الألعاب المتوسطية تنفّس الحركة المرورية في طرقات العاصمة

تشهد طرقات العاصمة، منذ السبت، انطلاق حفل افتتاح الألعاب الأورو متوسطية بمدينة وهران، انفراجا واضحا بعد الزحمة المرورية التي زادت عن حدتها الأسبوع الماضي، حيث تنفست أخيرا مختلف المحاور الرئيسة بفعل الانخفاض المحسوس في عدد المركبات، لاسيما بالطريق السريع الغربي الذي يعتبر من أكثر النقاط السوداء على مستوى العاصمة، حيث باتت الحركة أكثر سلاسة بعد توجّه عدد كبير من المواطنين والشباب نحو الغرب الجزائري لمتابعة الألعاب وجعلها فرصة لقضاء فترة من العطلة.

سالك طرقات العاصمة، شأنها شأن مختلف المدن الكبرى، يوم أمس وما قبله، يلمح من الوهلة الأولى التنفس الواضح الذي عاشته مختلف المسالك، لاسيما تلك التي تصنف ضمن النقاط السوداء، حيث عاش مستغلوها أخيرا من العمال والطلبة، انفراجا حقيقيا أين وصل أغلبهم في وقت الدوام أو قبله بفترة قصيرة باختلاف مواقع العمل أو الدراسة وعلى غير عادتهم –حسب التصريحات التي استقتها “الشروق”، على لسان بعض المواطنين، وذلك نتيجة الضغط الرهيب الذي تعيشه مختلف الطرقات طوال أيام السنة، لتتضاعف الأزمة مع اقتراب الأعياد والمناسبات وأيام امتحانات نهاية السنة أين تصل الذروة أثناء فترة امتحانات شهادات البكالوريا والتعليم الأساسي فضلا عن الأيام التي تتزامن وتوقف القطار عن الخدمة لأسبابه المتفرقة كالإضرابات أو الأعطاب التقنية التي بدورها تحول الطرقات السريعة إلى بطيئة بعودة استغلال المركبات في تنقلات المسافرين إلى الواجهة عوض القطار المتوقف، الذي يعتبر من بين أكثر وسائل النقل المريحة التي تخفف من وطأة الازدحام المروري، وتساعد المسافر على الوصول في الوقت المحدد في حالة الالتزام بالمواقيت والبرامج.. فنقص المركبات بطرقات العاصمة هذه الأيام خاصة يوم أمس، وهو أول أيام الأسبوع الذي عادة ما تزيد فيه حركة السير حدة وضغطا رهيبا، يبرهن عن كون نسبة كبيرة من مواطني العاصمة بمختلف فئاتهم قد توجهوا لحضور فعاليات الألعاب المتوسطية المنظمة بوهران، في حين وجدها البعض الآخر فرصة لقضاء العطلة الصيفية بمنطقة تزخر بساحل مغر ومختلف الفضاءات التي يمكن أن تستقطب مختلف فئات المجتمع، بالنظر إلى المشاريع والتهيئة التي سبقت التحضيرات لهذا العرس الرياضي..

لا حديث في الحافلات والشوارع إلاّ عن نجاح الاحتفالات

بدت الدردشة والأحاديث بين الموطنين، سواء في الحافلات أم حتى في الشارع، جد مهتمة بالافتتاح الذي جرى بوهران أمس الأول، فلا كلام يعلو على المناسبة التي أبهرت الكل، فمنهم من وصف الاحتفال وكأنه جرى خارج الجزائر، نظرا للتقنيات المستخدمة، فيما أشاد البعض الآخر بالإضاءة والروح الخفيفة التي أظهرها الجمهور الحاضر والذي يبدو أنه أبهر الزوار المشاركين في هذه المنافسة الرياضية التي تعد سابقة في حياة الجزائر الجديدة بعد سنوات من الركود، حيث ستكون مثل هذه المنافسات، فرصة للاحتكاك بالآخر، فيما ذهب البعض الآخر لانتقاد جزء صغير من النقائص التي اعتبروها ضئيلة مقارنة بحجم التحضيرات الناجحة لهذا الموعد الذي يعتبر خطوة أولى نحو الانفتاح والرقي.