-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإخوان المسلمون إلى أين !! ؟

صالح عوض
  • 7659
  • 0
الإخوان  المسلمون  إلى  أين !! ؟

ليس هناك حركة سياسية أو اجتماعية في الوطن العربي كحركة الإخوان المسلمين التي أثارت من الجدل بين مؤيد ومناصر من جهة، ومخاصم ومحارب من جهة أخرى ..

  • ولقد غالى المؤيدون والأنصار حتى قدموها على أنها تمثل الاسلام الصحيح وأنها الوصية عليه ولا سبيل لعزة الاسلام إلا  اتباع  منهجها  في  حين  بالغ الخصوم  إلى  رميها  بكل  سبة  وتهمة  وقدموها  على  أنها  صنيعة الاستعمار  ويده  الطولى  في  تدمير  مشاريع  النهضة  والتحرر .
  • وللأسف ورغم اهمية هذه الحركة التي أثارت كل ذلك الجدل إلا أنها لم تخضع لمنهج علمي بالدراسة والنقد للخلوص الى رؤية حق لاتبخسها فضلها وتحررها من أخطاء ونقاط سوداء إن وجدت في فكرها أو مسيرتها ..وظل الأمر موزعا بين من يقدسها ومن يطمس خيرها.
  • يقودني إلى هذه الإشارة في هذه العجالة ما يتوارد عن أخبار داخلية في هذه الحركة في مصر والأردن والبحرين والعراق ومصر تنبئ عن تصادم الأجيال وتنوع الرؤى إلى درجة تهدد بالانقسامات.. وهنا تنتقل ساحة الصراع من الخارج الى الداخل. ولعل الخلاف الدائر في صفوف الإخوان  المسلمين  في  مصر  في ظل  الظروف  المحيطة  بهم  يكون  الخطر  من  نوعه  منذ  الاختلافات الرهيبة  التي  أعقبت  مقتل  الإمام  حسن  البنا  حين  أصبح  كل  شيء ممباح  في  التصادمات  الداخلية .
  • ليس القصور فقط لدى الإخوان المسلمين أنهم لم يشرحوا حركتهم وأنهم أحاطوها بالسرية والقوانين الحزبية الصارمة حتى عادت كأنها حالة هلامية سرية… ولكن التقصير بالغ لدى المفكرين العرب والاسلاميين الذين ابتعدوا عن دراسة الظاهرة الاسلامية بشكل عام وحركة الإخوان بشكل  خاص  .
  • لكن من الملاحظ أن الزمن حول كثيرا من أساليب هذه الحركة الكبيرة وحول إطارها الى حدود مانعة وممنوعة وأحال قياداتها إلى معصومين وتصرفاتها إلى ما فوق النقد.. وتحولت شيئا فشيئا الى طائفة من المسلمين تقدم الطقوس والالتزامات الحزبية على الواجبات الدينية العامة…  وهذا  يعني  ضرورة  الإسراع  إلى التصحيح  والمناقشة  العميقة .
  • وهنا سؤال مهم نريد طرحه: “ماذا لو حلت حركة الإخوان نفسها وانتهت ضوابطها وقيودها وانساح شبابها ورجلاتها في المجتمع كل حسب موقعه ودوره كما فعل إخوان البحرين وكما دعا المفكر الإسلامي عبدالله النفيسي.. ماذا لو انتهى عصر التنظيم والجماعة.. أدرك أن مثل هذا السؤال من المحرمات لدى المنشغلين بالتنظيم..! ولكنه لن يكون كذلك للمنشغلين همّ العمل الاسلامي المرتبط بهم الأمة وقضاياها.. إنها دعوة مخلصة وحريصة أن يحل الإخوان المسلمون أحزابهم وينهمكون في العمل الوظيفي وليس الإيديولوجي لعل الله تعالى ينفعهم وينفع بهم.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!