-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإصلاحات الفاشلة؟!

أوحيدة علي
  • 1069
  • 0
الإصلاحات الفاشلة؟!

لا أدري لماذا تنام وزارة التربية دهرا، وتستيقظ شهرا؟! ولا أدري لماذا هذا التعتيم والغموض والتسارع لإصلاحات كاذبة، لأنها لم تُسبق بتقييم ميداني شامل للمناهج والتوقيت والكتب، ونظام الاختبارات ونتائج المتعلمين، وطرائق التعليم وأداء الأساتذة داخل حجرات الدراسة.. إصلاحات انطلقت من الصفر نحو ما لا نهاية سالبة، إصلاحات تغلفها أمزجة الأفراد، ونيَّات غير صادقة، وأهداف لا علاقة لها بالمجتمع وحضارته، ولا صلة لها بأصول التربية ومبادئ التدريس، ومستويات التلاميذ والطلبة، لأنها إصلاحات جزئية وشكلية لكتب السنوات الأولى والثانية والثالثة من التعليم الابتدائي، بغية التخفيف من ثقل المحفظة، وحماية التلاميذ من تشوهات العمود الفقري كما جاء في جريدة الشروق ليوم 5 جوان 2022، أي بعد عشرين سنة استجابت الوزارة لنداءات المختصين وغيرهم.

إنه مؤشرٌ خطير سوف ينتج عنه الأسوأ في المستقبل القريب، والسبب الرئيسي والمباشر يكمن في منظومة تربوية فاشلة فرضتها زمرة من زمر الثقافة الفرنسية، وبثتها في المناهج، والكتب، ونظام الاختبارات والامتحانات، والقرارات الإدارية التي أصبحت معاول تنزع كل غصن بدأ ينمو، وتقطع كل جذر تحرك تحت التراب.

السؤال الذي يُطرح الآن: أين كانت الوزارة؟ وماذا تصلح وهي لا تعرف سلبيات وإيجابيات منظومة فاشلة منذ سنة 2003، ورغم هذا مازالت متشبثة بها لتجعلها في النهاية حصان طروادة بغية تمييع المجتمع بأيادي الجيل الصاعد الذي أصبح ينتقم من نفسه والأساتذة والمجتمع، انتقاما تمثل في اعتداء التلاميذ والطلبة على ممتلكاتهم الخاصة، وعلى من يعلّمهم، وعلى كل من يمتُّ بصلةٍ للملكية العامة، وهذه المظاهر ظهرت في تمزيق الكتب والكراريس، ورشق الأساتذة بالبيض والطماطم، وبأشياء قذرة، وتخريب الأقسام ومحتوياتها، والكلام الفاحش أمام الكبار والصغار للتنفيس على ما هو مكبوت في أنفسهم، والمعاملة السيئة لهم داخل المؤسسات التربوية، وضغوط الأولياء وجحيم الدراسة، ومن سوء الكتب المدرسية التي لا تتضمّن معلومة، ولا طريقة، ولا قاعدة، ولا أمثلة تساعدهم على فهم واستيعاب ما يقدَّم إليهم من طرف أساتذة عاجزين هم بدورهم عن فهم ما تضمّنته الكتب، لأنها عبارة عن أوراق مكدسة يدفع التلميذ والطالب ثمنها دون أن يأخذ منها معلومة، ومن أراد التأكد من هذا عليه أن يطلع على طلاسم منظومتنا التربوية.

إنه مؤشر خطير سوف ينتج عنه الأسوأ في المستقبل القريب، والسبب الرئيسي والمباشر يكمن في منظومة تربوية فاشلة فرضتها زمرة من زمر الثقافة الفرنسية، وبثتها في المناهج، والكتب، ونظام الاختبارات والامتحانات، والقرارات الإدارية التي أصبحت معاول تنزع كل غصن بدأ ينمو، وتقطع كل جذر تحرك تحت التراب… لأن الإصلاحات الصادقة لها مراحل وقواعد وشروط منها:

–  تقييم عملي وميداني ينطلق من القسم ويمس الوسائل التعليمية- التعلمية مثل: المنهاج، الكتب، الطرائق التربوية المتبعة، وأداء الأساتذة، وأساليب الاختبارات والامتحانات، ونتائج المتمدرسين، وتكوين الأساتذة… لنصل في النهاية إلى تجميع الإيجابيات لنحافظ عليها، وحصر السلبيات لتعديلها أو استبدالها، أو حذفها، ثم نقوم بإصلاحات لها أهداف محددة ومعروفة من عملية التقييم.

–  لا يمكن القيام بإصلاحات في مدة شهر أو شهرين، كما لا يمكن القيام أيضا بإصلاحات ونحن نجهل الميدان، أو ننطلق من الصفر ونحن لا نعرف ماذا نصلح. الأمر يتعلق بمصير أبنائنا، وأجيال المستقبل، ولذا ينبغي لنا، بل يجب علينا أن لا نتسرع، ولا نستهين الأمر، ولا نسند مهمة الإصلاح إلى الجامدين والمحنّطين، أو إلى المقرّبين الجاهلين، والدليل على هذا هو الكتب المدرسية التي بهدلت كل من ألّفها، كما بهدلت الوزارة أيضا، لأنها هي المسؤولة أولا وأخيرا.

–  أما التسارع في القيام بإصلاحات جزئية في آخر السنة انطلاقا من الصفر، فهذا عبث يقصد به إطالة عمر هذه المنظومة الفاشلة حتى يتحقق المطلوب منها، ويقصد به أيضا إلهاء كل من يتابع المنظومة وينقدها وينتقدها ليسكت ويصمت عددا من السنوات، لأنه يتوهم بأن الوزارة في صدد الإصلاحات المستمرة بغية رفع مستوى التلاميذ والطلبة.

وخلاصة القول: إن لهذه الإصلاحات الجزئية المتسارعة في آخر السنة الدراسية أهداف منها: إطالة مدة تطبيق المنظومة الحالية، وإلهاء المجتمع بها، وصرف أنظار المتابعين لها، وإدخال رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ والنقابات في متاهات ودهاليز وإغراءات دنيوية ليصمتوا أو يؤيدوا، بل ليتبنوا كل ما يقدم إليهم دون تمحيص أو تقييم أو تقويم… ومن يرى غير هذا عليه أن يبصّر القراء ويوجّه أصحاب الميدان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!