الإعدام لقاتل فنان المالوف علي بنّاني بعنابة

قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة مساء الثلاثاء، بإدانة شاب بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد بالإضافة إلى جناية السّرقة بتوفّر ظرفي الكسر واللّيل، والحكم عليه بالإعدام بعد تورطه في ارتكاب جريمة قتل مغني المالوف “علي بنّاني” شقيق الفنان الراحل المرحوم “حمدي بناني”.
وحسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإن وقائع هذه الجريمة الشنعاء تعود إلى حدود الساعة السابعة مساء من تاريخ الثاني من شهر أكتوبر لسنة 2022، عندما تلقت مصالح أمن ولاية عنابة، بلاغا بشأن وجود شخص مصاب بجروح خطيرة على مستوى الرأس، ملقى على الأرض ينزف دما بمدخل المطبخ المتواجد في الطابق الثاني، لإحدى قاعات الأفراح بشارع فلاحي رشيد بمدينة عنابة، وعلى الفور تنقل عناصر الشرطة القضائية بأمن الولاية، إلى عين المكان، أين وجدوا بأن الضحية قد تم نفله إلى المستشفى الجامعي بعنابة من طرف عناصر الحماية المدنية، وأن الطبيب قد أكد وفاته، وأن الأمر يتعلق بالضحية “علي بنّاني”.
وبعد إخضاع جثّة الضحية لمعاينة الطبيب الشرعي والتحريات والتحقيقات التي باشرتها الضبطية القضائية من خلال معاينة مسرح الجريمة، تبين بأن الضحية قد لفظ أنفاسه الأخيرة، بعد تلقيه لخمس ضربات غائرة على مستوى الرأس، داخل قاعة الحفلات التي تملكها عائلته، ما تسبب في مقتله، عكس ما تم تداوله وقتها بأن الضحية يكون قد تعرض للسقوط على مستوى الرأس. وبالتعمق أكثر في عملية التحري والتحقيق من طرف فرقة الشرطة العلمية والتقنية بأمن الولاية، ورفع البصمات والأدلة، التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة، من بينها حجر متوسط الحجم عليه بقع من الدم وشعر الضحية، بالإضافة إلى مجموعة من الأغراض الأخرى من بينها مجموعة من المفاتيح وقفل نحاسي محطم ومفك براغي مكسور. كما كشفت عملية المعاينة تعرض غرفتي النوم إلى التفتيش مع إمكانية تعرضهما للسرقة.
وخلال عملية التحري تبين بأن المتهم “ب،ر” والذي يعمل في مطعم يملكه ابن الضحية، قد لاذ بالفرار، وأنه أصبح المشتبه فيه الأول بعد اختفائه المفاجئ مباشرة بعد وقوع الجريمة. قبل أن يتم رصد تواجده بعين الترك في ولاية وهران، وذلك بعد استعمال التقنيات الحديثة لاقتفاء أثره، حيث تم استصدار إذن من النيابة لتوسيع دائرة الاختصاص والتنقل إلى ولاية وهران، أين تم إلقاء القبض عليه بعد أربعة أيام من وقوع الجريمة البشعة، وضبط بحوزته حقيبة بها مبالغ مالية بالعملتين الوطنية والأجنبية تقدر بنحو 20 مليون سنتيم و1600 يورو، بالإضافة إلى أجهزة هواتف نقالة، ليتم تحويله إلى أمن عنابة للتحقيق معه وتقديمه أمام العدالة.
خلال جلسة المحاكمة، اعترف المتهم بأنه قتل الضحية بعد أن وجه له عدّة ضربات بواسطة حجر، مضيفا بأنه، وعندما تنقل إلى ولاية عنابة للعمل خلال شهر جويلية من سنة 2022، اشتغل بمحل لبيع البيتزا يملكه ابن الضحية، بالقرب من قاعة الحفلات التي تملكها العائلة، وأنه ظلّ طيلة تلك الفترة يقيم في بيت الضحية، وأن علاقته كانت جد طيبّة مع كل أفراد العائلة، عدا الضحية الذي قال بأنه كان دائما يشتمه ويكلفه بأشغال تفوق طاقته وليست من عمله، وأضاف بأنه يوم الوقائع وقعت بينهما مناوشات كلامية، خرج بعدها لتناول وجبة الفطور، ثم عاد بعد نحو ساعة لتناول قارورات من الجعّة التي أحضرها معه، وفي المساء طلب منه الضحية، القيام ببعض الأشغال وغسل موقد النار الخاص بطهي الطعام في الأعراس، لتقع إثرها ملاسنات بينهما، وجه خلالها المتهم ضربة إلى صدر الضحية الذي سقط أرضا، وفي لحظة الغضب لم يتمالك نفسه وحمل حجرا ووجه له ثلاث ضربات في مناطق مختلفة من الرأس، وبعد أن بدأ ينزف تركه وذهب ليغسل يديه، ثم توجه إلى مسكن الضحية محاولا الدخول إليه، غير أنه لم يتمكن من ذلك، فعاد لأخذ أداة الجريمة المتمثلة في الحجر وقام بكسر قفل الباب، والدخول إلى البيت، أين قام بأخذ كيس به مبالغ مالية وجهاز هاتف نقال، ثم هرع مسرعا إلى الخارج متوجها نحو ولاية وهران.
ممثل النيابة العامة وفي مرافعته ركز على بشاعة الجريمة المقترفة في حق الضحية، وثبوت أركانها في حق المتهم، ملتمسا معاقبته بالإعدام. وبعد مرافعات هيئة الدفاع، والمداولة القانونية قضت هيئة محكمة الجنايات بإدانة المتهم بالتهم المنسوبة إليه والحكم عليه بالإعدام.