-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استغفال بابوي !

الشروق أونلاين
  • 1396
  • 0
استغفال بابوي !

عندما يردد بابا الفاتيكان مقولة أحد ملوك بيزنطا بأن الإسلام شرير وغير إنساني، ثم يعقب على الهَبَّة الإسلامية في وجه خطابه الاستفزازي بأن المؤمنين بالإسلام أساءوا فهم تصريحاته، ندرك فعلا أن هذا البابا يقوم بعملية استغفال كبرى للعالم الإسلامي الذي كان كله ينتظر‮ ‬اعتذارا‮ ‬صريحا‮ ‬من‮ ‬البابا،‮ ‬وإذا‮ ‬به‮ ‬يخرج‮ ‬عليهم‮ ‬بشتيمة‮ ‬أخرى‮ ‬مفادها‮ ‬أن‮ ‬العالم‮ ‬الإسلامي‮ ‬بمفكريه‮ ‬وعلمائه‮ ‬ودعاته‮ ‬أساء‮ ‬فهم‮ ‬تصريحاته‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬فيها‮ ‬شيء‮ ‬يغضب‮!!.‬
رشيد ولد بوسيافة
بيندكت السادس عشر شتم المسلمين لما أساء لدينهم وقال إنه لا يحكم العقل، وشكك في رسالة رسولهم، ولما ثاروا واحتجوا على تصريحاته شتمهم مرة أخرى بقوله إنهم لم يفهموا تصريحاته التي لم تكن عرضية ولكن من ضمن خطاب محضر سلفا من قبل فريق من صقور الفاتيكان الذين تنكروا‮ ‬للخط‮ ‬الحضاري‮ ‬الذي‮ ‬التزم‮ ‬به‮ ‬البابا‮ ‬السابق‮ ‬والمتمثل‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬والتكامل‮ ‬بين‮ ‬الأديان‮.‬
ويبدو من خلال أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أزمة تصريحات البابا المثيرة أن العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي تحولت إلى لعبة القط والفأر، يخرج الغرب بإساءة للمسلمين، تعقبها مظاهر للغضب ودعوات للمقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية، بعدها تصدر‮ ‬الجهة‮ ‬المسيئة‮ ‬شبه‮ ‬اعتذار،‮ ‬وتستمر‮ ‬المواجهة‮ ‬لأشهر،‮ ‬وكلما‮ ‬انتهت‮ ‬قصة‮ ‬تبدأ‮ ‬قصة‮ ‬أخرى،‮ ‬وكأن‮ ‬الأمر‮ ‬مخطط‮ ‬له‮ ‬ومقصود‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬أهداف‮ ‬أخرى‮.‬
والغريب فعلا أن أزمة الرسوم وأزمة الإساءة للإسلام من قبل البابا حركت كل الفعاليات في العالم الإسلامي، وأصبح الحكام أكثر غيرة على الدين من الشعوب، لكن عندما يتعلق الأمر بتدمير لبنان وقتل أطفاله ونسائه، لم نشهد تلك الهَبَّة على مستوى الحكام!
ما يحدث للمسلمين هذه الأيام راجع إلى ضعفهم، وتخاذل حكامهم وعدم صدقهم في التعامل مع دينهم، هم يثورون ويغضبون إزاء الإساءات المتكررة للإسلام فقط من أجل استرضاء شعوبهم، بينما لا يفعلون شيئا عندما تأتي ساعة الجد، ولنتصور ماذا كان ليحدث لو صدرت الإساءة في حق اليهود‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬المسيحيين؟
لقد سارعت دول عربية إلى إدانة إساءة البابا إلى الإسلام، ومنهم من استدعى سفيره في الفاتيكان، وهو سلوك لا نملك إزاءه إلا الإعجاب، لكن عندما نتذكر مواقفهم من القضية الفلسطينية وسلبيتهم وتآمرهم أثناء العدوان على لبنان نصاب بخيبة أمل كبيرة لا يمكن تجاوزها إلا بتذكر‮ ‬صدق‮ ‬الشعوب‮ ‬وحرقتها‮ ‬إزاء‮ ‬ما‮ ‬يحدث‮ ‬للمسلمين‮ ‬في‮ ‬العالم‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!