-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تصريحات صادمة تشعل غضب الجزائريين

الإبراهيمي: الخروج الفرنسي من الجزائر لم يكن هزيمة عسكرية!

محمد مسلم
  • 37744
  • 18
الإبراهيمي: الخروج الفرنسي من الجزائر لم يكن هزيمة عسكرية!
أرشيف

صنعت تصريحات إعلامية لوزير الخارجية الجزائري الأسبق، لخضر الإبراهيمي، حول الحرب التحريرية والخروج المذل للاحتلال الفرنسي مدحورا من الجزائر، جدلا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي، منتقدا بشدة ما صدر عن الإبراهيمي، ومعتبرا ذلك تشكيكا في هزيمة فرنسا على يد الجزائريين.

الإبراهيمي وفي حوار خص به يومية “لوموند” الفرنسية، شبه مغادرة الجيش الأمريكي لأفغانستان، بما وصفه “خروج فرنسا من الجزائر”، وقال: “الخروج الأمريكي من أفغانستان بعد 20 سنة من الحرب، لا يمكن اعتباره هزيمة عسكرية. إنه يشبه تماما ما حصل مع خروج فرنسا من الجزائر”.

وأضاف معلقا: “الولايات المتحدة هي التي قررت المغادرة. الأمريكان بدأوا في التفكير بالمغادرة منذ مقتل بن لادن، ولكن لم تسعفهم الظروف”، ثم عرج على الدول التي حاربت الشعب الأفغاني وخرجت مدحورة، مثل الاتحاد السوفياتي في عام 1989، والبريطانيين في القرن 19 عندما تلقوا هزائم حقيقية.

في إجابة الدبلوماسي الجزائري السابق، هناك توجه مفاده أن الأمريكان لم يتعرضوا للهزيمة في أفغانستان، وإنما هم من قرر الخروج طواعية من هذا البلد، ثم بعد ذلك يحاول تشبيه خروج الأمريكان من أفغانستان بانتهاء الاحتلال الفرنسي للجزائر، وكأنه يقول إن فرنسا هي التي قررت مغادرة الجزائر طواعية، وأن ذلك لم يكن نتيجة حرب مدمرة امتدت لسبع سنوات، استشهد خلالها مليون ونصف مليون من الجزائريين، وهلك فيها عشرات الآلاف من الجيش الفرنسي ومن أزلامهم من المعمرين والأقدام السوداء والحركى.

مثل هذه التصريحات فاجأت الكثير من الجزائريين، لأن الإبراهيمي لم يكن رجلا عاديا، وإنما يعتبر من إطارات جبهة التحرير وأحد رجالاتها التي عملت في دبلوماسية جبهة التحرير وحضر مؤتمر باندونغ بأندونيسيا، الذي وصف انتفاضة الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي، بعملية التحرر المشروعة التي قام بها شعب عانى من الاضطهاد والظلم.

تصريحات رجل بمواصفات الإبراهيمي المعروف بثقله الدبلوماسي ووزنه الدولي، عن عدم هزيمة فرنسا في الجزائر، يطرح أكثر من تساؤل حول خلفية وتوقيت هذه “الخرجة” غير المفهومة، والتي تشكل تشكيكا في تضحيات الجزائريين على مدار أزيد من قرن من الزمان، وانتقاصا من قيمة ثورة شهد لها العام والخاص، واعترف لها العدو قبل الصديق، بأنها من أعظم ثورات القرن العشرين، إن لم تكن أعظمها على الإطلاق.

الغريب في تصريح الأخضر الإبراهيمي، هو أنه يأتي غير منسجم تماما مع مختلف التقارير والاعترافات، بما فيها تلك التي صدرت عن الإعلام الغربي والأمريكي على وجه الخصوص، والتي خلصت إلى نتيجة مفادها أن عشرين سنة من التضحيات بالدم والمال من قبل الأمريكيين ومعهم حلف شمال الأطلسي في “مقبرة الإمبراطوريات” كما تسمى، انتهت إلى مربع البداية، وهي عودة حركة طالبان إلى الحكم بعد ما طردت منه في عام 2001، ما يعني أن تشبيه وزير الخارجية الأسبق، هزيمة فرنسا في الجزائر وهزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان، لم يكن صحيحا بالمرة، بل لم يكن تقييما سليما، فالتشبيه كان يمكن أن يكون صحيحا لو تجرأ الرجل واعترف بهزيمة الدولتين العظميين، في بلدين منهكين، ولكن إرادة شعبيهما لا تقهر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • أنا

    و أمريكا لم تنهزم عسكريا في فيتنام و الاتحاد السوفياتي لم ينهزم عسكرياً في أفغانستان و كفار قريش لم ينهزموا عسكرياً أمام المسلمين في بدر و صلاح الدين الأيوبي لم يهزم الصليبيين ........................................... لقد أصيب الرجل بالزهايمر.

  • mohamedespana

    كلمة واحدة: لو لم تهزم فرنسا لما استعانت بالحلف الاطلسي

  • Mahdi

    هزيمة فرنسا كانت بالأساس هزيمة دبلوماسية بفضل تضحيات الشعب الجزائري بدليل أن القوات العسكرية الفرنسية بقت متمركز ة في المدن و القرى إلى غاية ما بعد الاستفتاء حول الاستقلال و من مرسى الكبير إلى غاية سنة 71،المشكل هي الطريقة التي صرح بها الإبراهيمي و السياق الذي قال فيه ما قاله

  • amremmu

    ليس هو الوحيد الذي قال ما قال . فقد سمعنا ذلك من أفواه عديدة وفي مناسبات كثيرة .. وحتى من قبل الذين عايشوا الثورة من قريب فلا داعي للنفاق .. وقد يكون الفرق الوحيد أن كلامه قيل في جريدة لوموند الفرنسية .

  • حمزة

    صام دهرا ونطق كفرا تصريحه لم يفاجئني صراحة لأنه عمل لصالح الأمريكان فيما يسمى الأمم المتحدة كمبعوث (رباوه على يدهم كيما تقولو)

  • العجب العجاب

    ... حرب مدمرة امتدت لسبع سنوات، استشهد خلالها مليون ونصف مليون من الجزائريين، وهلك فيها عشرات الآلاف من الجيش الفرنسي ... لأول مرة سمعت أو قرأت هلاك جنود فرنسيين في الثورة التحريرية حيث أن كل الكتب التاريخية بداية بالرسمية منها أي المدرسية لا تشير أبدا الى وجود قتلى من الجانب الفرنسي لا مدنيين ولا عسكريين ونفس الشيء يقال ويكرر في كل الملتقيات والمناسبات ... التي يتم فيها الحديث عن الثورة التحريرية . حيث الكل يتحدث عن مليون ونصف شهيد من الجانب الجزائري وبعده الصمت وكأن هذه الحرب حرب بين جزائريين وأشباح لا يموتون ولا يصابون ... لقد هرمنا ولا نزال نتعلم ولا نزال نكتشف ولا نزال تائهين في بلد هو بدوره تائه .

  • عبدالله بلقاسم مسعودي . الجلفة

    كنت من بين الذين يحترمون هذا الشخص ، لمساره الديبلوماسي ، ولكن بعد أن قبل الترويج للعهدة الخامسة لصورة وكرسي متحرك ، سقط من عيني . وهاهو اليوم ينتقم من الجزائر لأن لم يتم تعيينه كزميله لعمامرة . وحتى وأن اختارك الرئيس فأنت غير قادر جسديا، ولا عقليا . لقد مسح كل مساره لارضاء فرنسا. ولا أعتقد أنها هفوة جراء مرض الخرف .

  • Omar

    و انتم مقتنعين بهدا الطرح كما هو مقنع به

  • خليل

    هذا المخلوق خايف من فرنسا إلى الان.

  • أحمد محمد

    لكل فارس كبوة

  • الصيدلي الحكيم

    هذا نفسو لي جا و شاف بوتفليقة و خرج قالهم راو بصحة جيدة و هايل و خليوه يزيد عهدة خامسة؟؟ابحثو عمن يكون أبوه و ستعرفون لماذا صرح بأن فرنسا خرجت طواعية.

  • محمد شاوي

    مادام يعيش عند أسياده مثل وزير المجاهدين الأسبق شريف عباس،فالأخضر الإبراهيمي يمدح الولايات المتحدة وفرنسا الأم الحاضنة له ---هزلت ---

  • ابن بطوطة

    وشهد شاهد من اهلها

  • Mohdz

    ولي الأسف بي تلك الطريقة يفكر كل صناع قرارتنا . الله يرحم الشهداء

  • logique

    الفرق الوحيد بين لخضر الإبراهيمي و نورالدين ايت حمودة، هو السن.

  • ضيبل

    أين النوفمبريون ....؟

  • Azz

    لا حدث...... احكيلي علحاضر والمستقبل

  • رشيد

    حرب التحرير كانت بقوة السلاح وبالنظال السياسي جنبا الى جنب. ومعلوم ان السياسة تصنعها القوة. ملما كنت قويا فرضت ارادتك على الاخر.