الحراش بالجزائر العاصمة، بعدما أودع أهل التلميذة شكوى قضائية.

عمورة: أساتذة يعنفون التلاميذ بسبب نقص الخبرة والتكوين

وتقول شيخة: “جميع الطاقم التربوي تضامن مع المراقبة، يوم المحاكمة، حتى ممن لم يحضر واقعة الضرب”.

تعنّفه بسبب نشاطه المفرط

حادثة ثالثة، قصتها علينا مسؤولة برنامج “أنا أسمعك” لطفل يعاني من مشكل فرط الحركة يدرس بالطور الابتدائي، كان يتعرض للتعنيف المستمر من معلمته بسبب حركته الزائدة، وتقول شيخة: “الطفل كان يعاني من حالة نفسية، والأجدر بمعلمته أن تراعي وضعيته وتتفهمها بدل تعنيفه، متسببة له في تراجع مستواه الدراسي بعدما كان تلميذا نجيبا”.

والإشكال الذي طرحته محدثتنا، أن كثيرا من الأساتذة وبسبب ضغوط ملقاة ربما على عاتقهم، يلجؤون لضرب التلاميذ وتعنيفهم، وقالت: “مثلا، في إحدى مدارس بلدية سيدي أعمر بولاية تيبازة، يستعمل أساتذتها أنبوبا خصيصا لضرب التلاميذ، وهذه القضية سنرفعها إلى قاضي التحقيق بقسم الأحداث لدى محكمة تيبازة، بعد تلقينا شكاوي من عائلاتهم”.

وتؤكد مصدرنا أن الكثير من الأطفال الذين يمارسون العنف في المدارس هم تحت ضغط تعنيف الأولياء بسبب الطلاق أو التعنيف المتواصل بهدف انتقام أحد الأطراف من الآخر، وعن كيفية معالجة مشاكل التعنيف التي تتلقاها شبكة “ندى”، أشارت محدثتنا إلى أنه يتم رفع القضية إلى قضاة الأحداث بمحكمة الاختصاص، وهم من يباشرون التحقيق في هذه القضايا، واتخاذ الإجراءات المناسبة.

أساتذة ينقلون مشاكلهم إلى الأقسام

اعترف الأمين العام الوطني للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين “ساتاف”، بوعلام عمورة، بوجود عنف مدرسي سواء كان عنفا لفظيا أم جسديا، ضد بعض التلاميذ من أساتذتهم، وقال: “مرّة أخبرني أستاذ بأنه كان يضرب تلاميذ قسمه لأتفه الأسباب، لأنه كان وقتها أعزب ولا يحبّ شغب الأطفال، وأضاف في تصريح لـ”الشروق”، بأن بعض الأساتذة، “ومن شدة حرصه على نجاح تلاميذه وجعلهم في مستوى دراسي أفضل يضغط عليهم، أو يُعنفهم لفظيا في حال تقصيرهم، وهو ما يحسبه التلاميذ اعتداء عليهم، وقد يكرهون ذلك الأستاذ”.

ويرى عمّورة بأن اللجوء إلى الاعتدال في توجيه وإرشاد التلاميذ، هو أفضل حل، بعيدا عن القسوة في المعاملة، خاصة لتلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط، باعتبارهم لا يزالون أطفالا، وقد تأتي القسوة ضدهم بنتائج عكسية، وأساتذة آخرون، بحسبه، يلجؤون إلى ممارسة العنف ضد تلاميذهم “فقط بدافع الانتقام، أو لغياب أي مشاعر حنان تجاه التلميذ، وهذه الفئة قليلة في المدرسة”. وسبب هذه الظاهرة، بحسب مصدرنا، “هو توظيف أساتذة لا علاقة لهم بالتدريس، سواء من حيث تكوينهم الجامعي، أم لأنهم صغار في السّن ولم يجربوا مشاعر الأمومة أو الأبوة ما يجعلهم قساة، “وبعد زواجهم وإنجابهم أطفالا تغيّرت نظرتهم كليا نحو تلاميذهم، وصارت معاملتهم أفضل”.

وفئة ثالثة من الأساتذة، قال بشأنها المُتحدّث، بأنها تنقل مشاكلها الشخصية إلى القسم، “فإذا كان لديه مشكل مع زوجته أو عائلته أو أولاده، أو حتى مع أصدقائه، فتجده ينقله إلى القسم، ويخرج شحنات غضبه في تلاميذه”.

وأوضح عمورة بشأن الأساتذة الذين لا يزالون يستعلمون العنف الجسدي داخل القسم، باستعمال مسطرات أو أنابيب لضرب التلاميذ، قائلا: “الضرب ممنوع في المدارس، بحسب تعليمة وزارة التربية الوطنية، وفي حال اشتكى الولي فيعاقب الأستاذ”، واعتبر أن الظاهرة موجودة في بعض مناطق الظل البعيدة عن الرقابة، وفي بعض المدن.

ونصح محدثنا الأساتذة بحسن التعامل مع تلاميذ، “فهم يبقون مجرد أطفال ومراهقين، بإمكاننا كسب ثقتهم واحترامهم لنا، بالمعاملة الطيبة بعيدا عن أي أنواع العنف، فالتلميذ الذي تحسّن معاملته وهو طفل، سيبقى يحترمك عندما يصبح رجلا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!