-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
باريس تكشف عن ممثليها وتساؤلات عن مصير الملف

الأقدام السوداء تسيطر على فريق فرنسا بلجنة الذاكرة!

محمد مسلم
  • 3100
  • 0
الأقدام السوداء تسيطر على فريق فرنسا بلجنة الذاكرة!
أرشيف

بعد طول انتظار، أفرج الجانب الفرنسي عن ممثليه في اللجنة المختلطة الجزائرية الفرنسية، المكلفة ببحث ملف الذاكرة بين البلدين، التي أعلن عنها خلال زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الجزائر في أوت المنصرم، غير أن اللافت فيها، هو عدم الإعلان عنها من قبل الرئاسة الفرنسية، وإنما من طرف جريدة “لوموند” نقلا عن المؤرخ بنجامان ستورا، الذي قاد المحاولة الأولى الفاشلة في سنة 2020.
فريق المؤرخين الفرنسي يتكون من خمسة أعضاء، يتقدمهم مرة أخرى بنجامان ستورا، الذي سيترأس اللجنة المختلطة مناصفة، حسب المصدر الفرنسي، مع نظيره الجزائري، محمد لحسن زغيدي، مدير متحف المجاهد سابقا، وأستاذ التاريخ بجامعة الجزائر (لكن هذه المعلومة الأخيرة غير مؤكدة من الطرف الجزائري، لأن البيان الرئاسي أعلن عن أعضاء اللجنة فقط).
ويتكون الفريق الفرنسي من كل من المؤرخين ترامور كيمينور ( Tramor Quemeneur) المختص في الثورة التحريرية أو “حرب الجزائر” كما تسميها الأدبيات التاريخية الفرنسية، بصفته الأمين العام للّجنة من الجانب الفرنسي، وجاك فريمو (Jacques Frémeaux)، المختص في الاحتلال الفرنسي للجزائر من بداياته، وفلورونس إيدوفيتس (Florence Hudowicz)، محافظة معرض الأمير عبد القادر في متحف الحضارات الأورومتوسطية بمرسيليا، بالإضافة إلى جان جاك جوردي (Jean-Jacques Jordi)، مؤلف كتاب “مغامرة فرنسا في الجزائر 1830/ 1962”.
من بين المؤرخين الخمسة الأعضاء في اللجنة من الجانب الفرنسي، يوجد ثلاثة على الأقل هم من الأقدام السوداء، أي أنهم ولدوا في الجزائر خلال حقبة الاحتلال، وهم علاوة على بنجامان ستورا، الذي ولد بقسنطينة، هناك أيضا جاك فريمو، الذي ولد بالجزائر وغادرها في عام 1962 بينما كان في عمر 13 سنة، وكذا جان جاك جوردي، الذي ولد ببرج الكيفان بالجزائر “فوردلو” سابقا، وتكوّن على يد يهودي من أصل جزائري يدعى إيميل طمين، ما يعني أن الكلمة ستكون لهؤلاء المؤرخين الذين ولدوا في الجزائر بحكم أغلبيتهم في اللجنة المختلطة.
وبالعودة إلى ما كتبه بعض هؤلاء، يمكن القول إن منهم من هو من الدوائر الحالمة بـ”الجزائر الفرنسية”، ويوجد على رأس هؤلاء، جاك فريمو، الذي يعتبر نهاية الاحتلال في الجزائر بـ”الكارثة”، كما جاء في مؤلفه “ميلاد ومصير مستعمرة”، حاله حال جان جاك جوردي، الذي تعتبر بعض كتاباته منارة لدى “الأقدام السوداء” و”الحركى”، الذين يعيدون نشرها على موقعهم وحساباتهم.
أما المؤرخ ترامور فهو غير معروف كثيرا مقارنة بزملائه في اللجنة من الجانب الفرنسي، غير أن الاطلاع على بعض ما أنجزه، يؤشر على أنه نسخة صغيرة من بنجامان ستورا، من خلال بعض البحوث التي أنجزها، على غرار ما تعلق بقضية الجنود الذين رفضوا التجنيد في جيش الاحتلال الفرنسي، وهو يحاول أن لا يكون متشيعا للفكر الاستعماري، الذي لا يزال يروج من قبل الدوائر الحالمة بـ”الجزائر الفرنسية”.
طبيعة الأسماء المختارة تؤكد الدور الذي لعبه بنجامان ستورا على هذا الصعيد من جهة، كما أن الطرف الفرنسي يريد توجيه رسالة للجزائريين، من جهة أخرى، مفادها أن الذين يتفاوضون معكم على حسم ملف الذاكرة، هم من الذين ولدوا في الجزائر وغادروها للاعتبارات التاريخية المعروفة، والجميع يدرك مدى الحقد الذي تكنه الأقدام السوداء (الفرنسيون الذين ولدوا في الجزائر خلال حقبة الاحتلال)، ويقدمون أنفسهم على أنهم ضحايا لاستقلال الجزائر، بل إنهم لم يتورعوا عن المطالبة بما يعتبرونها “الأملاك” التي تركوها في الجزائر، وهم الذين انتزعوها من الجزائريين عنوة بمساعدة جيش الاحتلال طيلة 132 سنة من النهب والقمع والتجويع والقتل والترويع.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن تعيين بنجامان ستورا مجددا على رأس الفريق الفرنسي، يعني تكريسا للرؤية الفرنسية التي عبر عنها ستورا في التقرير الذي أودعه لدى الرئاسة الفرنسية في جانفي 2021، وهو التقرير الذي قوبل برفض عارم من قبل الجزائر، كونه لم يتضمن أي تجاوب مع المطالب التي رفعها الجزائريون على مدار عقود، وهي المطالب التي يعرفها الفرنسيون جيدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!