-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأحواز ثورة حق قومي مسلوب

الأحواز ثورة حق قومي مسلوب

انتفاضة يخوضها الشعب العربي في الأحواز، إقليم قطعه الاستعمار البريطاني بثرواته وأنهاره وسهوله من امتدادات أرض عراقية، ومنحه هبة لشاه إيران الباحث عن واردات أكبر وتمدد جغرافي في عمق الوطن العربي، وأخضع سكانه لميز عنصري تحاربه القوانين والشرائع السماوية والإنسانية.

انتفاضة عربية تزداد حدتها يوما بعد يوم، تجاوزت شعاراتها المطلبية بخدمات تليق بالحياة البشرية الفاقدة لمستلزمات عيشها، إلى مطالب باسترداد حقوق الهوية المسلوبة وتطبيق شروطها، في دولة تعددت فيها الأعراق والأديان والمذاهب الداعية إلى احترام حقوقها في وجود يحفظ كرامتها.

“بالروح بالدم نفديك يا أحواز”، شعار قومي يعود بمردديه إلى ترسيخ أصلهم العربي وما يترتب عليه من حقوق مشروعة في تعزيز منطق الهوية والاعتراف بجوهرها الإنساني، أمام سياسة الميز العنصري الممتد من تاريخ قطعه من أرضه الأم.

أدرك نظام شاه إيران، وخلفه نظام الجمهورية الإسلامية، أن تجريد القوميات من حقوقها، بفرض سياسة الحرمان والتميز، لن يجعلها خانعة إلى الأبد، وهي تتحين الفرصة التاريخية لاستعادة هويتها.

إقليم الأحواز العربي أردأ الأقاليم في إيران على مستوى الخدمات والبنى التحتية، تربويا صحيا اقتصاديا اجتماعيا، وسكانه العرب بأغلبيتهم “الشيعية” يئنون تحت خط الفقر، والطفولة لا تتمتع بأبسط حقوقها التي تنادي بها شرائع الأمم المتحدة، مع أن كل الثروات الإيرانية “طاقة ومياه وزراعة وممرات تجارية” تكمن في الأحواز.

لا يتمتع شعب الأحواز المضطهد انسانيا، ولو بجزء بسيط من حجم ثرواته التي تعيش بها القومية الفارسية على حساب القوميات الأخرى، ويوظفها النظام الحاكم في مشاريعه التوسعية وتغذية أذرعه المسلحة العابثة بأمن الشعوب ووحدتها.

ثورة شعب الأحواز كانت أمرا حتميا، اليوم أو غدا، فصبر الشعوب على اضطهادها له حدود، ثورة تنشب بمجرد توافر عوامل اندلاعها، في ظل دعم دولي يؤمن بشرعيتها، وأوضاع داخلية لا تعرف الاستقرار مع حصار اقتصادي وصراع مفتوح مع المجتمع الدولي قابل للتطور بأشكال أخرى.

داخليا.. سياسة النظام الإيراني في تحويل مياه الأنهار، والتحكم بتوزيعها دون عدالة في التوزيع، ستؤدي إلى تحويل إقليم الأحواز إلى صحراء غير قابلة للحياة، ويضطر سكانه إما إلى الهجرة أو تحمل المزيد من المعاناة التي لا تحتمل. وقمع الاحتجاجات بأبشع الوسائل لن يؤدي إلى وأدها، مع تزايد الغضب المتراكم نتيجة التمادي في سلب أبسط الحقوق الإنسانية.

إجراء لا إنساني تنفذه السلطات الحاكمة في طهران، بتنفيذ مشروع تحويل الأنهار المعروف بـ”بهشت أباد” لتحجيم تدفق المياه في سهل الأحواز الخصب ونقلها للهضبة الإيرانية في أصفهان لتبريد مصانع الفولاذ فيها!

قمع وحشي رفضته بعض الشخصيات الإيرانية، في مقدمتها الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي اتهم الأجهزة الأمنية بإرسال تقارير مبالغ فيها إلى القيادة الحاكمة، وإجبارها على السماح بممارسة أخطر أنواع القمع المؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى بإصابات بليغة، من قبل أكثر الأجهزة فتكا وقسوة “الباسيج” وملحقاتها.

السلطات الإيرانية التي تراهن على احتواء ثورة الأحواز في زمن قريب، لم تدرك أن تلك الثورة هي الحافز الأكبر لقوميات هدها الاضطهاد العرقي، وفي داخلها ثورة ستتهيأ ظروف اندلاعها، لن توقفها كتائب الفتك والقمع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عمار بن ياسر

    علينا كعرب وقوميين عرب ان نسترجع فلسطين ونستعيد ارض الانياء والرسالات الارض المقدسة ثالث الحرمين واولي القبلتين ومسري ومعراج رسولنا العربي الاصيل محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام من الصهاينة اليهود المغتصبون المحتلون ورفع الحصار عن اخواننا العرب السنة بغزة العزة ( محاصرون حصار مموت وجوع وعطش ومرض منذ 22 سنة من طرف اعداء الله اليهود الصهاينة وايعاز من حلفائهم حكام العرب الخونة المطبعين ). فلسطين اولا وقبل كل شيء يا سيد كناني