الأمطار تغرق مؤسسات تربوية وتهدد بعضها بالانهيار في العاصمة

باتت العديد من المؤسسات التربوية على مستوى العاصمة، من بين الهياكل التي تشهد أضرارا كلما تهاطلت الأمطار، حيث أجبرت أوضاعها بعد ما تسربت إليها كميات كبيرة من المياه، إلى غلقها في وجه التلاميذ، في وقت لم تجد احتجاجات بعض الأساتذة وحتى الأولياء على حد سواء، نفعا من اجل إيجاد الحلول السريعة لمؤسسات لم يعد بعضها صالحا للاستغلال بعد ما انتهت مدة صلاحياتها منذ فترة طويلة وحتى تلك الجديدة منها لم تسلم من هذه الوضعية لأسباب عدة، في مقدمتها الربط العشوائي للشبكات بالجوار أو غياب الصيانة وغيرها.
ولعل الاضطراب الجوي الأخير، خير دليل على الأضرار التي ألحقت ببعض المؤسسات التربوية وعلى رأسها ثانوية مسعودة جيدة بالكاليتوس والتي تعيش منذ سنوات مشكل تسرب مياه الأمطار الممزوجة بالصرف الصحي دون أدني تدخل من طرف الجهات المعنية بالرغم من الشكاوى المرفوعة التي ترافقها في كل مرة بتوقيف الدراسة، فضلا عن ثانوية البيروني التي لا تزال قضيتها عالقة نتيجة تردي أوضاعها وأمثلة كثيرة عن مؤسسات تربوية أخرى تدهورت حالتها وتساقطت أجزاء منها بسبب الأمطار تارة وقدمها تارة أخرى، تستدعي أوضاعها التدخل السريع ضمانا لسير الدراسة في أجواء حسنة حتى خلال الاضطرابات الجوية.

لا دراسة بإكمالية الغرناطي بعين البنيان منذ 20 يوما

اضطرت إدارة متوسطة الغرناطي بعين البنيان بطلب من مديرية التربية -الجزائر غرب-، غلق المؤسسة في وجه المتمدرسين، وذلك بعد الأضرار البليغة التي لحقت بها جراء الأمطار الطوفانية التي تساقطت على المنطقة نهاية أكتوبر الماضي، ما دفع بالمؤسسة إلى نشر الإعلان، تعلم من خلاله الجهات الوصية كافة التلاميذ المتمدرسين بالمتوسطة والأولياء، تعليق الدراسة إلى حين السماح لذلك من طرف المديرية، وذلك بسبب تعرضها لأضرار بليغة نتيجة تسرب مياه الأمطار، في وقت تم تفريق التلاميذ على المتوسطات الأخرى إلى غاية إيجاد الحلول اللازمة للوضعية.
فمتوسطة الغرناطي التي كانت قد تعرضت خلال الاضطراب الجوي الذي عرفته المنطقة في الـ23 من أكتوبر الماضي بعد تضررها وتسرب كميات معتبرة من المياه والطين إلى غاية الأقسام لأضرار كبيرة منها انهيار جدار وتسرب كميات معتبرة من المياه والطين إلى الأقسام فضلا عن تعرض الأسقف للتسربات، ما دفع بمديرية التربية الإعلان عن غلقها إلى غاية إيجاد الحلول اللازمة مع تفريق المتمدرسين على مؤسسات مختلفة. وحسب بعض الشهادات المستقاة من عين المكان، فإن السبب الأساسي وراء غلق المؤسسة، يعود إلى سد البالوعات المتواجدة وراءها بعد إنشاء حي 138 مسكن، حيث أنجزت مختلف الشبكات ما اثر على البالوعات التي سدت على آخرها، مشكلة فيضانات عارمة للإكمالية بعد ما عجزت مياه السيول عن إيجاد منفذ لها سوى المؤسسة.

ثانويات ومتقنات بالكاليتوس في وضعية كارثية

ثانوية مسعودة جيدة بالكاليتوس هي الأخرى لا تزال تعاني منذ سنوات من مشكل ارتفاع منسوب المياه القذرة كلما تساقطت الأمطار، حيث يرتفع منسوب المياه بها بشكل يمنع من الولوج إلى الداخل، وأشار المكلف بالإعلام بنقابة الكنابست -الجزائر شرق، عبد النور علواش، في تصريح لـ”الشروق”، أن الأوضاع تتأزم مع قدوم الاضطرابات الجوية، محولة الساحة إلى مسبح، فيما تغمر تلك المياه قاعة الأساتذة الذين يضطرون في كثير من الأحيان للتوقف عن العمل.
كما لايزال مشكل ثانوية البيروني بوادي السمار، مطروحا بسبب الانهيارات المتتالية للأسقف وتسرب كمياه من مياه الأمطار التي تتحول إلى هاجس كلما حل وقتها نظرا لقدم هياكلها والتي لم تعد تتحمل أكثر بسبب انتهاء مدة صلاحيات بنائها الجاهز.
وكانت النقابة ذاتها قد تدخلت من اجل المرافعة عن هذه القضية التي استدعت دخول الأساتذة وحتى أولياء التلاميذ في وقفات احتجاجية وإضرابات من اجل إيجاد الحلول اللازمة لهذا الإشكال، وقد راسلت في هذا الصدد ولاة العاصمة المتعاقبين عليها من خلال تقرير مفصل حول الوضعية الكارثية لبعض الهياكل التربوية والمؤسسات التعليمية المتواجدة بالجهة الشرقية للعاصمة وعلى رأسها ثانوية البيروني بوادى السمار، متقنة الرائد نحناح بالرغاية وثانوية مسعودة جيدة بالكاليتوس، حيث كشف التقرير أن تلك المؤسسات لم تعد صالحة للاستغلال ومعرضة للانهيار في أي لحظة وخير دليل على ذلك حوادث الانهيارات الجزئية للأسقف المسجلة داخل الأقسام والمخابر في فترات متفرقة، ما ينذر بخطر وشيك قد يحل في أي لحظة.

ساحة ثانوية أولاد الحاج بالكاليتوس تتحول إلى مسبح
ولعل أكثر ما يثير الدهشة هي المؤسسات التربوية الجديدة التي دخلت حيز الخدمة منذ فترة وجيزة، كثانوية أولاد الحاج بالكاليتوس والتي دشنت منذ شهرين فقط، حيث تحولت ساحتها إلى مسبح خلال الاضطراب الجوي الماضي، ما صعب على التلاميذ الولوج إليها، وهو ما يتطلب حسب المتتبعين ضرورة إعادة النظر في الإشكال بالبحث عن السبب وإيجاد حل لمنع تجمع المياه بهذا الشكل الكبير.

متوسطة مرجاني تغرق وجدران ثانوية عبان تتهاوى بالمحمدية
ثانوية عبان رمضان ببلدية المحمدية هي الأخرى تضررت من الأمطار الغزيرة المتساقطة على العاصمة الأسبوع المنصرم، حيث أغرقت كميات منها متوسطة محمد مرجاني الكائن مقرها على مستوى حي البدر لبلدية باش جراح، وسجل وقتها تعطل الدراسة وعاد التلاميذ إلى منازلهم، فيما حاصرت المياه مديرة المؤسسة وذلك نتيجة ارتفاع منسوب الوادي، وهي داخل سيارتها –حسب تأكيدات نقابة الكنابست، وقد استدعت الأوضاع إلى تدخل عمال اسروت وناتكوم وأعوان النظافة لإعادة تنظيف رواق وساحة وحتى الأقسام من المياه والأوحال التي حاصرتها.
كما شهدت الفترة سقوط جدار ثانوية عبان رمضان بالمحمدية، وهو الحائط الذي يحمي المؤسسة من ولولج الغرباء يتطلب التدخل لإعادة بنائه.