-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشروع استهلك 12 سنة ومئات ملايين الدولارات تحقق في أربعة أشهر

“الأنسولين الجزائري” أصبح حقيقة والاكتفاء الذاتي والتصدير على الأبواب

س. ع
  • 1620
  • 0
“الأنسولين الجزائري” أصبح حقيقة والاكتفاء الذاتي والتصدير على الأبواب
أرشيف

تحوّل حلم إنتاج الأنسولين من وحدة قسنطينة الأولى، التابعة لمجمع صيدال، من مجرد حلم، تحوّر مع مرور السنوات إلى كابوس، إلى حقيقة ترجمها التدشين الرسمي يوم الأحد لعمليات إنتاج، ستبلغ أربعة ملايين وحدة، في السنوات القليلة القادمة، على أمل التصدير مستقبلا لدول إفريقية وآسيوية، تزامنا مع الإنتاج المرتقب لأنسولين الأقلام خلال السنة الحالية 2023، بالتعاون مع خبراء وشركات روسية، لأنسولين الأقلام، التي ستضمن الاكتفاء الذاتي لمرضى السكري الذين يناهز تعدادهم الخمسة ملايين مصاب في الجزائر، والتصدير والريادة في المواد الصيدلانية على مستوى القارة والعالم العربي.
وكانت الأجواء الأحد، في وحدة صيدال قسنطينة أشبه بالعرس، حيث تبادلت الرئيسة المديرة العامة لمجمع صيدال السيدة فطوم أوقاسم وعمال وإطارات وحدة قسنطينة التهاني، خاصة أن المركب ذاته كان قد حقق فتحا علميا في سبتمبر من سنة 2021، عندما قام بإنتاج أولى جرعات لقاح كورونا، بخبرة جزائرية وتعاون مع الشريك الصيني، واعتبر الأمر حينها سابقة في الدول العربية والإفريقية تحت تسمية خاصة وهي كورونافاك الذي استعمله الجزائريون برفقة بقية اللقاحات القادمة من البلدان المتطورة في الجرعات الثلاث التي أخذها الجزائريون خلال اشتداد جائحة كورونا في نهاية 2021، ومكّنت الجزائر من تسيير الجائحة من الناحية العلمية.
لم يستغرق تنفيذ مشروع إنتاج الأنسولين أكثر من أربعة أشهر، حيث وجدت وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني كل الظروف مهيأة لأجل تحقيق المشروع في وحدة قسنطينة، الجاهزة منذ سنوات لمشروع كهذا، من حيث ضخامة المكان والأجهزة المتوفرة، لأنه في الأصل مصنع كان مخصصا لإنتاج الأنسولين منذ 12 سنة خلت.

من الشريك الدانماركي الوهم إلى الحقيقة الروسية
قصة وحدة قسنطينة مع إنتاج الأنسولين قديمة وتعود إلى 12 سنة وقيل حينها بأن الشريك الدانماركي المعروف بخبرته في المجال هو من سيضع الأنسولين الجزائري بين أيدي الملايين من مرضى السكري تحت المظلة الفرنسية، ففي أواخر سنة 2011 جرى التأكيد على أن يتم تصنيع الأنسولين في البلاد، لكن المشكلة التي ظهرت هي أن الشراكة الدانماركية، بقيت مرتبطة بفروع الشركة في فرنسا، والغريب أن مبلغا لا يقل عن 280 مليون دولار، تم إنفاقه في ذلك الوقت بحجة إنشاء مركز للمطابقة الحيوية وهذا خلال سنة 2015. وتمت في ظروف مبهمة إقالة مديره العام السابق علي عون، الذي يحمل حاليا في حقيبة وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، كما تعرضت الوحدة المخصصة لإنتاج الأنسولين إلى محاولات حرق بقيت مبهمة إلى حد الآن.
وبشّر مدير التسويق السابق في صيدال يحيى سعد الدين نايلي كل الجزائريين ومرضى السكري على وجه الخصوص في سنة 2015 من مدينة بوسطن الأمريكية، عندما قال بأن مصنع الأنسولين بمجمع صيدال بوحدة قسنطينة، سيباشر الإنتاج في السداسي الأول من سنة 2016، واستفاد خلال هذه الفترة المئات من الصيادلة والباحثين المختصين من تربصات وتكوين مُركّز في فرنسا وخاصة في الدانمارك كانت فاتورته ثقيلة جدا بالعملة الصعبة، قيل حينها بأنها ستفرز إنتاج الأقلام والخراطيش والأنسولين، في الجزائر، ولم تكن تكلفة التربص لمختص واحد تقلّ عن عشرة آلاف دولار في الأسبوع، فضلا عن تذكرة السفر والإقامة والإطعام، كما أن المدير العام السابق ياسين تونسي، صرّح في منتصف سنة 2017 بأن أول قارورة لمادة الأنسولين 10 ملل المنتجة في إطار شراكة بين صيدال وشركة نوفونورديكس الدانماركية ستظهر في السداسي الأول من سنة 2018، بعد الحصول على التسجيل والمطابقة.
وتحدث حينها بالتفصيل والأرقام الاستشرافية، عن مشروع الأنسولين من خلال إنتاج 2 إلى حدود 2.5 مليون قارورة سنويا، مما يسمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي ومباشرة التصدير إلى دول إفريقية وآسيوية، تمت تسميتهم بالاسم، ضمن وزارة الصناعة والمناجم التي كانت في ذلك الوقت هي التي تشرف على الصناعة الصيدلانية.
وظهر فعلا بعض الأنسولين المحلي بكمية قليلة جدا ثم توقف بسرعة، بحجة أن أسعاره غالية جدا مقارنة بالأنسولين القادم من الأردن ومن دول أخرى إفريقية.
وبحجة أن الأنسولين الكلاسيكي مع الشريك الدانماركي، لا يواكب الجيل الثاني والثالث من الأنسولين المتوفر حاليا في الأسواق العالمية والجزائرية بأسعار معقولة، ليتم توقيف المشروع رغم أن الخسارة قاربت نصف المليار دولار بحسب بعض الخبراء، قبل أن يعود الآن ويتحول إلى حقيقة بداية من مباشرة إنتاج الأنسولين المجهز في قنينات زجاجية، تحول مباشرة إلى المستشفيات، قبل أن تنهي الجزائر معاناتها مع الأنسولين مع بداية إنتاج أنسولين الأقلام قبل نهاية السنة الحالية 2023 بالتعاون مع شركة جيروفارم المسماة بالعملاق الروسي في تصنيع الأدوية وكل أنواع الأنسولين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!