الرأي

الأشرار.. مشكلاتهم شريرة

محمد سليم قلالة
  • 2520
  • 3

من بين الخصائص التي أعطاها علماء الإستراتيجية للمشكلات التي توصف بالشريرة wicked problems أنها:ـ عندما تُحل تنتج عنها مشكلات أخرىـ لا تحكمها قوانينـ لا يوجد حل صحيح وآخر خاطئ لهاـ لا يمكن حلها حلا نهائياـ تعد من أعراض مشكلة أكبر

لنطبق هذه الخصائص على مشكلة تهريب الوقود عبر حدودنا وسنكتشف:

ـ إذا ما تم توقيف هذا التهريب توقيفا صارما أنتج المنتفعون منه مشكلات أكبر، والكل يعرف ذلك..

ـ أنه لا يمكن اللجوء إلى القانون لحلها، السائق حر في التنقل من ولاية إلى أخرى داخل الوطن ولا يمكن منعه من السفر من خنشلة إلى تبسة مثلا.

ـ حلها النهائي غير ممكن على الأقل في الأجل القريب..

ـ هي من أعراض مشكلة أكبر لها علاقة بالبطالة وعن اعتماد الاقتصاد الوطني على المنتج الواحد.

وبهذا المعنى أصبحت مشكلة تهريب الوقود في بلادنا مشكلة شريرة، حلها يحتاج إلى منهجية مركبة من مقاربات ثلاث، إحداها تتعلق بسلطة اتخاذ القرار، والثانية بحل مشكلة المنافسة، والثالثة بمشاركة جميع الأطراف.

لا أشك بأننا نمتلك من الكفاءات ممن يستطيعون ذلك، ولكن الخوف كل الخوف أنه لا توجد في بلادنا مشكلة شريرة واحدة، والخوف الأكبر هو أن تتحول هذه المشكلات الشريرة إلى درجات عالية من الشر أو ما يعرف بـ (Super wicked problems )

 والتي تتميز بانتهاء الوقت لحلها، وغياب سلطة مركزية للقيام بذلك، وأن تعد لمواجهتها سياسات لا تأخذ المستقبل بعقلانية، والأخطر من كل ذلك أن يكلف بحلها  المتسبب فيها. وكلها عناصر مستوفاة على الأقل في مشكلة تهريب الوقود…

 

هل نسمح بأن تنتقل مشكلاتنا الأخرى إلى هذا المستوى من التعقيد؟ في السكن والصحة والأجور والنقل … أم أننا سنسعى على الأقل لكي نمنع في مرحلة أولى من أن تتحول مشكلاتنا إلى هذا الصنف الشرير، ثم في مرحلة لاحقة إلى أن نأمل بأن نعيش كحد أدنى مع المشكلات القابلة للحل، أو على الأقل مع رجال ونساء أخيار قادرون على حلها… لا مع أشرار لا يحسنون سوى العيش مع المشكلات الشريرة؟

مقالات ذات صلة