-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استشر قبل أن تستنجد!؟

استشر قبل أن تستنجد!؟
ح.م

حرب تشهدها ليبيا، قوى عالمية تغذي أطرافها الأهلية المتحاربة بمستلزمات القوة، وترتقي بقدراتها القتالية، دون اعتبار لما ستؤول إليه نتائج هذه الحرب العبثية، وما تضمره من مخاطر على أمن دول الجوار.

أغلقت هذه الحرب، أبواب الحلول السياسية، ولا أمل منتظر في تحلق أطراف الصراع حول طاولة مفاوضات يرعاها كائن من كان، فاللاعبون الدوليون، وضعوا ليبيا أمامهم خيارا لاقتسام خارطتها الجغرافية المترامية الأطراف، تطبيقا لخطط إستراتيجية بعيدة المدى.

أضحى شمال افريقيا، ساحة حرب عالمية، مركزها المتعاظم ليبيا، ستصل امتداداتها لدول الساحل الإفريقي، عاجلا وليس آجلا، بعد ما امتدت على طول الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، ووضعت دول الجوار في حالة تأهب أمني.

من المسؤول عن كوارث هذه الحرب وانعكاس مساوئها على شمال إفريقيا، ودول اتحاد المغرب العربي؟؟

اليونان الأبعد من جغرافيا بوابة قارة إفريقيا، استشاطت غضبا وهي تعد العدة لخيار عسكري، تراه الخيار الأخير لضمان أمنها الإستراتيجي، مصر هي الأخرى وضعت الخيار العسكري موضع التنفيذ، وتنتظر تركيا مصادقة برلمانها على قرار التدخل العسكري المباشر في ليبيا دفاعا عن حكومة الوفاق الوطني، وتلعب روسيا صاحبة النفوذ التقليدي لعبة التوازن بين المتصارعين، ودول الاتحاد الأوروبي تترقب مجريات الأحداث، قبل اتخاذ ما تراه مناسبا لضمان أمن الشاطئ الشمالي للبحر المتوسط.

حوض المتوسط دخل مخاض أزمة أمنية، لا تأمن أية دولة من مخاطرها في الشمال أو الجنوب، عقب توقيع اتفاق “التنسيق العسكري والأمني” بين أنقرة وطرابلس، أدخل ليبيا في محور صراع إقليمي دولي، هي في غنى عنه في ظل وضعها الراهن المأزوم، والمحاصر بتهديدات تنظيمات إرهابية .

ليبيا لا تمتلك سيادة كاملة على أراضيها الآن، وهي أسيرة صراع أهلي، قسمها سياسيا في إطار أرض مازالت موحدة رسميا، وهذا الوضع لا يدعوها لإبرام اتفاقيات بذلك العمق الأمني يفتح الباب واسعا أمام هيمنة قوى خارجية لها وكلاؤها في الداخل الليبي.

مغامرات الجنرال خليفة حفتر ومرتزقته، وأخطاء حكومة الوفاق الوطني، جلبت الكوارث للمنطقة برمتها، وتركت الملف الليبي على طاولة المباحثات التركية – الروسية بانتظار ما ستسفر عنه من نتائج لا تعير لدول الجوار اعتبارا، بينما يدعو فايز السراج دولا خمس من بينها الجزائر لـ”تفعيل اتفاقية التعاون الأمني والبناء عليها لصد العدوان الذي تتعرض له العاصمة طرابلس”.

هل استشارت حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، الجزائر قبل المضي قدما في إبرام ذلك الاتفاق الذي أشعل حربا مفاجئة تديرها قوى إقليمية ودولية تهدد الأمن القومي، وهي تدعوها للدفاع عن طرابلس؟

الجزائر احترمت مبادئ الشرعية الدولية، والتزمت بما أقره المجتمع الدولي في الاعتراف بشرعية حكومة الوفاق الوطني ودعم وجودها، وسعت دبلوماسيتها دون كلل أو ملل نحو المساهمة الجادة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في ليبيا وضمان وحدتها السياسية والجغرافية.

وما يختصر الموقف الجزائري جاء في أول خطاب رسمي أدلى به السيد الرئيس عبد المجيد تبون، أكد فيه “أن الجزائر هي أكبر المعنيين باستقرار ليبيا”، لكنها “لن تسمح بإبعادها عن جميع الحلول المقترحة للوضع في ليبيا”.

موقف جزائري رسمي بليغ في دقته، يجسد دورها الأكبر في الدفاع عن أمنها القومي الراسخ، إزاء أي تهديد إقليمي أو دولي يتنامى خلف حدودها الوطنية.

موقف سبق نداء حكومة الوفاق الوطني للاستنجاد بالجزائر في الدفاع عن عاصمتها أمام هجمات خليفة حفتر، رغم تجاهلها مبدأ الاستشارة قبل الاستنجاد !!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ربيع برمضان

    فرنسا عضو لنقل مساهم وغير مؤثر كفايه في حلف الناتو ..تركيا ايظا عضو في الحلف نفسه ورءيسها الانتهازي اجد ان ماكرون استطاع جره نحومحاصرتنا وقد نجح اعلاميا حد الساعه لاسيما انه قد تكشف التحالف او التكالب -القطري الفرنسي التركي علينا اقصد - ضد اجندة الشعب الخادمة للبلاد ......ليت المتعاطفين مع افعال تركيا في ليبيا الانكشاريين الجدد يعرفون اي نوع من الرؤساء اردوغان و اي حلم يراه يجب ان يتحقق ولو على حساب مصلحتهم بل وعلى اجسادهم ان اقتضى الامر

  • مامون

    على رئيسنا الذي انتخبناه بقوة ان يتدخل لحفظ مصالح الجزائر ولا نبقى متفرجين حتى تصل النيران الى عقر دارنا وعندها يكون وقت الاطفاء قد فات.

  • جزائري

    هذا هو الربيع العربي . هو الجهل في ابشع صوره. لو سالتني ما سبب تفوق اليهود على العرب لقلت لك دون تردد ان سبب تفوقهم هو عدم اللعب بامنهم تحت اي ظرف كان . هذا الامر لم يدركه العرب فكان خراب بيوتهم في ربيعهم التعيس. عندما يثورون ليس لهم ادنى شعور بالخطر اللذي يتربصهم وهو اكثر بكثير من خطر الدكتاتور المزعوم. لا يسالون انفسهم لماذا الثورة على الدكتاتور القذافي وليس على الدكتاتور ابن سلمان. المخططون يجيبونهم انهم اذكى من الشعوب الاخرى. يعني افضل من غيرهم لتخريب بيوتهم. سقطت دكتاتورية القذافي لكن سقطت كل ليبيا بما فيها وكان اهلها ينعمون بالخيرات لكن الشيطان وسوس لهما فاخرجهما من الجنة.