-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإعلامية نادين مراد: الإعلام رسالة ولا يجب أن يتحول إلى هوس بالشهرة

الشروق أونلاين
  • 8259
  • 0
الإعلامية نادين مراد: الإعلام رسالة ولا يجب أن يتحول إلى هوس بالشهرة

وجه إعلامي عربي ألفناه على قناة”فرانس 24 الإخبارية”، صحفية متمكنة ومتمرسة، التحقت بالقناة قبل سنتين خلت قادمة إليها من إذاعة”مونتيكرلو الدولية”، وبرعت في تقديم التحليلات والأخبار التي تفاعل معها الكثيرون، حيوية بطبعها وجريئة، ما جعلها تتعلق بمهنة المتاعب وتعلق عليها آمالا إنسانية كبيرة، هي الإعلامية اللبنانية”نادين مراد”.

1- لماذا اخترت الاحتراف في قناة أوروبية بدلا من الاحتراف في بلدك الأم لبنان المعروف بانفتاحه الإعلامي؟

دخولي المجال الإعلاميّ في فرنسا جاء صدفة وبداعي الفضول أساسا, فأنا قدمت إلى فرنسا لمتابعة دراساتي العليا في علوم الإعلام والإتصال ولم أكن أفكر حتى  في العمل هنا. وتحول فضولي إلى جزء مني بعد أن أدركت مدى عشقي لمهنة الصحافة. ولكن هذا لا يمنع أنني قد أعود يوما إلى لبنان في حال صادفت ظروفا مناسبة.

2- تجربتك في إذاعة مونت كارلو الدولية؟

كانت الخطوة الجدية الأولى في المسيرة الإعلاميّة قبل أربعة أعوام. تفاجأت بحجم  التحديات الكبيرة التي تواجه الصحافيين إن في بداياتهم أو حتى في مراحلِهم الإحترافية. فمهنة الصحافة لا تأتي من فراغ أبدا, كما أن الراديو يتطلب العديد من المهارات كتركيز الصوت والإلقاء والكتابة بأسلوب بسيط ممتنع وإتقان فن الإصغاء, وهي مهارات لا تُكتسب بين ليلة وضحاها. لذا أقول إنها تجربة غنية وجميلة لكنها كانت صعبة جدا في البداية

 3- وحاليا في فرانس 24

 العمل التلفزيوني مختلف تماما عن العمل الإذاعي لطبيعة الجمهور، وتيرة الأخبار أو الحضور الذي يعتمد على الشكل والأداء. عملي في القناة جاء كاستمرارية طبيعية للعمل الإذاعي. لم أخطط  له في البداية لكنني تمسكت به فيما بعد فأصبحت القناة بيتي الثاني. وكما كانت مونت كارلو محطة اكتشفت فيها خبايا الإذاعة، فرانس 24 كانت فرصة أدخلتني عالم الشاشة الكبير.

 4-أين تجدين نفسك فعلا خلف الميكروفون أم أمام الكاميرا؟

 في البداية لم أجد نفسي لا خلف الميكروفون ولا أمام الكاميرا. كان همي وما زال, إتمام عملي على أكمل وجه بغض النظر عن الطريقة المعتمدة لإيصاله. لم أجد نفسي إلا عندما بدأت أشعر أنني أخاطب أشخاصا يتفاعلون معي وهذا جاء في مرحلة متقدمة. ففي البداية كنت أشعر أنني أتحدث مع نفسي أما اليوم فأعي أن ما أقوله سيصل إلى أحد ما جالس في كنبته في مكان ما, وهذه أجمل مكافأة لي.

 5- ما الذي أضافته لك القناة  كصحفية؟

 أشكر فرانس 24 ففي كنفها تعلمت الكثير وما زلت, لذا فحصيلة الإضافة كبيرة جدا على مشواري الصحافي. أيقنت أني المسؤولة الوحيدة عما أكتب وعما  أقول, كما أوكلت إليّ مهمات مختلفة, كانت بمثابة مسؤوليات بالنسبة لي وشكلت تجارب متراكمة. لذا فالحرية المسؤولة في تناول المواضيع وتأطيرها وطرحِها قد تكون ربما أكثر ما دعم شخصيتي الإعلامية حتى الآن. إنسانيا تعرفت على العديد من الأشخاص المنفتحين والطيبين

 6- كيف تقيمين واقع الصحفيات المغتربات

 لا أظن أن هناك  واقعا واحدا يمكن أن يختصر فئة من النساء حتى لو عملن في مجال واحد, فكل واقع ينجم عن تجربة شخصية خاصة ولكنني أميل إلى القول إن أغلب الصحافيات اللواتي عملت معهن يجمعهن الطموح وحب التطور. أعتقد أننا نمتلك حرية أكبر من الصحافيات في الدول العربية حيث قد تتعرض المرأة لضغوط اجتماعية كبيرة. وقد أثبتت الصحافية العربية جدارتها وتفوقها وقدراتها الكبيرة على التكيف مع الصعاب كافة. 

 7- هل تعتقدين أن وسائل الإعلام العربي تتمتع بالموضوعية؟

 أقول لا بنسبة خمسة وثمانين في المئة على الأقل. وهذا يعود أساسا إلى التسييس الإعلاميّ. السياسة تخنقنا وتعمينا وتتسلط علينا نحن شعوب الدول العربية. نتحدث ونتنفس سياسة فمن الطبيعي أن يسعى كل قطب سياسي إلى امتلاك وسائله الإعلامية الخاصة في الدولة التي تتمتع بشيء من الحرية الإعلامية, وأن يكون الإعلام موجها بالكامل في دول الأنظمة الديكتاتورية.

 8- هل يستطيع الإعلام العربي مجاراة الإعلام الغربي برأيك؟

 وسائلنا الإعلامية أحرزت قفزات نوعية في مجال التقدم التكنولوجي في السنوات الأخيرة ولكنني أجد أنها ما زالت أسيرة الحسابات والرهانات والطموحات الضيقة. من جهةٍ أخرى ما زلنا متأخرين جدا في مجال صحافة الإستقصاء مقارنة مع الإعلام الغربي. لكن أخطر ما يحيط بنا وما يخجلني اليوم هو استمرار تعرض الصحافيين لكافة أنواع التنكيل والملاحقات لمجرد أنهم يؤدون واجبهم المهني. قتلوا صحافيين رائعين نماذج في المجتمعات العربية, لكنهم لم يُسكتوا الضمير الإعلامي ولن يستطيعوا ذلك. وهنا من الضروري أن نتمسك بواجب ملاحقة القتلة وآمريهم  لمحاسبتهم .

 9- كيف تقيمين القنوات الإخبارية العربية؟

 كوني أعمل في قناة فرنسية لا يستهويني تقييم القنوات الإخبارية الأخرى, فأنا لم أعمل في أي منها ولا يمكنني إصدار الأحكام عليها, حتى لو أن لي كمشاهدة  رأي خاص سأحتفظ به لنفسي. شخصيا أتابع العديد من القنوات العربية والأجنبية وأؤكد أن الرؤيا الواضحة لأي حدث لا يمكن أن تتَكَوَن من وسيلة إعلامية واحدة أو خط سياسي واحد.

 12-كيف تتوقعين أن  تنتهي  الأزمة السورية؟

 لا أحد يمكنه أن يتكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا. العديد من التوقعات السابقة تبخرت. أعتقد أن الأزمة ستطول لاعتبارين اثنين: فداخليا لا مجال لرحيل الرئيس الأسد ما لم تتمكن شخصية معارضة بديلة من حشد الشعب خلفَها, أقله معارضوه. ثانيا الجماعات المتطرفة لم تخدم أحدا إلا الأسد فتحول قتال النظام إلى اقتتال بين المعارضة. هذه الجماعات أخطر ما يهدد سوريا لأنها دخيلة على المجتمع السوري المنفتح والذي لطالما تعايش بمختلف طوائفه وفئاته. أما خارجيا فسطوة روسية هائلة على هذا الملف مقابل قرار أمريكي بقيادة أوباما بعدم التدخل في سوريا, وموقف إنساني فرنسيّ عاجز. هذا  فضلا عن الحسابات الإيرانية التي تريد أن تنتزع حصتها من كعكة الإتفاق الدولي بشأن سوريا عندما يحين موعده. ووسط كل هذا أظن أن إسرائيل تراقب وتستهزىء للأسف!

 13- هل نجحت حقا الدول العربية التي غيرت النظام في دمقرطة واقعها؟

الديمقراطية لا تأتي بتغيير الأنظمة بل بتغيير الأذهان والتي تبدأ من التربية المدنية في المدارس مرورا بتلقف مفاهيم حقوق المواطن وواجباته. بعض الدول العربية تخطو خطواتها الأولى باتجاه الديمقراطية وبعضها الآخر ما تزال بعيدة جدا. الديمقراطية هي أن تنتفض المرأة العربية عندما يصفعها أي رجل مهما كانت صفته, هي عدم تدخل رجال الدين في السياسة, هي احترام حقوق الطفل والعامل الأجنبي وحق المعتقد وحرية الإعلام. الديمقراطية  هي محاسبة المسؤولين على أخطائهم.

 14- ما رأيك في اقتحام رجال المال لعالم المال وفضائيات التمويل؟

رأيي سلبي بالتأكيد لكن هذا الواقع متجذر منذ القدم. لطالما كان حاضرا وفي جميع الدول حول العالم, لا يعني فقط الفضائيات بل جميع وسائل الإعلام. لحسن الحظ متلقفو ما تعرضه أو تنشره وسائل الإعلام ليسوا بالأغبياء, من الصعب خداع الناس بعد الآن  في زمن الثورات التكنولوجية ومواقع التواصل الإجتماعي.

 16- حديثينا عن نادين الإنسانة؟

 سؤال صعب لأنني خليطٌ من التناقضات. عنيدة ويقال لي إنني غامضة, لا أعرف لماذا أوحي بذلك. أكره المظاهر المزيفة,السطحية تستفزني, الخبث والتملق يغضبانني, الغيرة والحسد يثيران شفقتي..

19- نصيحتك لبعض الإعلاميات المغربيات اللواتي يردن الإلتحاق بقنوات فضائية دولية؟

 العمل والعمل والعمل ثم المغامرة. مغامرة محسوبة وعمل متواصل. لا  تخدعكن أضواء الكاميرا , فخلفها سهر وتعب وقلق. الإعلام رسالة , هو عشق للمهنة ولا يجب أن يتحول إلى هوس بالشهرة. نصائحي الأخرى: ضرورة الإطلاع على أكبر قدر ممكن من المعلومات, واحترام قواعد اللغة العربية خط أحمر.

 20- كلمة لمحبيك في الجزائر

 أتفاجأ يوميا بالكم الكبير من رسائل التشجيع والمحبة التي تصلني عبر مواقع التواصل الإجتماعي  وخاصة من المشاهدين الجزائريين. أشعر بصدق أن هؤلاء المشاهدين تبنّونني وإن دل هذا على شيء فهو يدل على انفتاح الشعب الجزائري وأخلاقه العالية وطيبته وسعادته لنجاح الآخرين. هي مناسبة لي لأشكر كل من يتابعني ويتابع فرانس 24 وشكر كبير لمجلة الشروق العربي. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!