-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الخلع والطلاق في ازدياد بالجزائر

الأزواج الجُدد أكثر ضحايا الطلاق..

نادية سليماني
  • 9698
  • 1
الأزواج الجُدد أكثر ضحايا الطلاق..
أرشيف

باتت ظاهرة الطلاق أو الخلع، واقعا مريرا، تذوّقت مرارته كثير من الأسر الجزائرية. والجديد في الموضوع، أن فتيات بعمر الزهور بتن يتطلقن بعد أشهر أو أيام فقط من زواجهن، ويعدن لعائلاتهن حاملات طفلا أو اثنين.

وأزواج يتسرعون لفك الرابطة الزوجية مباشرة بعد تمضية “شهر العسل”، فما أسباب الظاهرة المتفاقمة ؟ لدرجة أن العرسان باتوا يفكرون في الطلاق، قبل دخول عش الزوجية؟.
باتت ظاهرة الطلاق أو الخلع، من المخاطر التي تتربص بالأسرة الجزائرية في السنوات الأخيرة، فالإحصائيات في ازدياد متواصل، ولم تفلح جلسات الصلح القضائية ولا تدخل الأقارب والأغراب في إصلاح الأمور، وحماية الأسر من التفكك.
وبلغة الأرقام، أعلنت وزارة العدل في آخر حصيلة لعدد حالات الطلاق للعام 2022، عن تسجيل 44 ألف حالة طلاق وخلع في النصف الأول من عام 2022، أي بواقع 240 حالة يومياً و10 حالات في الساعة، معظمها في الفئة العمرية بين 28 و35 سنة، أي بين المتزوجين حديثاً، علماً أنها بلغت 100 ألف حالة طلاق عامي 2020 و2021، ووصلت إلى 68 ألف حالة طلاق سنويا في 2019.

فتيات بين 23 و25 سنة تعدن لعائلاتهم مُطلقات
أكد المحامي بمجلس قضاء الجزائر، ابراهيم بهلولي لـ “الشروق”، بأن أعلى نسبة في الطلاق باتت تسجل في أوساط المتزوجين حديثا، وغالبيتهم صغار في السن، إذ تتراوح أعمارهم بين 20 و 25 سنة، خاصة بالنسبة للزوجات، والبعض لديهم أطفال.
ومن أهم أسباب طلاق هذه الفئة، حسب ما يدور في أروقة المحاكم، هو الكذب بين الزوجين. وأوضح بهلولي، بأن كثير من العرسان الجدد، يعمدون إلى أسلوب “الكذب والمراوغة” لكسب الطرف الثاني، ليكتشف الطرفان حقيقة بعضهما مباشرة بعد الزواج.
ومنها قصة فتاة من ولاية عين الدفلى تطلقت في سن 24 عام بطفل، بعدما اكتشفت أن زوجها بطال ولا يملك أي شهادة مدرسية، بينما ادعى عند خطوبتها أنه جامعي ويمتلك صيدلية، والحقيقة أنه مجرد بائع في الصيدلية سابقا.
ويكذب الأزواج أيضا في مسألة إصابة أحدهم بأمراض مزمنة، سواء جسدية أو عقلية، أو يدّعي أحدهم الهدوء والرزانة، وبعد الزواج يظهر حقيقته العصبية والانفعالية..هذه جميعها حالات تسببت في حدوث الطلاق.
ويضيف بهلولي، بأنه مع انتشار ظاهرة التعارف عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وسهولة هذه العملية التي باتت متاحة للجميع، مما ساهم في ارتفاع مُعدّلات الخيانة الزوجيّة سواء للأزواج وحتى للزّوجات، وهذه من أهم أسباب الطلاق والخُلع مؤخرا.
ومن أساب الطلاق أيضا، تمسك الزوجة بوظيفتها، في مقابل عدم اشتراط الزوج تخليها عنها في فترة الخطوبة، لكنه يجبرها على ذلك بعد الزواج، ولإصرارها على الاحتفاظ بوظيفتها، تفضل كثير من الزوجات الخلع أو الطلاق.

غالبية أسباب الطّلاق تافهة
وخلص المحامي، إلى أن غالبية أسباب الطّلاق تكون “تافهة وغير منطقية، ويزيد من حرارتها تدخل الأهل والأقارب وتعنّت الزّوجين”.
ويؤكّد المتحدث أن الفوارق الاجتماعية والمادّية، تعتبر بدورها من أهم أسباب حالات الطلاق المعروضة على المحاكم، إذ ترفض كثير من الزوجات المنحدرات من عائلات ميسورة، الإقامة مع عائلة الزوج أو حتى العيش في بيت مستأجر، وبازدياد المشاكل مع أزواجهن يفضلن الطلاق، ومثلهن بعض الأزواج الذين يعايرون وأهلهم الزوجة إذا كانت من عائلة فقيرة. وأزواج وزوجات يتخلين عن الشريك بمجرد إصابته بمرض.
وذكر لنا قصة، زوجة فقيرة تخلى عنها زوجها الميسور بعد عامين من الزواج، لأنها مرضت ورغم إنجابها بنتا. وحتى يتملص من دفع التعويضات ونفقة الطفلة، ترك زوجته بدون طلاق حتى تملّ هي وترفع عليه دعوى تطليق.
وأصبحت ظاهرة الشذوذ الجنسي، وبالخصوص عند الرجال، من بين أسباب الطلاق المهمة، فكثير من الزوجات ترفعن طلب طلاق أو خلع، مؤكدات للقاضي اكتشافهن أمر شذوذ الزوج، وغالبيتهن تحضرن معهن شهادة إثبات العذرية، للحصول على الطلاق سريعا.

منصّات التواصل الإجتماعي.. بلاء دمّر الأسر
وأكد إمام مسجد القدس بحيدرة، جلول قسول، بأن الأسرة الجزائرية في خطر، بعدما تجاوزت ظاهرتي الخلع والطلاق، الحدّ المسموح به. قائلا بأن “الخلع حق أريد به باطل، والطلاق حق أريد به اعتداء”، معتبرا هذه الظواهر، من كيد الأعداء الساعين لمحاربة عقيدة وأخلاق المسلمين.
ومن أسباب انتشار التفكك الأسري، حسب المتحدث، هو ضعف الدين وتضييع الأمانة، والإعراض عن ذكر الله، وتضيع التربية النافعة للأولاد وزرع فيهم المبادئ والأهداف الجليلة لقيام الأسرة المسلمة.
والابتلاء الأكبر، يقول قسول “هو وسائل التواصل الإجتماعي، التي تحوّلت إلى سهام لهدم الأسر، إضافة إلى انتشار المخدرات، التي تهدم العقول وتدمر الأسر”.
وكما أصبح الزوجان “يتصارعان” لأتفه الأسباب، إذ أشار الإمام، بأن الأزواج باتوا يختلفون دون تبصر ويُحمّلون الأمور ما لا تحتمل، ويعظمون الصغائر، ويوسعون دائرة الشقاق، ويدخلون أكثر من طرف في الخلاف “وكُلُّ ذلك يهدم الأسر ولا يبنيها، ويعجل بانفراط عقدها وتشاحن أفرادها.. رغم أن الشديد ليس بالصرعة، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب، والحلم والصفح والعفو أخلاق كريمة دعا إليها القرآن، وليست مؤشراً للضعف أو دليلاً على الهزيمة كما قد يوسوس بها الشيطان.”
وأشار قسول، إلى أن الإسلام طلب من الرجل أن يُحسن صحبة المرأة، ويستوصي بها خيراً، ويعاشرها بالمعروف، وهو الذي أمر المرأة أن تسمع لزوجها وتطيعه في حدود ما أحل الله. وقال، بأن بعض المواقع الإباحية على الإنترنت، ساهمت في تفكك الأسر، بعد إدمان أفراد عليها.

عزوف عن الزواج خوفا من الطلاق
وبسبب كثرة الطلاق، بات كثيرون من نساء ورجال يعزفون عن الزواج، وقال قسول: “عزوف الشباب عن الزواج واستمرارهم على العزوبية فيه مفاسد كثيرة، من أخطرها تعرّضه للفتن والفواحش”، وهو ما جعله ينصح العائلات، بتزويج بناتهم إذا ما وجدوا الرجل المناسب. وكما على الرجال عدم التذرع بوجود صعوبات وعراقيل للزواج، تهربا من الإرتباط.
وللحدّ من ظاهرة الطلاق، ينصح إمام مسجد القدس، بأن يعاشر الزوجان بعضهما بالمعروف، كما أمر دينُنا الحنيف. وإذا كان أحد الزوجان صالحا صابرا على الطرف الآخر الظالم “فليستبشر الصابر منهما، زوجا كان أم زوجة، بأجر عظيم على هذا البلاء العظيم، ويا ويل الطرف الظالم أو الفاسد من سخط الله. وينصح أيضا، بعدم الإلتفات للتفاهات التي قد تحطم البيت الزوجي، وكثرة الوقوف عند الجزئيات، وبكثرة الدعاء”.

30 بالمائة من حالات الطلاق سببها الخيانة الزوجية
ومن جهتها، تدعو المحامية، مريم بن زغران، السلطات، إلى وضع شروط صعبة للزواج، وقوانين ردعية لطالبي الطلاق، لأن الضحية الأولى لظاهرة الطلاق هم الأطفال، الذين ينجر غالبيتهم لاحقا إلى الإجرام و الدّعارة والمخدرات.
وقالت بأن 30 بالمائة من الأزواج باتوا يتطلقون بسبب الخيانة الزوجية، خاصة بالنسبة لعنصر الرجال، أما النساء فبعضهن غايتهن من الزواج، التخلص من شبح العنوسة أو للتباهي أمام المجتمع، ولا يملكن أي فكرة عن مبادئ قيام أسرة متماسكة، وهو ما يجعلهن يتطلقن مبكرا “لأن ما بني على باطل فهو باطل”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • إبراهيم

    و الأسباب الإقتصادية من بطالة و ضعف مستوى المعيشة و أزمة السكن التي يعاني منها الشباب لا ذكر لها ، مقال فضفاض و يفتقر إلى إحصائيات دقيقة و تحليل عميق وذلك لجعل المشكل كله في الشباب الذين يكذبون و الشابات اللاتي لا تصبرن على المعيشة ، وتنصل الدولة و القائمين عليها من المسؤولية من المشاكل التي يتخبط فيها المجتمع الجزائري والتي مهمتهم هو إيجاد حل لهكذا معضلات ، تفتك بالأسرة و تهدد إستمرار المجتمع و الدولة ، بدل الإكتفاء بذكرها و هذا التحليل السطحي ااذي يفتقر إلى العمق