-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استضافة ميانمار والموقف المخزي لنظام المخزن

محمد بوالروايح
  • 3124
  • 6
استضافة ميانمار والموقف المخزي لنظام المخزن
ح.م

يواجه نظام ميانمار العنصري معارضة شديدة من المجتمع الدولي بسبب حرب الإبادة العرقية التي يمارسها منذ مدة ضد أقلية “الروهينغا” المُسلمة، مما أجبر كثيرا منهم على الفرار بدينهم وجلدهم إلى بنغلاديش وبعض الدول المجاورة، ويخرج نظام المخزن عن هذا الإجماع الدولي باستضافته نائب رئيس ميانمار في منتدى كرانس مونتانا بمدينة “الدخلة” في الأراضي الصحراوية.
هذه الاستضافة الفضيحة صادمة لمشاعر الروهينغا ومشاعر المجتمع العربي الإسلامي والدولي على سواء، ومخالفة لسياسة المنتدى، ومؤشر على الشذوذ السياسي المغربي تجاه القضايا الدولية ذات البُعد الإنساني، بالإضافة إلى أنها تضفي نوعا من الشرعية على حكومة بورما التي اهتزت مصداقيتها كثيرا منذ بدء حملات الإبادة العرقية ضد الروهينغا التي بلغت أوجها منذ 25 أوت الماضي إلى الآن، وأسفرت عن مقتل آلاف المسلمين الروهينغا وتهجير أزيد من 700 ألف منهم قسرا إلى بنغلاديش بعد حرق بيوتهم وقراهم.
إن هذه الاستضافة صادمة لمشاعر الروهينغا لأنها تعطي فرصة للجلاد ورمز الفساد للظهور بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان، وهو بالفعل ما عبر عنه السفاح نائب رئيس ميانمار بالقول: “لدينا هدفٌ مشترك وهو أن نعيش في عالم أفضل وفي السلم والاستقرار والازدهار لجميع مواطنينا، العالم يواجه عددا من التحديات التي تسببت فيها بعض الأطراف، وأدت إلى انتشار النزاعات وتفاقم الفقر والمجاعة والهجرة والبطالة والإرهاب والأسلحة النووية؟!”، ولا ندري أي “عالم أفضل” ينشده هذا السفاح، وهو وحكومته يقومان بحملة إبادة غير مسبوقة في حق أقلية الروهينغا هذا ما يقتضيه منطق الأشياء إلا أن يكون “العالم الأفضل” في تقديره هو عالم من دون هذه الأقلية وكل الأقليات المناهضة لسياسة الاستعباد والفساد؟ ولا ندري أي سلم واستقرار ينشده هذا السفاح وهو أبرز من أسهموا في زعزعة السلم والاستقرار من خلال نشر الرعب في أوساط أقلية دينية ذنبها أنها أقلية مسلمة؟ ولا ندري أي ازدهار يتحدث عنه هذا السفاح وحكومته قد رمت بأحلام جزء لا يتجزأ من شعب ميانمار ممثلا في الروهينغا في البحر وجعلتهم في وضعية صعبة غير مضمونة العواقب؟ ولا ندري عن أيِّ تحدياتٍ يتحدث هذا السفاح وهو وحكومته عنوانٌ للعجز المركَّب؛ فالتحديات الحقيقية في ميانمار التي تحوّلت إلى عنوان للدمار هي زحزحة هذه الفئة الباغية التي استنزفت البلاد واستعبدت العباد تحت شعار براق “تكريس التوجه الديمقراطي في ميانمار”؟!، ولا ندري عن أيِّ نزاعات يتحدث هذا المخبول وهو وحكومته سبب من أسباب هذه النزاعات؟ ولا ندري عن أي إرهاب يتحدث وهو وحكومته الوجه الحقيقي للإرهاب؟ ولا ندري كيف يدين هذا المجنون مظاهر الدمار التي تخلفها الأسلحة النووية وهو قد جرَّب كل سلاح للتخلص من الروهينغا؟ ولو كان يمتلك هذه الأسلحة النووية لما توانى في استخدامها من أجل التخلص من هذه الأقلية بأقصر الطرق.
إن هذه الاستضافة صادمة لمشاعر المجتمع العربي والإسلامي والدولي على حد سواء لأننا رأينا هذه المجتمعات أو أغلبها على الأقل تقف موقفا واحدا من الرعونة واللاإنسانية التي تعامل بها نظام بورما ضد المناوئين والخارجين عن الطاعة كما يصفهم، وهو الموقف الذي أحرج حكومة ميانمار وعرَّضها للمساءلة الأممية وزاد من عزلتها الإقليمية والدولية.
إن هذه الاستضافة مخالِفةٌ لسياسة منتدى “كراس مونتانا” الذي هو منظمة غير حكومية تأسست سنة 1986 بسويسرا؛ فمن معالم هذه السياسة تشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم والأمن في مختلف دول العالم، إن التكريس الحقيقي لهذه السياسة هو دعوة الأطراف المتنازعة -إذا فرضنا جدلا أن هناك نزاعا بأي شكل من الأشكال بين حكومة بورما والروهينغا- إلى الحوار ومحاولة تجفيف منابع الخلاف والخروج بوثيقة توافقية، وهو ما لم يدرجه المنتدى في جدول أعماله حيث اكتفى بدعوة الجلاد وغض الطرف عن الضحية، فعن أي حوار يتحدث المجتمعون وهو لم يرتقِ حتى إلى حوار الطرشان بسبب تعمد تغييب الطرف الآخر؟.
إن هذه الاستضافة مخالِفة لسياسة منتدى “كرانس مونتانا” الذي يحرص على تثمين الأعمال الإنسانية ومنح أصحابها وسام الاستحقاق نظير ذلك، كان من الأحرى -بناء على هذا- أن يمنع نائب رئيس ميانمار من حضور أشغال المنتدى لأنه جدير -إن صح التعبير- بوسم الاختراق لخرقه مبادئ السلم الدولي وحقوق الإنسان.

إن هذه الاستضافة مؤشر على الشذوذ السياسي المغربي تجاه القضايا ذات البعد الإنساني، ومنها قضية الروهينغا، وهو خروجٌ واضح عن السياسة المغربية التي تقوم نظريا على مناصرة الشعوب المظلومة ومواجهة الأنظمة الاستبدادية، ولكنها تجنح أو تميل عمليا إلى تغليب المصلحة المغربية وتجاوز بعض القضايا، وفي اختيار مدينة “الدخلة” في الأراضي الصحراوية لعقد اجتماع منتدى “كرانس مونتانا” دليل على أن هاجس المغرب الأول والأخير هي قضية الصحراء الغربية، التي تعلو على كل القضايا.
ما أخلص إليه في النهاية هو جملة أمور منها:
1 – أن هناك توجها من بعض الأطراف الأعضاء في منتدى “كرانس مونتانا” لإبعاد المنتدى عن خطه السياسي المحايد وتوجهه غير الحكومي وجعله بطريقة أو بأخرى خادما لسياسات بعض الحكومات.
2 – إن استضافة المغرب لرمز من رموز النظام الاستبدادي الدموي في ميانمار ستكون له على الأقل تداعيات سلبية على العلاقات المغربية العربية والعلاقات المغربية الدولية، خاصة أن نظام بورما لا يحظى بأي تأييد دولي من المجموعة الدولية.
3 – إن استضافة المغرب لرمز من رموز النظام الاستبدادي في ميانمار سيؤدي لا محالة إلى زعزعة أو ربما زحزحتها عن الدور التاريخي كما تدعي في نصرة القضايا الإسلامية.
4 – إن استضافة المغرب لرمز من رموز النظام الاستبدادي لميانمار تقابله من جهة أخرى حرص الجزائر وتأكيدها على نصرة الأقليات الإسلامية، وما المساعدات غير الحكومية التي تقدمها بعض الجمعيات الجزائرية على شاكلة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلا دليلٌ على ذلك.

“إن استضافة المغرب لرمز من رموز النظام الاستبدادي لميانمار تقابله من جهة أخرى حرص الجزائر وتأكيدها على نصرة الأقليات الإسلامية، وما المساعدات غير الحكومية التي تقدّمها بعض الجمعيات الجزائرية على شاكلة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلا دليلٌ على ذلك.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • قلعون

    نظام المخزن زنظام ميانمار وجهان لعملة واحدة فكلاهما ينكل بشعب اعزل الاول بالتصفية العرقية والثاني باغتصاب ارض ليست ملك له فلا بد ان يجتمعو في منتدى ترعاه فرنسا الارهابية ويموله المخنز المحتل الفرق بين النظامين ان ميانمار لم تجد من يلجمها بينما المخنز وملكهم المنفوخ ذو الاسنان الوسخة لن يتجرأ على اي صحراوي والكركرات خير دليل ولما لم يستطع ولن يستطيع مستقبلا اشبع المنطقة باوساخه كالرذيلة السياحية والمخذرات بجميع انواعها رغم ادعائه بامارة المدمنين عافاكم الله اما انت يا المعلق العربي فوجهك مقزدرولو كنت مكانك لانتحرت لانك لم تجد ما تقوله في تعلقك=

  • بومدين

    و الله هذه قضية الصحراء أخرت منطقة باكملها ، فرقت شعوبنا في المغرب و الجزاير !
    آش من أربحْ ؟
    اليوم القوة الإقتصادية تتمثل في التكتلات و ليس في الحدود و الدويلات.
    نحن قريبين أكثر قرابة من الصحراويين، الذن هم أكثر مزاجيين.
    و الله أنهار أيديروا دولتهم، سيكون العدو الأل هو البلد الذي قدم لهم مساعدة.
    حاجة أخرى، هاد المشكل خلق لكي لا يجد أي حلْ...فيه تجار الأسلحة هم أكثر إستفادة.
    المخزن يستفيد و العسكر يستفيد، و من يدفع الضريبة ؟
    الشعوب...أخطيونا أعليكم...يا الله نتلهاوْ بالمشاكيل أديالنا

  • عبدالله

    لا يهم البعد الإنساني في هده اللحظة البدات لأن لو كانت فيكم روح الإنسانية لما شردتم عائلات وحتجزتم اناس طيلة 40سنة

  • nabil

    و ما هو رأي كاتب المقال في دعم نظام الحركى لروسيا و سوريا في حربهم القذرة على احرار سوريا و المحرقة المستمرة منذ 2012 ليومنا هذا؟ اليس الروهينغا يطالبون برفع الظلم عنهم و كذلك السوريين. تبا للمطبلين

  • العباسي

    المخرب استقبل واستضاف عدو المسلمين و الاسلام بامر من اسرائيل للمزيد من دعمها له مستعد لاستقبال الشيطان للمزيد من النهب و السرقه وبقاء العائله الحاكمه المستبذه

  • elarabi ahmed

    ادا كانت ميانماركما تدعى فالجزائر تتشارك معها فى كثير من الصفات والسياسات وبما أن الكاتب لاداكرة له فهو يجلس على كومة من أنقاض ويعتقد أنه فى القمة .فمادا تدرس لطلبتك الا الكدب والبهتان انها أسمى رسالة يحملها الكثير من أشباة لمعوقبن وليس مثقفين فادا كان هاجس المغرب الأول والأخير هي قضية الصحراء الغربية، التي تعلو على كل القضايا. كما تزعم فماهي قضية الجزائر أليست االصحراء المغربية والتى أصبحت من أولويات الاستراتجية الجزائرية ومحور دبلوماسيتها . (ادا رأيتهم تعجبك .........................................الخ الآية )